كشف المعهد البحري الأميركي، في تقرير، أن الجيش الصيني بنى نماذج بالحجم الطبيعي لحاملة طائرات وسفن أميركية في ميدان اختبار أسلحة في صحراء غربية نائية، مما يشير إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني يركز على تحييد قوة الولايات المتحدة.

وأوضح التقرير أن الأقمار الاصطناعية صوّرت أهدافاً في منشأة اختبار بصحراء تاكلامكان في شينجيانغ، على شكل حاملة ومدمرتين صاروخيتين موجهتين من طراز «ارلي بورك» الأميركية التي يستخدمها الأسطول الأميركي السابع بدوريات في غرب المحيط الهادئ، بما في ذلك المياه حول تايوان.

Ad

وأوضح المعهد البحري المستقل عن الجيش الأميركي، والذي يتخذ من ولاية ميريلاند مقرا له، أن حاملة الطائرات الوهمية لها نفس حجم الحاملة الأصلية، مما يعني أنها يجب أن تبدو مشابهة لصورة هدف الرادار.

ويعد المخطط الكامل لبناء تلك الأهداف، جزءاً من النطاق المستهدف الذي تم بناؤه في منطقة روتشيانغ وسط الصين، إذ يقع الموقع بالقرب من نطاق هدف سابق استخدمته الصين لاختبار الإصدارات المبكرة لما يسمى بـ «القاتل الحامل» (دي إف -21 دي) للصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وفقاً لتقارير صحافية نُشرت عام 2013.

ويُظهر هذا النطاق الجديد أن الصين تواصل التركيز على القدرات المضادة للحاملات، مع التركيز على السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية.

وعلى عكس الهدف على شكل حاملة الطائرات التابعة للبحرية الإيرانية في الخليج العربي، فإن المنشأة الصينية الجديدة تُظهر علامات على نطاق هدف متطور ومجهز.

وبحسب شركة الاستخبارات الجغرافية AllSource Analysis، فإنه «يمكن لنماذج بالحجم الطبيعي للعديد من السفن الحربية الأميركية وسفن حربية أخرى مُثبتة على قضبان، محاكاة الأهداف المتعلقة باختبار البحث عن هدف».

وأضافت أنه «لا توجد مؤشرات على مناطق تأثير الأسلحة في المنطقة المجاورة مباشرة للنماذج بالأحجام الطبيعية»، مشيرة إلى أنه إضافة إلى التفاصيل الشاملة للنماذج بالحجم الطبيعي، بما في ذلك وضع أجهزة استشعار متعددة على أهداف السفينة وحولها، من المحتمل أن تكون هذه المنطقة «مخصصة للاستخدامات المتعددة بمرور الوقت».

ويُظهر تحليل صور الأقمار الاصطناعية أن الهيكل المستهدف قد تم إنشاؤه لأول مرة بين مارس وأبريل 2019، وقد خضع لعدة عمليات إعادة بناء ثم تم تفكيكه بشكل كبير في ديسمبر من العام ذاته، لكن الموقع عاد لطبيعته في أواخر سبتمبر الماضي، وكان الهيكل اكتمل إلى حد كبير بحلول أوائل الشهر الماضي.

ووفقاً لآخر تقرير سنوي نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني، أجرت في 2019، أول إطلاق نار حي مؤكد في بحر الصين الجنوبي، حيث أطلقت 6 صواريخ باليستية مضادة للسفن من طراز (دي إف -21 دي).

وفي عام 2020، أطلقت الصين صواريخ باليستية مضادة للسفن على هدف متحرك في بحر الصين الجنوبي، لكنها لم تعترف بذلك.

وإضافة إلى الصواريخ الباليستية الأرضية المضادة للسفن، لدى الصين برنامج لتجهيز قاذفات قنابل «إتش 6» بصاروخ باليستي ضخم مضاد للسفن، ومن المرجح أن يكون صاروخ «سي إتش ــ اي إس ـ إكس ـ 13» الأكبر الذي يتم إطلاقه من الجو، إذ يكفي لاستيعاب رأس حربي تفوق سرعته سرعة الصوت.

