في مكرمة سامية قوبلت بالتكبيرات والشكر وعاطر الثناء، أصدر سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، أمس مرسومَي العفو السامي عن بعض المواطنين المحكومين في قضايا سابقة، طاوياً بهما صفحة ضبابية، ليستبدلها بأخرى ناصعة كتب سموه أول سطورها بمداد التسامح والعفو الكريم، لتلهج القلوب بحكمة سموه بعدما قدر وعفا. وعقب اعتماد سموه المرسومين اللذين صدرا برقمي 202 و203، رفع رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، كما كان متوقعاً، استقالة الحكومة إلى صاحب السمو.
وبسبب تلك الاستقالة، علق مجلس الأمة جلساته، وقال رئيسه مرزوق الغانم: "تم إبلاغي من أخي سمو رئيس مجلس الوزراء بأن الحكومة تقدمت باستقالتها، وهذه الاستقالة تحت نظر حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وبالتالي فجلسة الغد (اليوم) لن تعقد، لأني سأحضر وأرفعها".وأعرب الغانم عن شكره لسمو الأمير على دعوته المباركة للحوار الوطني ودعمه له وللمصالحة الوطنية، مؤكداً أن ما مضى "صفحة طويت للبدء في مرحلة جديدة طال انتظارها".وعقب اجتماع مجلس الوزراء أمس، قال وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر "إن سمو الشيخ صباح الخالد رفع كتاب استقالة الحكومة إلى سمو أمير البلاد، تقديراً للجهود المخلصة لترجمة توجيهات سموه، التي أسفرت عن إضفاء الأجواء الإيجابية، التي تشهدها الساحة السياسية حالياً".
وكان مجلس الوزراء أصدر، أمس، قبيل تقديم الحكومة استقالتها، بياناً أعرب فيه عن بالغ تقديره واعتزازه بالرؤية والحكمة المعهودة لصاحب السمو على مبادرته السامية وتفضله الكريم بالعفو عن بعض أبناء الكويت، ممن صدرت ضدهم أحكام قضائية، بعد أن رفع لسموه التقرير الأول من اللجنة المكلفة من رؤساء السلطات الثلاث، ونزولاً عند رغبة نحو أربعين عضواً ناشدوا سموه التفضل بالعفو، واستجابة منهم لرغبته في حل جميع المشاكل العالقة وتحقيق الاستقرار السياسي والتعاون بين جميع الأطراف لفتح صفحة جديدة.وأكد المجلس أن الحوار والنهج الذي انتهجه أغلبية أعضاء مجلس الأمة من خلال تقديم الحوار على الجدال والتفاهم على الخلاف هو السبيل الأمثل والطريق الأقوم في العمل السياسي، الذي يحقق الإنجازات والتنمية وتطلعات أبناء الكويت الأوفياء.وتحت وسم "شكراً نواف الكبير"، تصدرت رسائل الشكر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر الكثير من النواب والناشطين وعدد من المشمولين بالعفو وأسرهم عن خالص شكرهم لـ "أمير العفو... نواف الكبير".
«التحالف» للخالد: أغلب وزرائك فشلوا... ومسؤوليتك مضاعفة
في وقت ثمّن قرار سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد استخدامه حقه الدستوري وإصدار عفو خاص عن عدد من النواب السابقين والمواطنين المحكومين، رأى التحالف الوطني الديموقراطي أنه رغم طي ملف العفو، لا تزال التحديات أمام السلطة التنفيذية عموماً ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد قائمة، بل تزداد حدة وصعوبة بمرور الوقت، وسط تراجع تشهده الكويت على صعيد الإصلاح والتنمية مقابل نهوض الدول المجاورة في شتى القطاعات.وأكد التحالف، في بيان أمس، أن الخالد شكّل أكثر من حكومة ثبت فشل أغلب وزرائها من حيث الأداء التنفيذي والرقابة الإدارية والمالية على أجهزتهم، بل إن منهم مَن تعدى على القوانين وتجاوز اللوائح وأضر بالمال العام تحت بصر وبصيرة رئيسه، دون تحرّك جاد أو قرارات فاعلة تجاههم.وبينما شدد على أن مسؤولية رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة القادمة أصبحت مضاعفة بعد التجارب السابقة، إذ لا يمكن القبول بمبدأ الخطأ والتجربة في اختيار الوزراء، ولا الاستمرار في إضاعة وقت الدولة بالتأخر في إعلان التشكيل الجديد، دعا التحالف رئيس الحكومة إلى حُسن اختيار فريقه، واستبدال النهج السابق الذي أضاع الكثير من الوقت على الدولة والمواطنين.