مال أداء معظم مؤشرات أسواق المال بدول مجلس التعاون الخليجي الى الإيجابية وبتفاوت خلال الأسبوع الماضي، بينما تباين أداء سوقين مع هذه الإيجابية؛ هما السعودية وعمان، حيث سجلا خسائر، وجاءت حصيلة الأسبوع بنمو كبير وقياسي هو الأكبر منذ سنوات لمؤشر سوق دبي، الذي انفجر ليحقق مكاسب كبيرة بلغت نسبة 8.6 في المئة، بينما تقاربت بقية الارتفاعات وحقق مؤشر سوق المنامة نمو بنسبة 2.1 في المئة، كما اخترق مؤشر أبوظبي مستوى 8 آلاف نقطة، بعد أن أضاف نسبة 1.8 في المئة، وحل ثالثا وحقق مؤشر بورصة الكويت العام نموا كبيرا أيضا بنسبة 1.4 في المئة، في حين حل خامسا مؤشر سوق قطر المالي بنمو بنسبة 1.1 في المئة، وتراجع مؤشرا سوقي السعودية وعمان، لكن بنسب محدودة كانت 0.1 و0.3 على التوالي.

Ad

دبي وإصلاحات السوق المالي

منذ أن أعلنت دبي عن حزمة إصلاحات وقرارات تصب في مصلحة سوق دبي المالي بهدف رفع كفاءته، ليصبح أكبر أهم الأسواق المالية في العالم، انتفض السوق بشدة وحقق أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أكثر من عام، حيث أضاف نسبة 8.6 في المئة هي 246.54 نقطة، ليقفل على مستوى 3107.67 نقاط، وكان من أهم ما جاء في حديث حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، الاكتتاب في 10 شركات حكومية وشبه حكومية، وكان باكورتهما كهراء دبي "دايو"، وكذلك إنشاء صندوق بقيمة ملياري درهم كصانع سوق، وصندوق آخر بمليار درهم مختص بأسهم التكنولوجيا، ليبدأ مؤشر سوق دبي على نمو يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ويحقق قفزة كبيرة أضافت الى مكاسب سابقة خلال الأسبوعين الماضيين، لتقفز مكاسبه لهذا العام الى نسبة 24.8 في المئة.

واستفاد مؤشر سوق أبوظبي المالي من جاره سوق دبي ليخترق مستوى الفي جديد، ويقفل على مستوى 8014.9 نقطة، تحديدا للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن جمع نسبة 1.8 في المئة هي 142.35 نقطة، ويستمر في إضافة المزيد من النقاط، بالغا مستوى 57.8 في المئة نموا لهذا العام، ومتصدرا معظم المؤشرات في الأسواق العالمية؛ سواء المتقدمة أو الناشئة.

الكويت والبحرين

وسجلت مؤشرات سوقي الكويت والبحرين نموا كبيرا خلال الأسبوع الماضي، وارتفعت السيولة بشكل واضح، وتميّزت بعض الأسهم مشتركة الإدراج، وحقق مؤشر بورصة الكويت العام ارتفاعا بنسبة 1.4 في المئة هي 101.8 نقطة، ليقفل على مستوى 7201.93 نقطة، بينما ربح مؤشر السوق الأول (وهو مؤشر الأسهم الأكبر الـ 25 في البورصة) نموا بنسبة أقل كانت 1 في المئة وحقق مؤشر رئيسي 50 ارتفاعا كبيرا بنسبة 3.3 في المئة، أي ما يعادل 206.38 نقاط، ليقفل على مستوى 6375.92 نقطة.

واستمرت إيجابية المتغيرات العامة، حيث نمت السيولة والنشاط وعدد الصفقات مقارنة مع الأسبوع الأسبق وبنسبة 24.6 في المئة على مستوى النشاط (عدد الأسهم المتداولة)، وارتفعت السيولة بنسبة 17.5 في المئة، وكذلك ارتفع عدد الصفقات بنسبة 20 في المئة تقريبا، وتألقت بعض الأسهم الصغيرة وفي مقدمتها سهم بيت التمويل الخليجي (جي إف إتش)، الذي تصدر كل شي القيمة وعدد الأسهم المتداولة، وكذلك الارتفاع، حيث حقق حوالي 30 في المئة فقط خلال أسبوع، ونمت تعاملاته في سوقي البحرين ودبي بقوة كذلك ليكون نجم الأسهم الخليجية، وشهدت مجموعة كبيرة من الأسهم الصغيرة ارتفاعا بالنشاط والسيولة، وكذلك بالأسعار، مثل الإنماء وتجارة والرابطة والتنظيف وبعض الأسهم من كتلة المدينة، وتفوّق السوق الرئيسي على السوق الأول بكل شيء؛ سواء السيولة أو النشاط أو نسبة الارتفاع.

واستفاد مؤشر سوق البحرين من ارتفاع الأسهم المدرجة؛ سواء في سوق الكويت أو دبي، خصوصا جي إف إتش، الذي حقق نموا بنسبة قريبة من 40 في المئة بسوق البحرين، وتصدر القيم والنشاط كذلك، ليدفع بمؤشر البحرين بنمو كبير بنسبة 2 بالمئة، أي 36.79 نقطة، ليواصل المؤشر الرئيسي تقدمه، ويقفل على مستوى 1778.93 نقطة.

وارتفع مؤشر سوق قطر بنسبة 1.1 في المئة تعادل 134.03 نقطة، مقتربا اكثر من مستوى 12 الف نقطة النفسي المهم، وخلال هذا الربع من العام زاد اختراق المستويات النفسية لمعظم مؤشرات الأسواق الخليجية وبعض المؤشرات العالمية كذلك، واستطاع مؤشر السوق القطري الوصول الى النقطة 11940.56 نقطة، بفاصل 60 نقطة فقط عن مستوى 12 الف نقطة والذي يرجح أن يخترقه خلال هذا الشهر.

وكانت أسعار الغاز الطبيعي في نمو جيد خلال هذا الأسبوع على عكس أسعار النفط التي تراجعت الى مستويات 80 دولارا لمزيج برنت قبل أن ترتد الى حدود 84 دولارا للبرميل، بانتظار قرار "أوبك" بشأن زيادة الإنتاج وخلق توازن في أسعار النفط.

خسائر محدودة

سجل مؤشرا "تداول" السعودي الرئيسي وسوق عمان المالي تراجعا محدودا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وخسر "تاسي" نسبة عُشر نقطة مئوية فقط، أي 6.59 نقاط، ليبقى على مستوى 11752.23 نقطة، مستمرا في محاولة العودة قريبا من مستوى 12 ألف نقطة، وذلك بعد انتهاء موجة إعلانات نتائج الربع الثالث وضغط أسعار النفط، والذي يؤثر على الأداء بشكل مباشر، خصوصا قطاعات المواد الأساسية والطاقة.

وسجل مؤشر سوق عمان المالي تراجعا أكبر بثلث نقطة مئوية تقريبا هي 12.68 نقطة، ليقفل على مستوى 4049.76 نقطة، بعد مكاسب كبيرة حققها خلال شهر أكتوبر عادت به فوق مستوى 4 آلاف نقطة مجددا، واستفاد من مكاسب أسعار النفط الكبيرة خلال فترة الأشهر الثلاثة الماضية.

● علي العنزي