وسط القلق الأميركي والأوروبي المتجدد من حشود عسكرية روسية "غير مبررة" قبالة أوكرانيا، أعرب الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو عن اعتقاده بأن الجيش الروسي قادر على الوصول الى أوكرانيا والانتشار بها خلال يوم واحد فقط.

وقال بوروشنكو في مقابلة تلفزيونية: في الحروب الحديثة، ليست هناك حاجة على الإطلاق لنشر عشرات أو مئات الآلاف من العناصر أو القوات العسكرية على طول الحدود.

Ad

وتابع حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية: فمنذ عام 2014 استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بناء خطوط سكك حديدية قادرة على تحريك قواته بسرعة 300-500 كيلومتر، وبهذه المحصلة يمكن للقوات الروسية الانتشار والسيطرة على الأراضي الأوكرانية خلال 24 ساعة. وأضاف: يمكن أن يصلوا إلى هنا خلال يوم واحد. كذلك تم بناء مطارات جديدة.

وفي السياق نفسه، قال أندريه بيلوسوف نائب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات في جنيف إن النشاط العسكري الروسي في القرم لا يتجاوز احتياجاتها الدفاعية ويساعد في حفظ الاستقرار بالمنطقة.

وأضاف بيلوسوف، الذي مثل روسيا في اجتماعات اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة العالمية في نيويورك: جرت هناك مجدداً محاولات اتهام لموسكو بالعدوان والاحتلال من قبل أوكرانيا وجورجيا. تم اتهامنا بنشاط عسكري مفرط في القرم وفي بحر آزوف والبحر الأسود. وجرى القول مرة أخرى إن الوجود العسكري في شبه الجزيرة ومياه هذين البحرين يقوض بشكل جدي الأمن الإقليمي، أي الأوروبي، بل وحتى يشكل تهديدا للأمن العالمي.

ووصف الدبلوماسي الروسي هذه الاتهامات، بعديمة الأساس على الإطلاق. وقال: نملك الحق، مثل أي دولة أخرى، في القيام على أراضينا بالأنشطة العسكرية اللازمة لحماية مواطنينا وضمان سلامة دولتنا ووحدة أراضيها. في هذا النشاط، نحن نسترشد بمبدأ الاكتفاء الدفاعي.

والخميس الماضي، احتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "عيد الوحدة الوطني" برحلة إلى القرم، معلناً أن شبه الجزيرة، التي ضمتها موسكو من جانب واحد في 2014، ستكون "الى الابد" جزءاً من روسيا.

وحول قرار الضم، قال بوتين أثناء زيارته للمدينة التي تعد موطن الأسطول الروسي على البحر الأسود: لقد استعادت بلادنا وحدتها التاريخية. ويمكن الشعور بهذا الرابط الحي الذي لا ينفصم بشكل خاص، بالطبع هنا في سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم. إنهم مع روسيا إلى الأبد الآن، لأن هذه هي الإرادة السيادية والحرة والراسخة للشعب، لجميع شعوبنا.

وكانت الولايات المتحدة حثت أمس الاول روسيا على أن تكون "أكثر وضوحاً بشأن نواياها" فيما يتعلق بتحركاتها المتعلقة بأوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن هناك "تصعيدا غير عادي للنشاط العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا في الأيام الماضية".

وأضاف أن بلاده "تواصل التشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن هذه القضية ونواصل مراقبة هذا الوضع عن كثب". وأوضح أن "أي تصرفات تصعيدية أو عدوانية من جانب روسيا ستكون مصدر قلق كبير للولايات المتحدة".

إلى ذلك، كشفت شبكة "سي إن إن" الاخبارية الأميركية أن الرئيس ​جو بايدن أوفد مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) ويليام بيرنز إلى ​موسكو​ الاسبوع الماضي لتحذير ​روسيا​ بشأن الحشود العسكرية بالقرب من حدود ​أوكرانيا​.

ونقلت القناة عن مصادر أن بيرنز أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني ​فلاديمير زيلينسكي​ بعد اجتماعاته مع المسؤولين الروس.

وذكرت القناة أن مدير وكالة ​المخابرات الأميركية​، أعرب خلال زيارته الرسمية التي استمرت يومين هذا الأسبوع، عن قلقه من أن روسيا قد تستخدم توريد الغاز كوسيلة للضغط على أوكرانيا والدول الأوروبية، حيث يمكن أن تبدأ أزمة طاقة جديدة بحلول الشتاء.