قال رئيس أركان الجيوش الأميركية، مارك ميلي، أمس، إن الجيش الأميركي لديه القدرة «بالتأكيد» على الدفاع عن تايوان من هجوم صيني، إذا طلب منها ذلك.

وأضاف ميلي أنه لا يتوقع أن تشنّ الصين عملا عسكريا ضد الجزيرة في الأشهر الـ 24 المقبلة، لكن عندما سئل في منتدى آسبن الأمني عمّا إذا كان بإمكان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الدفاع عنها، أجاب «لدينا القدرة بالتأكيد. ليس هناك أدنى شك في ذلك».

Ad

واعتبر ميلي في مداخلته أن «الصين تتحدانا بوضوح على المستوى الإقليمي، وتطمح لتحدينا على المستوى العالمي» وأضاف: «ندخل عالمًا من المحتمل أن يكون اكثر اضطرابًا على المستوى الاستراتيجي وفترة زيادة المخاطر وعدم الاستقرار»، واصفاً ما يجري على مستوى العالم بأنه «واحدة من أكبر التحولات في القوة الجيوستراتيجية العالمية، وهذا يحدث مرة واحدة فقط من حين لآخر».

وإذ اعتبر الاختبار الذي أجرته الصين لصاروخ يفوق سرعة الصوت الصيف الماضي «مهم للغاية»، قال ميلي إنه «اذا ترجمت روسيا والصين انسحابنا من أفغانستان بأنه ضعف، فأحذّرهم من أنهم يخطئون قراءة هذه الخطوة».

وتزامن كلام ميلي مع زيارة أول وفد برلماني رسمي من الاتحاد الأوروبي لتايوان، واعتبار انها تشغل "موقعاً بارزاً جداً في جدول أعمال الاتحاد".

الى ذلك، وبعد عام من الاشتباكات في منطقة لاداخ الحدودية بين الصين والهند التي أسفرت عن سقوط 20 قتيلا على الأقل في صفوف الجنود الهنود، وأربعة من الجانب الصيني، تعزز الهند دفاعاتها على طول حدودها الفاصلة بين أروناتشال براديش والتيبت، وهي منطقة توتر شديد مع الصين.

ويبدو الطريق المتعرج على مشارف الحدود الهندية مع التيبت في جبال الهيمالايا، أقرب إلى لوحة بانورامية مع الأنهار والبحيرات الهادئة، لكن يمكن أيضا رؤية براميل مدفعية ومنشآت عسكرية في أماكن عدة.

واحتلت الصين، لفترة وجيزة، ولاية أروناتشال براديش الهندية التي تطالب بكين بالسيادة عليها، معتبرة انها أرض من جنوب التيبت، بعد 3 سنوات من رحيل الدالاي لاما الرابع عشر في مارس 1959 خلال نزاع قصير، لكن دموي.

وكان الزعيم البوذي قد لجأ إلى هذه الولاية بعد فشل انتفاضة ضد الحكم الصيني في موطنه التيبتي قبل أن يستقر لاحقا في دارامسالا بولاية هيماشال براديش الهندية، حيث لا يزال يقيم.

وترسل الدولتان النوويتان المتنافستان دوريات بانتظام إلى المناطق التي تطالب بها الأخرى أو تسيطر عليها. تتهم الهند من جانب آخر، الصين بإقامة مستوطنات دائمة قريبة من حدودهما المشتركة.

وقال اللفتنانت جنرال مانوج باندي للصحافيين خلال زيارة صحافية نادرة للمنطقة الشهر الماضي «لاحظنا تطوير البنية التحتية على الجانب الصيني».

وأضاف «لقد أدى ذلك الى عدد (أكبر) من القوات الموجودة الآن هناك».

وردت نيودلهي بتعزيز انتشارها العسكري في أروناتشال براديش، ونشرت فيها صواريخ كروز ومدافع هاون ومروحيات نقل من طراز شينوك من صنع أميركي وطائرات من دون طيار مصنّعة في اسرائيل.

ويشرح ضباط المنطقة أن الصدامات السنة الماضية أظهرت الحاجة الملحة إلى تعزيز الدفاع على الحدود بعد مناقشات غير مثمرة مع بكين بهدف تخفيف الانتشار من الجانبين.

وغالبا ما تنخفض درجات الحرارة حول تاوانغ - وهي قرية استراتيجية معزولة وتعد بين الأقرب الى التيبت - إلى ما دون الصفر، ويصبح الأكسجين عند هذا الارتفاع قليلا. يمكن أن تعزل المواقع العسكرية المتقدمة عن العالم الخارجي لأسابيع كاملة خلال الشتاء.

وقال أحد ضباط الجيش الهندي لوكالة فرانس برس إن «جغرافيا المنطقة غير ملائمة للبشر، وهذا قد يكون قاتلا إذا لم يكن الأشخاص مدربين أو متأقلمين او في صحة جيدة».

ويقوم مهندسو الجيش ببناء نفق ضخم على ارتفاع 4 آلاف متر فوق مستوى البحر، ويفترض أن يدشن السنة المقبلة لكي يربط المنطقة بمناطق واقعة الى الجنوب اكثر بهدف توسيع نطاق منطقة الجنود.

وأوضح مدير المشروع، الكولونيل باريكشيت مهرا، أن «مثل هذه الأنفاق (...) ستتيح تأمين اتصال طوال الوقت للسكان والقوات الأمنية المنتشرة في تاوانغ».

وهناك مشروع مماثل قيد الإنشاء في لاداخ تحت التضاريس الصخرية لممر زوجيلا، سيتيح للقوات التعبئة بسرعة على الحدود من الحامية الهندية الضخمة في كشمير.