استفزاز إيراني في «هرمز» ورئيسي يرفض «المبالغة» بفيينا
رواية جديدة حول «حادثة بحر العرب»: الناقلة الفيتنامية المصادرة سلّمت واشنطن نفطاً إيرانياً
حلقت مسيّرة إيرانية بـ«شكل غير آمن» فوق حاملة طائرات أميركية خلال عبورها مضيق هرمز أخيراً، في حين برزت بيانات تظهر عدم تماسك رواية «الحرس الثوري» بشأن احتجازه ناقلة فيتنامية، وأفادت مصادر بأن الخطوة جاءت انتقاماً لقيام طاقم السفينة بتسليم شحنة نفطية لواشنطن كانت مرسلة إلى فنزويلا الخاضعة لعقوبات أميركية.
على وقع تحديد يوم 29 الجاري لاستئناف المفاوضات النووية الشاقة والمعقدة بين إيران والقوى الكبرى، وفي وقت يبدو أن المباحثات التي علقت مدة 5 أشهر ستترافق مع استمرار الأعمال الاستفزازية والاستعراضية، كشفت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن مسيّرات إيرانية «درونز» نفذت تحليقاً غير آمن ضد حاملة الطائرات «يو أس أس أسيكس» في المياه الدولية بمضيق هرمز.ونقلت قناة «الحرة» الأميركية عن مسؤول في «البنتاغون» قوله، إن الطائرات الأميركية «اتخذت إجراءات الحماية المناسبة حتى مغادرة المسيرات الإيرانية».وأشار إلى أن الحادث، الذي وقع الثلاثاء الماضي، ولم يتضمن أي تبادل لإطلاق النار «يندرج في إطار أنشطة إيران الخبيثة في المنطقة».
وجاء الكشف عن الواقعة الاستفزازية غداة نفي الولايات المتحدة صحة ما أعلنه «الحرس الثوري» عن احتجازه لناقلة نفط فتنامية قبالة الخليج، والادعاء بالتصدي لمحاولة البحرية الأميركية استخدمها بهدف مصادرة شحنة محروقات إيرانية من سفينة أخرى.
انتقام وسيناريو
وبعد روايات متضاربة بشأن ما حدث في خليج عمان، وصف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني احتجاز السفينة الفيتنامية بأنه كان رداً انتقامياً على قيام واشنطن بمصادرة وقود أرسلته طهران إلى فنزويلا منذ نحو 6 أشهر.وأشار إلى أنه كان مقرراً أن يتم نشر المعلومات منذ 10 أيام، وقوت وقوع الحادث، لكن رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بيمان جبلي، ومساعده للشؤون الدولية اقترحا أن يتم إخراج المعلومات بإطار «حرب إعلامية»، وهو ما استغرق وقتاً لإقناع قادة «الحرس الثوري» بالسيناريو الذي تخلله ثغرات.وحسب المصدر فإن الناقلة الفتنامية التي احتجزت كانت نفسها التي قامت بحمل وقود إيراني لفنزولا، الخاضعة لعقوبات أميركية حيث هددت واشنطن قبطانها بوضعه وسفينته على لائحة عقوباتها، وأجبرته على التوجه للسواحل الأميركية لتسليم حمولته، قبل أن تصدر السلطات القضائية الأميركية أمرا ببيعها في مزاد علني. وعند مطالبة طهران للشركة المالكة للناقلة بتعويضها تحججت بـ«العقوبات الأميركية» المفروضة على طهران وكراكاس، وهو ما رفضته الجمهورية الإسلامية على اعتبار أن العقوبات أحادية وليست بقرار من مجلس الأمن.وعقب ذلك قامت أجهزة الأمن الإيرانية برصد تحركات السفينة بالمنطقة، حيث دخلت الخليج قبل شهر، وحملت بشحنة نفطية من دولة خليجية، لم يذكر المصدر اسمها، لمصلحة شركة أميركية. وبحسب المصدر، قررت السلطات الإيرانية الاستيلاء على حمولة السفينة، وتوقيف قائدها وطاقمها عقب خروجها من مضيق هرمز.