من السابق لأوانه معرفة مدة المناعة التي يوفّرها لقاح "كوفيد 19"... لكن هناك أدلة جيدة على أن معظم الناس سيحصلون على مناعة تستمر 6 أشهر على الأقل.

باشرت المملكة المتحدة أخيرا إحدى أولى الدراسات التي تقيّم الحقن المعززة للقاحات المضادرة لـ "كوفيد - 19"، سبتحث الدراسة، التي يقودها صندوق مؤسسة النظام الوطني الصحي في مستشفى ساوثهامبتون الجامعي University Hositl Southamoton NHS Foundation Trust في مدى أمان وفعالية اللقاحات المعززة عند إعطائها بعد ثلاثة اشهر على الاقل من لقاحات "كوفيد - 19" العادية ذات الجرعتين.

Ad

كما ستنظر الدراسة في الخلط بين لقاحات مختلفة (على سبيل المثال، قد يعطى الشخص الذي تلقى التطعيم في الأصل بجرعتين من استرازينيكا AstraZeneca جرعة معززة من لقاح فايزر Pficer) قد يبدو انه من السابق لأوانه البدء في تقييم اللقاحات المعززة عندما لم يطعم بالكامل سوى 45 بالمئة فقط من السكان (اعتبارا من 26 مايو)، لكن التجارب الاكلينيكية اللازمة للتحقق من فائدة اللقاحات المعززة ستستغرق عدة اشهر حتى تكتمل، بالبدء الآن يمكننا أن نضمن أن تكون الجرعات المعززة جاهزة ومتاحة عندما نحتاج اليها.

• لماذا قد نحتاج إلى حقن معززة؟

يتمثل مفهوم اللقاح المعزز في تقوية مناعة الجسم لمحاربة "كوفيد - 19" في حالة لم يعد نظام المناعة لدينا قادراً على نحو فعال على التعرف على الفيروس والتصدي له.

هناك حالتان قد يكون من الضروري فيهما استخدام حقنة معززة؛ الأولى هي اذا انخفضت مناعتنا التي حفزها اللقاح بمرور الوقت، في بعض اللقاحات ينخفض مستوى الحماية ببطء بمرور الوقت الى درجة لا نعود معها نتمتع بالحماية من العدوى على سبيل المثال، لقاحات الكوليرا تحتاج الى جرعة معززة كل 24-6 شهراً، في المقابل تمنحنا لقاحات أخرى (مثل لقاح الحصبة) مناعة مدى الحياة. من السابق لأوانه معرفة مدة المناعة التي يوفرها لقاح "كوفيد - 19"، لكن هناك أدلة جيدة على أن معظم الناس سيحصلون على مناعة تستمر 6 اشهر على الأقل.

• هل ستحمينا الجرعات المعززة من المتحورات الجديدة؟

بغضّ النظر عن المدة التي نبقى خلالها محصنين بفضل اللقاح، من الممكن ان يتغير الفيروس بدرجة كافية لجعل اللقاحات غير فعالة.

لقد رأينا بالفعل أن بعض المتحورات الجديدة للفيروس المسبب لـ "كوفيد 19" قادرة على الإفلات من بعض الحماية التي يمنحها اللقاح، ويجرى الإبلاغ عن إصابة أشخاص مطعمين بالكامل حالياً ما زال معدل إصابة أشخاص تلقوا اللقاحات منخفضاً، ولكن ما دام الفيروس يواصل انتشاره حول العالم، فسيستمر في التحور، مما قد يؤدي الى ظهور متحورات قادرة على الإفلات بالكامل من الجهاز المناعي.

ثم قد نحتاج أيضا الى جرعات معززة لمواجهة المتحورات الجديدة، وهذا مشابه لما يحدث مع لقاح الإنفلونزا، إذ يتحور الفيروس كل سنة بدرجة تكفي لجعل اللقاحات غير قادرة على حماية الجسم من العدوى، مما يتطلب جرعة جديدة كل عام.

• هل يجب أن تكون الجرعات الداعمة من النوع نفسه (فايزر، استرازينيكا... الخ، مثل الجرعات السابقة؟

قد ينتهي الأمر باللقاحات المعززة الى أن تكون من نوع اللقاح نفسه المستخدم أصلا أو نوعا مختلفاً (على سبيل المثال، تلقّي جرعة معززة من لقاح فايزر بعد تلقي لقاح استرازينكا في الأصل) ستحدد الدراسة الحالية ما إذا كان الخلط بين اللقاحات آمنا.

إذا أعطي اللقاح المعزز لمجرد زيادة المناعة التي تلاشت بمرور الوقت، فقد يكون اللقاح مشابها جدا للقاح الأصلي المستخدم، ولكن إذا جرى تصميم المعزز للتعامل مع نسخة متحورة جديدة من الفيروس، فمن المحتمل أن تكون تركيبة اللقاح مختلفة قليلا، حيث يمكنها الحماية من هذه النسخ الجديدة من الفيروس، قد توفر هذه الصيغة المحدثة الحماية ضد عدد أكبر من المتحورات مما توفره اللقاحات الحالية، ولكنها لن تكون واقية في المستقبل. من الممكن أن نحصل يوما على لقاح شامل ضد «كوفيد- 19» يحمي من أي متحور؛ ولكن قد يكون هذا بعيد المنال (للمقارنة، ما زلنا نبحث عن لقاح شامل للإنفلونزا).

• من سيحصل على المعززات أولا؟

سيجري تقييم كل هذه المعززات بعناية بتجارب إكلينيكية للتثبت من أنها آمنة وفعالة لمختلف الفئات العمرية.

يتضمن ذلك تقييم أي تركيبة لقاح جديدة، إضافة إلى النظر في مدى جودة عمل اللقاحات إذا أخذت معززا من شركة مصنعة مختلفة عما جرى تطعيمك به في الأصل. سيضمن ذلك أنه عند توافر المعززات، سنكون قد علمنا بأنها آمنة.

ولكن ليس من المؤكد من سيكونون أول من يتلقى الحقن المعززة. قد تكون المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوی "كوفيد- 19" أو بأمراض خطيرة، وربما الفئات العمرية التي تتضاءل مناعتها بنحو أسرع، مع أن المحتمل أن يتمثل الهدف في نهاية المطاف في تلقيح كل السكان باستخدام المعززات.

من الممكن أننا سنصل إلى النقطة التي نحتاج فيها إلى جرعات معززة في غضون أشهر من الوقت الحالي، أو من الممكن ألا نحتاج إليها بتاتا.

ولكن ما دام «کوفید- 19» يواصل انتشاره حول العالم، فإن احتمال ظهور نسخة متحورة تفلت من اللقاح هو احتمال كبير، لهذا السبب نحتاج إلى تقييم اللقاحات المعززة لاستخدامها في المستقبل، في حين نسعى أيضا إلى وقف انتقال الفيروس في أنحاء العالم.

* د. جیریمی روسمان DR JEREMY ROSSMAN هو من كبار المحاضرين الفخريين في علم الفيروسات، ورئيس الجمعية الخيرية شبكات مساعدة الأبحاث -Research Aid Networks، بجامعة كنت University of Kent.

يركز بحثه على تفشي الأمراض المعدية.