رواية مثيرة للسوفيات عن غزو صدام للكويت
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
المهم أن هذا الدبلوماسي وجد نفسه غارقاً في بحر من العمل المرتبط بـ"الأزمة الكويتية" كما يسميها مع طاقم عمل تشكل من رئيس الأركان ونائب وزير الخارجية المسؤول عن الشرق الأوسط ونوابه الثلاثة، تحت قيادة إدوارد شيفرنادزه. شرح الظروف المحيطة بالأزمة والاتصالات الشخصية مع وزير الخارجية، قبل اجتماع القاهرة (مؤتمر القمة العربي) ويحكي هنا قصة الرسالة التي صاغها ووجهت إلى الرئيس حسني مبارك لدعمه في موقفه وموجهة من الرئيس غورباتشيف شخصياً وكان الوسيط بذلك السفير أحمد ماهر الذي أصبح وزيراً للخارجية فيما بعد. تابعه مستجدات "الأزمة الكويتية" وقيامه بتدبير إجلاء الخبراء السوفيات وعائلاتهم من العراق وعلى وجه السرعة وعددهم يقرب من 8 آلاف شخص، وظهر خلاف كبير وانقسام حاد بالدائرة المحيطة بغورباتشوف بين بريماكوف وشيفردنازه حول التعامل مع ملف "المشكلة الكويتية"، وجهة نظر مؤلف الكتاب أن ما حصل كان "عدوانا بيناً وواضحا ولابد من إلزام العراقيين بالانسحاب وضرورة إرغامهم على ذلك واستعادة استقلال دولة الكويت". كانت وجهة نظر بريماكوف، كيف نساعد صدام على الخروج من الكويت بأقل خسائر ممكنة، ولا يجوز أن نؤدي دور العبيد للأميركيين في المنطقة! يجب أن نساعد صدام في الانسحاب بكرامة وحفظ ماء الوجه! الرئيس غورباتشوف كان موقفه مذبذباً ومتردداً خاصة بالتنسيق مع إدارة بوش وحائراً تجاه نصائح بريماكوف بإجراء حوار ثنائي مع القيادة العراقية، ومع هذا جاء طارق عزيز إلى موسكو وانتهى اللقاء بدون نتائج! ينقل الدبلوماسي السوفياتي عن طارق عزيز استياءه من مقارنة صدام حسين بجمال عبدالناصر وهذا "كلمنجي على عكس رئيسنا، إنسان يهتم بالفعل لا بالقول، ونحن لا نخشى الأميركيين وإن اقتربوا من الحرب فسيندمون على ذلك، كل الخليج سيشتعل وكل العرب سيثورون". رافق الدبلوماسي بريماكوف في رحلته إلى بغداد شهر أكتوبر 1990 ويستشهد بأربع مقالات كتبها بريماكوف في صحيفة "البرافدا" يستعرض فيها موقفه وبنقطة جوهرية أنه لو كان موقف السوفيات صلباً لما وقعت الحرب! وبقي إلى جانب بريماكوف بعد إقالة وزير الخارجية شيفرنادزه وأصبح أحد الكبار المعنيين بالملف العراقي، يسرد رحلته إلى بغداد يوم 12 فبراير 1991 عن طريق مدينة كرمنشاه الإيرانية ولقائهم بصدام في ملجأ تحت الأرض، أبلغ بريماكوف صدام "كارثة عسكرية ستقع إذا لم تعلن بدء الانسحاب من الكويت"، رد عليه صدام "أنت تدفعني إلى الاستسلام وإذا فعلت رفاقي سيطلقون النار علي ويعتبرونني خائناً"! رواية سوفياتية جديدة تضاف إلى سلسلة روايات سبق أن ظهرت عن دورهم في التعامل مع صدام أثناء الغزو، ومن المفيد الاطلاع عليها للتاريخ.