آبي أحمد يدعو للصمود ضد «اتحاد المتمردين»... والجيش يلجأ للقدامى

سكان أديس أبابا يخزنون الأطعمة وتحذير من «حمّام دم»

نشر في 07-11-2021
آخر تحديث 07-11-2021 | 00:03
عناصر شرطية في حي لافتو بأديس أبابا أمس الأول (رويترز)
عناصر شرطية في حي لافتو بأديس أبابا أمس الأول (رويترز)
غداة إعلان 9 فصائل متمردة اتحادها وتوقيعها وثيقة في الولايات المتحدة، لتشكيل جبهة موحدة بهدف قلب نظام الحكم في إثيوبيا، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمس، الشعب الإثيوبي إلى الصمود.

وفي ظل تحذيرات دولية من احتمال وقوع «حمّام دم» بعد زحف قوات جبهة تحرير شعب تيغراي باتجاه العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، أكد رئيس الحكومة المركزية، في رسالة له عبر «فيسبوك» أن «آخر أصعب مخاض هي لحظة ولادة الطفل»، واعتبر أن هذا هو الوقت الذي تمرّ به إثيوبيا حالياً، ووصف ذلك الوقت بأنه «الذي يولد فيه الأبطال».

وأشار أحمد، في رسالته إلى الإثيوبيين، إلى أن «هناك تضحية يجب القيام بها، وأن تلك التضحيات هي التي تزرع إثيوبيا على صخرة لكي تكون أقوى».

ولفت إلى أن «الصعاب زادت من قوة الإثيوبيين، وأظهر منافسوهم لهم طرقاً أخرى». وفي تصريحات منفصلة، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي، عبر «تويتر» على أن «بلاده ستواصل مواجهة تحدياتها الراهنة، في وحدة لا تتزعزع، وأنه سيظل مع شعبه على طريقهم نحو القمة بشموخ وبمرونة نحو الأمام». وتابع لافتاً إلى أن بلاده «تتمتع بإمكانات كبيرة وثروة ثقافية وتاريخية ووطنية هائلة».

حشد وتسلح

وفي مؤشر على استمرار حالة التأهب في العاصمة، دعا الجيش الإثيوبي، أمس الأول، جنوده السابقين «اللائقين بدنياً» إلى التسجيل للمشاركة في العمليات العسكرية، من 10 إلى 24 الجاري، وهو ما يعد بمنزلة طلب لدعم الجيش الذي يخوض معارك على عدة جبهات ضد المتمردين. وطالبت وزارة الدفاع متقاعدي الجيش بالانخراط مجدداً في صفوفه لـ «حماية البلاد من مؤامرة تهدف إلى تفكيكها».

وانتهت، أمس، مهلة شرطة أديس أبابا، لتسجيل الأسلحة النارية لسكان العاصمة، وسط تخوّف من وجود عناصر «داعمة» لجبهة تيغراي.

وأكد متحدث باسم الشرطة أن الإقبال على التسجيل كان جيداً، مشيراً إلى أن «بعض المواطنين يأتون بقنابل وأسلحة ثقيلة ونحن نسجلها أيضاً».

ونشرت تقارير حكومية، أمس الأول، صوراً لمواطنين قالت إنهم يعملون بالتنسيق مع القوات الأمنية في مختلف مناطق العاصمة، للحفاظ على السلام في المدينة، مشيرة إلى أوامر حكومية لسكان أديس أبابا للقيام بدورهم في ضمان السلام وتعزيز حماية المدينة من خلال «تحديد المتآمرين والمتسللين والإبلاغ عنهم».

وتأتي حالة التأهب ودعوة الصمود غداة إعلان 9 جماعات إثيوبية متمردة، من بينها جبهة تيغراي وجيش أورومو، أنها شكّلت تحالفاً ضد الحكومة الفدرالية.

وقال برهان غبري كريستوس ممثل جبهة تيغراي، التي سبق أن اجتاحت العاصمة وأسقطت حكم منغستو هيلا مريام مطلع تسعينيات القرن الماضي، عند توقيع وثيقة التحالف في واشنطن، الذي أطلق عليه «الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الإثيوبية»: «هدفنا قلب النظام».

والحركات المسلحة هي مجموعات من مناطق مختلفة، غامبيلا وعفر وصومالي وبني شنقول، أو مجموعات إتنية، أغوي وكيمانت وسيداما، التي تشكّل إثيوبيا.

والاثنين الماضي، دعا آبي أحمد، مواطنيه في جميع أنحاء البلاد، للانضمام إلى القتال ضد مقاتلي جبهة تيغراي، بعدما أعلنت الأخيرة سيطرتها على بلدتين استراتيجيتين في شمال شرق البلاد.

إلا أن الجبهة التي نجحت في صد حملة عسكرية أطلقها رئيس الحكومة، المتحدر من عرقية الأرومو، الأكبر البلاد، قبل سنة، تمكنت من التقدم أكثر وأعلنت سيطرتها على منطقة كيميسي الواقعة على مسافة 325 كيلومترا شمال العاصمة، حيث انضموا إلى مقاتلين من جيش تحرير أورومو المتمرد.

تخوّف واستعجال

وجاء ذلك في وقت تشهد أديس أبابا، قلب ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، حالة من الغموض والخوف مع وصول المزيد من الفارين من إقليم أمهرة المجاور. وازدحمت شوارع ومتاجر العاصمة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين نسمة، مع اندفاع بعض المقيمين لشراء المواد الاستهلاكية، مثل الدقيق والحبوب الغذائية والوقود خوفاً من إغلاق المتاجر في حال حدوث اضطرابات، بسبب الأنباء عن اقتراب مقاتلي تيغراي من المدينة، وزيادة التوتر العرقي بين سكانها.

ومع تزايد نذر المواجهة المرتقبة بالمدينة المختلطة عرقياً، دعت العديد من الدول مواطنيها إلى مغادرة البلاد، في وقت غادر بالفعل عدد من الدبلوماسيين والمواطنين الأجانب أديس أبابا.

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأميركية أن الولايات المتحدة أنشأت فريق مهام جديدا سيتولى الإشراف على مهمة إخلاء الدبلوماسيين الأميركيين في سفارة واشنطن لدى أديس أبابا، مع اشتداد القتال في البلاد.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات من دعوة السفارة الأميركية كل رعاياها بضرورة مغادرة إثيوبيا «في أقرب وقت ممكن».

وقالت السفارة الأميركية عبر «تويتر»: نوصي بشدة المواطنين الأميركيين بالعدول عن التوجه إلى إثيوبيا، وأولئك الموجودين حالياً في إثيوبيا بالبدء بالاستعداد لمغادرة البلاد. ولاحقاً، حذت السويد والنرويج حذو الولايات المتحدة في مناشدة رعاياهما مغادرة إثيوبيا.

من جانب آخر، عقد مجلس الأمن جلسة لبحث النزاع في إثيوبيا، أمس، في حين واصل المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان زيارته لأديس أبابا التي بدأها الخميس الماضي، في محاولة لبلورة حل سلمي للنزاع الذي يهدد بزيادة الاضطرابات في منطقة القرن الإفريقي بمجملها.

خاصية «تويتر»

إلى ذلك، أوقفت شبكة التواصل «تويتر» مؤقتاً خاصية «الموضوعات الرائجة» في إثيوبيا، وذلك على خلفية وجود تهديد بحدوث إيذاء جسدي، مع ارتفاع منسوب التوتر والنزاع بين العرقيات المكونة للبلد الإفريقي.

وأكدت أن «التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا».

back to top