وبينما تظل الأسئلة حول مدى الأسلحة التي سيتم اختبارها في المنشأة الجديدة، فإن مستوى التطور لما يمكن رؤيته الآن في الموقع يُظهر أن الجيش الصيني يواصل الاستثمار في الردع، للحد من فعالية القوات البحرية الأميركية القريبة من الصين، بحسب ما أورده الموقع.

الى ذلك، بدأ كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني اجتماعا مفصليا، أمس، يتوقع أن يعزز قبضة الرئيس شي جينبينغ، القوية أساسا، على السلطة.

واجتمع 400 عضو من اللجنة المركزية للحزب، التي تحظى بنفوذ واسع، في بكين لجلسة تستمر 4 أيام، وتنعقد على غرار جميع الاجتماعات القيادة الصينية المعروفة بسريّتها بشكل مغلق.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة بأن شي استهل الاجتماع بتقرير عمل و»توضيحات لمسودة قرار بشأن الإنجازات الرئيسية والخبرة التاريخية» للحزب على مدى تاريخه المستمر منذ مئة عام.

وسيمهّد القرار للمؤتمر العشرين للحزب المرتقب العام المقبل، والذي يرجّح أن يعلن شي خلاله أنه سيتولى السلطة لولاية ثالثة، ليعزز بذلك موقعه كالزعيم الأقوى للعملاق الآسيوي منذ عهد ماو تسي تونغ.

وشهد عهد شي، الذي ينظر إليه بشكل واسع باعتباره الزعيم الصيني الأكثر نفوذا منذ ماو، حملة أمنية واسعة النطاق ضد الفساد، وسياسات مثيرة للجدل في مناطق مثل شينجيانغ والتيبت وهونغ كونغ، كما اتبع نهجا حازما بشكل متزايد في ما يتعلّق بالعلاقات الخارجية.

وخلق شي عقيدة في القيادة تقوم على عدم التساهل مع أي أصوات قد توجه انتقادات، فيما أدخل نظرياته السياسية المعروفة بـ «فكر شي جينبينغ» في المناهج الدراسية.

وأفاد كريس جونسون من «مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية» لمدونة «سينوسيزم» الصوتية بأن القرار الجديد سيمثّل فرصة لشي «لإعادة ترتيب.. بعض أجزاء التاريخ التي لا تروقه»، بما في ذلك المبالغة في الإصلاحات الاقتصادية في تسعينيات القرن الماضي.

وأطلق شي أخيرا حملة «للازدهار المشترك» مصممة للتعامل مع عدم المساواة في الثراء وتشديد الرقابة على عمالقة عالم المال والأعمال في الصين.

وسيكون قرار اللجنة المركزية الثالث من نوعه في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني.

وساعد الأول، الذي تم إقراره في عهد ماو عام 1945، في ترسيخ هيمنته على الحزب قبل أربع سنوات من وصوله إلى السلطة. أما بموجب الثاني في عهد دنغ شيابنغ عام 1981، فتبنى النظام إصلاحات اقتصادية وأقر بـ«الأخطاء» في أساليب ماو.

وذكر جونسون أن القرار الأخير سيعني أن شي «سيفعل عمليا بدينغ ما فعله دينغ بماو، وهو انتقاد المبالغات في سياسات دينغ شيبانغ للإصلاح والانفتاح».

وقالت أليس إيكمان من «معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية» «بدأ شي جينبينغ بالفعل إعادة كتابة تاريخ الحزب في الكتب المدرسية والجامعية والصحافة.. ليقلل بشكل كبير من إخفاقات الثورة الثقافية ويمجّد ما قام به كأمين عام للحزب».

ويمكن أن تدرج إدارة الاقتصاد ما بعد الوباء ومسألة تايوان، التي تصر بكين على أنها جزء من أراضيها، على جدول أعمال اجتماع الأسبوع الجاري.