رغم الزلزال السياسي والأمني الذي تسببت فيه محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أخفق اجتماع ضم رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي ومجلس القضاء فائق زيدان، مع قادة «الإطار التنسيقي»، الذي يضم الكتل الشيعية، باستثناء التيار الصدري، في التوصل إلى تفاهمات تنهي أخطر أزمة سياسية يمرّ بها العراق وتعيد الثقة بالمسار الديموقراطي بعد الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.وفشل الاجتماع، الذي استضافه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ليل الاثنين- الثلاثاء، في التوصل إلى نتيجة واضحة، في ظل إصرار «الإطار» على موقفه الرافض لنتائج الانتخابات.
وعقب الاجتماع، أصدر «الإطار الشيعي»، بياناً أكد فيه «رفض استهداف منزل رئيس الوزراء»، ودعا إلى «التحقيق في العملية، وإشراك فريق فني لمعرفة حيثيات الهجوم».وحث البيان على «خفض التوتر، وإيقاف التصعيد الإعلامي من جميع الأطراف، وإزالة جميع مظاهر الاستفزاز في الشارع، والذهاب نحو تهدئة المخاوف لدى الناس، وبعث رسائل اطمئنان لأبناء الشعب العراقي».لكن النقطة الأبرز في موقف «الإطار التنسيقي»، هي دعوته مجدداً إلى «البحث عن معالجات قانونية لأزمة نتائج الانتخابات غير الموضوعية، تعيد إلى جميع الأطراف الثقة بالعملية الانتخابية التي اهتزت بدرجة كبيرة، والدعوة إلى اجتماع وطني لبحث إمكان إيجاد حلول لهذه القضية المستعصية».وخلافاً لأجواء البيان الصادر عن الاجتماع، جدد الخزعلي مطالبته بإعادة الانتخابات، ملوّحاً «بمقاطعة العملية السياسية برمتها»، كما رفض الرواية الرسمية حول محاولة اغتيال الكاظمي، التي تحدثت عن استخدام مسيّرات إيرانية في الهجوم، قائلاً: «نميل إلى فرضية الطرف الثالث في محاولة الاغتيال بتنفيذ إسرائيلي وتنسيق أميركي».في المقابل، كتب المستشار السياسي لرئيس الوزراء مشرق عباس، عقب الاجتماع: «لن نتنازل أبداً وتحت أي ظرف عن اقتياد الإرهابيين القتلة الذين حاولوا اغتيال رئيس مجلس الوزراء إلى القضاء»، محذراً من أن «العراق جُرح بعمق، وكل من يحاول التلاعب بجرحه سيجد الإجابة».وجاء الاجتماع بعد فشل قائد فيلق القدس إسماعيل قآني خلال زيارة الى العراق التقى خلالها معظم الأطراف في إيجاد حل للأزمة المزدوجة؛ نتائج الانتخابات، ومحاولة اغتيال الكاظمي. واتهم قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) كينيث ماكينزي «ميليشيات إيرانية» بالوقوف وراء «الهجوم الإجرامي المزعج على الكاظمي»، معتبراً أن «المجموعات المرتبطة بإيران ترى أنها لا تستطيع التمسك بالسلطة قانونياً، والآن تلجأ إلى العنف لتحقيق أهدافها، وهذا ليس جيداً».وقال ماكينزي لشبكة «الحرة» أمس الأول، «تصريحات الرئيس جو بايدن واضحة بهذا الأمر، وسنستمر في تقديم المساعدة للقوات العراقية ودعمها بدور غير قتالي»، مؤكداً أن قوات الأمن العراقية «ستستطيع مقاومة ذلك، ولكن ما يبعث على القلق، أن المليشيات المدعومة من إيران وبطريقة واضحة، لجأت إلى أعمال إجرامية ضد رئيس الوزراء».في موازاة ذلك، أعلن القيادي في التيار الصدري، عصام حسين، أمس، أن زعيم التيار مقتدى الصدر، وضع الحدود النهائية للاتفاقيات السياسية ولم يتبق سوى الإعلان عن الكتلة الأكبر واختيار رئيس البرلمان.من ناحيته، شدد زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي، خلال استقباله أمس وفد الحزب الديموقراطي الكردستاني، برئاسة هوشيار زيباري، على أن الأوضاع في العراق لا تتحمل مزيداً من التصعيد، مجدداً الدعوة لعقد حوار يضم جميع القوى السياسية، يضع مصلحة الوطن فوق كل شيء، ويمهد لتشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب.
دوليات
العراق: لا تهدئة بعد فشل اجتماع «رئاسي» مع «الإطار»
10-11-2021