وسط ما أسمته صحيفة لبنانية "حفلة جنون قضائية"، في إشارة الى الصراع القضائي - السياسي الذي يحيط التحقيق بتفجير مرفأ بيروت في أغسطس 2020، تبادل رئيس الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، أمس، "التلطيش" العلني، في انعكاس لمستوى التأزم الذي وصلت إليه الأمور، وذلك عشية كلمة للأمين العام لحزب الله يفترض أن تتطرق الى الأزمة مع الخليج التي تسببت بها تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، الذي يرفض حزب الله حتى الآن استقالته.

وفي إشارة الى رفض سياسيين بينهم علي حسن خليل (معاون بري) المثول أمام المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، كتب عون على "تويتر" أمس: "الأبرياء لا يخافون القضاء"، وأضاف: "كما قال الإمام علي: من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومَنّ من أساء به الظن".

Ad

وردّ بري، في تصريح مقتضب قال فيه: "على ألّا يكون القضاء قضاء السلطة، وما أدراك ما هي....".

وحذّر وزير العدل القاضي هنري الخوري "من تحويل قضية انفجار المرفأ إلى دراما قضائية مسرحها مبنى قصر العدل".

وحذّر الوزير الخوري من "تصنيف القضاة فرقا مشتتة، ومن تحويلهم الى قضية وطنية للدفاع عنهم أو الذم بهم، لأن ذلك لن يؤدي الى تحقيق العدل والعدالة".

أما رئيس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال إنه "لا يوجد لدينا ملجأ إلا القضاء، والقضاء السليم للخروج بنتيجة فيما يخصّ انفجار مرفأ بيروت، مع الحفاظ على الدستور"، وذلك بعد لقائه متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة.

وكان ميقاتي قد استقبل، أمس، سفيرَي لبنان في السعودية فوزي كبارة، ومملكة البحرين ميلاد نموّر، وعرض معهما تداعيات الأزمة الخليجية الأخيرة.

وأعرب السفيران "عن تخوّفهما من تفاقم تداعيات هذه الأزمة على مستقبل العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج، وانعكاسها على مصالح اللبنانيين والجاليات هناك"، وأكدا أنه "كل يوم تأخير في حل الأزمة سيؤدي الى مزيد من الصعوبة في ترميم هذه العلاقات وإعادتها الى ما كانت عليه سابقا".

ونقل السفيران الى رئيس الحكومة "تأكيد المسؤولين السعوديين والبحرينيين لهما، لدى مغادرتهما، حرصهم العميق على الروابط الأخوية الوثيقة وعلى الصداقة المتينة التي تربطهم بالشعب اللبناني بكل فئاته".

من جهته، جدد ميقاتي "تأكيد موقفه بأولوية العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بدول الخليج، وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا، في الشأن السياسي وفي العلاقات الدولية، على المصالح الفئوية والشخصية".

الى ذلك، أفادت معلومات بأن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ينوي زيارة الرياض. جاء ذلك غداة انتقادات لاذعة وجّهها جنبلاط لحزب الله خصوصا، مطالبا بإقالة قرداحي، والاعتذار للمملكة ودول الخليج.