ولفت إلى أن القبطان طلب المساعدة من القوات الأميركية الموجودة بالمنطقة، واقتربت بارجات أميركية بالفعل من السفينة، لكن «الحرس الثوري» كان قد سيطر عليها وقام بتوجيهها إلى ميناء بندر عباس. وذكر أن بحرية «الحرس» أبلغت الأميركيين أن لديها أوامر بالاشتباك إذا ما واجهت أي عرقلة لعملياتها في حين لم تكن لدى البحرية الأميركية أوامر بالاشتباك.في غضون ذلك، ذكر موقع «تنكر تراكرز» أن السلطات الإيرانية نقلت الشحنة النفطية من السفينة الفتنامية إلى ناقلة أخرى تحمل علم إيران.بحارة فيتنام
من جانب آخر، أفادت وزارة الشؤون الخارجية الفيتنامية، أمس، بأن فيتنام تجري محادثات مع طهران، بهدف إطلاق طاقم السفينة المحتجزة، وتسوية الحادث، لضمان سلامة المواطنين الفيتناميين وتلقيهم المعاملة الإنسانية.ولفتت إلى أن «26 بحاراً على متن الناقلة بصحة جيدة». وكان مسؤولان أميركيان أكدا لوكالة «أسوشييتد برس»، أن قوات «الحرس الثوري» هاجمت الناقلة «ساوثيز» في 24 أكتوبر الماضي تحت تهديد السلاح، وإن القوات الأميركية تابعت عملية الاستيلاء، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء، لأن السفينة دخلت المياه الإيرانية.رفض المبالغة
في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن بلاده سترفض المطالب «المبالغ بها» من الدول الغربية في المباحثات الهادفة الى إحياء الاتفاق النووي.وقال رئيسي: «كما أعلنت إيران سابقاً، لن نترك طاولة المفاوضات، لكننا سنرفض الطلبات المبالغ فيها التي تؤدي إلى ضياع حقوق الشعب الإيراني».وشدد رئيسي على أن الجمهورية الإسلامية «تعمل في الوقت نفسه على رفع الحظر، وعلى تحييد تبعاته الاقتصادية على الإيرانيين». وأشاد رئيسي، باحتجاز السفينة الفتنامية خلال مراسم «مقارعة الاستكبار».وفي موازاة ذلك، قال قائد الحرس، حسين سلامي، إنه كان يتوقع أن تشتبك قواته مع البحرية الأميركية خلال عملية الاحتجاز، وهو ما لم يحدث. ورأى أن «الولايات المتحدة أمام خيارين في المنطقة إما الهزيمة والانسحاب، أو البقاء وتلقي الصفعات».وفي محاولة للضغط على القوى الكبرى المشاركة بمفاوضات فيينا، كشف المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن طهران تمتلك 25 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، والذي ليس باستطاعة أي دولة انتاجه سوى المالكة للسلاح النووي، و210 كيلوغرامات بدرجة تخصيب 20 في المئة.في المقابل، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بقرار إيران استئناف محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي، مشددا على أن المفاوضات ينبغي أن تُستأنف بالضبط، حيث انتهت في نهاية الجولة السادسة مع فريق الرئيس السابق حسن روحاني.وقال برايس إن الجولات السابقة حققت «تقدماً كبيراً. إذا أردنا مواصلة المحادثات من أي مكان آخر غير ما توصلنا إليه في نهاية الجولة السادسة من المحادثات في يونيو، فلن تكون مفيدة، وليس هذا من الحكمة»، في رفض ضمني لمطالبة طهران الانطلاق من نقطة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018. وأكد برايس أن واشنطن تعتقد أنه إذا تم حل «المواضيع القليلة المتبقية» من جولات المحادثات السابقة، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق وتنفيذه على المدى القصير.