في خطوة ترفضها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وتهدد بنسف الجولة السابعة من المفاوضات الدولية المرتقبة بفيينا أواخر نوفمبر الجاري، طالبت طهران الولايات المتحدة بـ «ضمانات» بأن واشنطن لن تتخلى عن «الاتفاق النووي» المبرم عام 2015 مع القوى العالمية إذا نجحت محادثات فيينا المرتقبة، بإحياء الصفقة التي انسحب منها الرئيس السابق دونالد ترامب قبل أن ترد طهران بكسر قيودها المفروضة على برنامجها الذري.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن الجمهورية الإسلامية «لن تتراجع عن خطوات خفض الالتزام بالاتفاق النووي، قبل رفع العقوبات دفعة واحدة وبشكل قابل للتحقق»، مشدداً على أن إصرار واشنطن على إبقاء جزء من العقوبات التي فرضها ترامب سيوصل المفاوضات إلى طريق مسدود».

Ad

وهدد زادة بأن «إيران سترد بشكل موجع على أي هجمات سيبرانية تستهدفها، ولن تتسامح مع من يستهدف أمنها القومي سواء داخل الأراضي الإيرانية أو في أي مكان آخر».

وفي وقت تسعى الولايات المتحدة لمعالجة مخاوف إقليمية من أنشطة إيران وتسلحها الصاروخي البالستي بموازاة المفاوضات النووية، قال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده، أمس، إن طهران لن تناقش في مفاوضات فيينا المرتقبة أي قضايا إقليمية، مؤكداً أن شؤون المنطقة تبحث مع دولها فقط.

ووسط حديث عن جمود بمسار إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع الرياض منذ 2016، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إلى أن «الاتصالات بين إيران والسعودية لم تنقطع»، لكنه لفت إلى أن أيّ جولة تفاوض جديدة بين الطرفين لم تعقد بعد الجولة الرابعة من المباحثات، والتي عقدت أواخر سبتمبر الماضي.

ورأى زادة أن «جولة جديدة ستعقد حتماً إذا ما أبدت السعودية إرادة جادة»، رابطاً إحراز تقدم في المباحثات بأن «تتخطى الرياض التصريحات الإعلامية».

وعما إذا كانت الأزمة المستجدة بين لبنان ودول خليجية، والتي كانت اندلعت إثر تصريحات لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن وأغضبت الرياض، قد أثّرت سلباً على الحوار بين إيران والسعودية، أوضح المتحدث أن هذه المباحثات «ثنائية، وتدور حول قضايا ذات اهتمام مشترك، ولم ولن نجري أي تفاوض حول أصدقائنا مع طرف ثالث».

وكان الحوار بين إيران والسعودية انطلق في العاصمة العراقية بغداد في أبريل الماضي، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية لجمع الطرفين على طاولة واحدة، بالنجاح. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، فيما عقدت الجولة الرابعة في عهد حكومة الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي تسلم منصبه خلفاً لحسن روحاني مطلع أغسطس الماضي.

ويأتي ذلك في وقت يستعد علي باقري كني نائب وزير الخارجية الإيراني كبير المفاوضين في المحادثات النووية، للقيام بجولة أوروبية تشمل لندن وباريس وبرلين، في غضون الأيام القليلة المقبلة، لإجراء مشاورات تتعلق بالجولة السابعة من مباحثات فيينا مع مجموعة «4+1» والتي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر.

وتزامنت المواقف بشأن التفاوض الإقليمي والدولي، مع مواصلة الجيش الإيراني لليوم الثاني تنفيذ مناورات بحرية وبرية وجوية تحت اسم «ذو الفقار 1400»، في منطقة تمتد بين مضيق هرمز إلى شمال المحيط الهندي مروراً بخليج عمان. وكشف المتحدث باسم المناورات العميد محمود موسوي أنه جرى اختبار غواصتين محليتي الصنع خلال المناورات التي تستمر 3 أيام، مضيفاً أن «أعداء إيران باتوا يدركون حجم تراكم قدراتها العسكرية وأنهم سيواجهون مفاجآت في حال ارتكابهم أي خطأ في الحسابات»، في إشارة إلى تحذيرات إسرائيل من أنها قد توجه ضربة لطهران في حال تقدمها باتجاه تطوير «قنبلة نووية» مع تزايد مخاوف بشأن احتمال انهيار مفاوضات فيينا.

في المقابل، ابدت واشنطن عدم تفاؤلها قبيل استئناف مفاوضات فيينا. وكرر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في مقابلة مع «سي ان ان»، أمس، أن بلاده مستعدة للعودة إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي، إلا أنه أردف أن طهران لم تظهر بعد استعدادها الجدي للقيام بذلك.