إيران: احتكاك جديد بالخليج وتبادل التهديد مع إسرائيل

مفاوضات إيرانية - فرنسية تحضيرية لـ «فيينا»... وضغوط على بايدن لمواجهة «عدوانية» طهران

نشر في 10-11-2021
آخر تحديث 10-11-2021 | 00:05
قطع بحرية إيرانية تشارك بمناورات «ذو الفقار 1400» التي اختتمت في الخليج أمس 	         (رويترز)
قطع بحرية إيرانية تشارك بمناورات «ذو الفقار 1400» التي اختتمت في الخليج أمس (رويترز)
هددت إيران بتوجيه «رد عابر للحدود» يستهدف مصالح الأعداء بالمنطقة، واحتكت بطائرات مسيّرة أميركية خلال مناورات برمائية اختتمتها في الخليج أمس، في حين أكد رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن بلاده تسرّع الخطط المعدّة للتعامل مع «تهديد إيران النووي العسكري»، قبيل استئناف طهران مفاوضات فيينا مع القوى الكبرى.
في ظل ترقّب حذِر لما ستؤول إليه الجولة السابعة من مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، أطلقت إيران تهديداً لدول المنطقة بتوجيه «رد عابر للحدود» في حال تعرّضها لاعتداء خارجي.

وبمواجهة تحذيرات إسرائيلية من إمكانية اللجوء إلى شن عمل عسكري بهدف عرقلة برنامجها النووي ومنع تطويرها لسلاح ذري، أبدى قائد الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، استعداد بلاده لـ «تهديد مصالح الأعداء في المنطقة». وقال في تصريحات أمس: «سنفعل ذلك إذا اقتضت الضرورة»، وأضاف أن «إسرائيل تزعزع أمن المنطقة، ويخطئ من يظن أن التحالف معها سيجلب له الأمن». وتابع قائلا: «ردّنا على أي تهديد يستهدف أمننا القومي لن يقتصر على حدودنا».

في غضون ذلك، أعلن الجيش الإيراني أن الدفاع الجوي رصد دخول مسيَّرتين أميركيتين من نوع «إم كيو 9» و«آر كيو 4» إلى منطقة يُجري فيها مناورات في مضيق هرمز وبحر عُمان والمحيط الهندي.

وقال الجيش إنه حذّر المسيَّرتين بضرورة مغادرة المنطقة قبيل اختتام مناورات «ذو الفقار» البرمائية، فاضطرتا إلى المغادرة. ويأتي ذلك بعد أيام من احتجاز «الحرس الثوري» ناقلة نفط فيتنامية في بحر عُمان، قال إنها كانت محمية من سفن البحرية الأميركية التي كانت موجودة بالقرب من الناقلة، غير أن واشنطن نفت صحة الرواية الإيرانية التي تضمنت اتهام البحرية الأميركية بمصادرة شحنة نفط إيرانية ونقلها إلى السفينة الفيتنامية.

في المقابل، شدد رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على أن «إسرائيل تسرع في الخطط المعدّة للتعامل مع إيران وتهديدها النووي العسكري»، مضيفاً أن «إسرائيل لن تسمح لإيران ووكلائها بالمساس بتفوّقها العسكري».

وتابع: «لن نسمح بوجود أسلحة مخلة بالتوازن مع حزب الله اللبناني أو أذرع إيران في المنطقة»، مشيرا إلى «تنفيذ عمليات سريّة ضد الأعداء في المنطقة العام الماضي».

استئناف وارتياب

في هذه الأثناء، برزت نقطة خلاف جديدة تزيد من احتمال فشل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا المرتقبة نهاية الشهر الجاري.

وبعد تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بأن بلاده تريد بدء مباحثات فيينا، من نقطة انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج الجولات الـ6 التي خاضتها حكومة الرئيس المعتدل السابق حسن روحاني، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لنظيره الإيراني عن اعتقاده بأنه لا بدّ من استمرار المحادثات مع القوى العالمية، بهدف إحياء الاتفاق النووي من حيث توقفت في يونيو الماضي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن لودريان أجرى مكالمة مع عبداللهيان «شدد فيها على أهمية وضرورة استئناف المفاوضات على أساس ما تم التفاوض عليه حتى تاريخ توقفها في 20 يونيو بهدف العودة السريعة» إلى الاتفاق الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى قبل 6 سنوات.

وأضاف أن الوزير الفرنسي شدد على أهمية التعاون الكامل من جانب إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتزامن ذلك مع وصول كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني لباريس، في إطار جولة تشمل بريطانيا وألمانيا.

وأجرى عبداللهيان محادثة مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ونقل عنه القول، أمس، إن «الانسحاب الأميركي وفشل الأوروبيين في تنفيذ التزاماتهم تسببا في ازدياد مشاعر الارتياب».

وكررت طهران، أمس الأول، مطالبها بأن ترفع إدارة الرئيس جو بايدن جميع العقوبات التي فرضها عليها ترامب منذ انسحابه، وأن تضمن عدم الانسحاب منه مرة أخرى.

وبمتقضى الاتفاق، وافقت إيران على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات الأمم المتحدة التي كبّلت اقتصادها.

استراتيجية وتكلفة

يأتي ذلك في وقت تبدي حكومة الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي حذرا شديدا قبل استئناف مفاوضات فيينا، حيث لا تضع طهران هذه المباحثات على قمة أولوياتها.

وأفادت أوساط مطلعة بطهران أن إدارة رئيسي تنتهج «استراتيجية جديدة لا تعتمد على الاتفاق النووي، والأهم من ذلك أنها لن تستثمر في أمر سبق له الفشل من قبل».

وذكر مصدر إيراني أن طهران تتوقع مجيء «الجانب الآخر إلى المباحثات، ويقول إن إيران الفتى الشرير، بينما سيكون رد طهران، الملتزمة بالدبلوماسية والمفاوضات، بوضع قائمة مطالبها على الطاولة، ومن المحتمل أن تجد الولايات المتحدة تلك القائمة مكلفة وغير مقبولة»، بعد ما حققته طهران من قفزات في مجال تخصيب اليورانيوم والمعرفة الذرية.

ضغوط جمهورية

في هذه الأثناء، تصاعدت الضغوط التي تطالب الرئيس الأميركي بترك مسار الدبلوماسية مع إيران، وقال السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي، في تغريدة له: «بينما تكثف إيران هجماتها، لا يزال بايدن يأمل في تخفيف العقوبات عن الملالي، والتي تساوي مليارات الدولارات وإحياء الاتفاق النووي الفاشل».

وهاجم هاجرتي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، العودة المحتملة للعمل بالاتفاق النووي مع إيران في ظل التصعيد الجديد بالعراق وسورية من قبل حلفاء إيران.

وتابع: «يجب أن يكون رد بايدن على عدوان إيران هو إنهاء مهزلة المحادثات النووية والعودة إلى نهج الضغط الأقصى دون تأخير».

وأوضح قائلا: «في بغداد، هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران رئيس الوزراء العراقي في محاولة اغتيال، على ما يبدو. ولحسن الحظ، نجا الكاظمي وتعرّض لإصابات طفيفة، لكنّه تصعيد دراماتيكي من قبل نظام إيراني شجعته سياسة الاسترضاء من قبل بايدن»، لافتا إلى أن هجوم بغداد يأتي بعد «15 يوماً فقط من هجوم موجّه من إيران على القوات الأميركية في سورية». ورأى أن «الحرس الثوري والميليشيات العميلة له يعتقدان أن بإمكانهم تصعيد الهجمات ضدنا وضد حلفائنا، لأنهم يرون أن بايدن ضعيف».

back to top