غداة كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن قواته تسرع "الخطط العملية"، وتستعد للتعامل مع أي خطر نووي عسكري من إيران، هدد قائد القوة الجوية والصاروخية بـ "الحرس الثوري" الإيراني أمير علي حاجي زاده بتدمير إسرائيل "في حال شنت أي عدوان" على بلاده، وسط توقعات ضبابية ومتشائمة بشأن ما ستؤول إليه الجولة السابعة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، المقيد لطموحات طهران الذرية، مع القوى الكبرى.

وقال زاده، في تصريحات أمس، إن "أي خطأ من جانب إسرائيل في التعامل مع طهران سيعجّل بزوالها".

Ad

وتابع قائلا إن إسرائيل "تعلم أن بإمكانها بدء المواجهة، لكنها لن تكون مَن ينهيها، والنهاية ستكون بيدنا. سوف يتم تدميرهم لو أعطونا الذريعة اللازمة. الحكومة الوحيدة في العالم التي تتحدث عن فرص بقائها وتعقد ندوات لمناقشة مخاوفها بهذا الخصوص هي إسرائيل. ومن يفكر بالتهديدات الوجودية محكوم بالزوال، ولا يستطيع الحديث عن بلدان أخرى وتهديدها، هذه التهديدات لها مصارف داخلية" في تل أبيب.

واستبق زاده مباحثات فيينا المقررة في 29 الجاري، لتأكيد أن قدرات بلاده الدفاعية "ليست محلًا للتفاوض مع القوى الدولية" التي تسعى إلى معالجة مخاوف القوى الإقليمية من أنشطة طهران بالمنطقة وتسلّحها الصاروخي الباليستي في التوصل إلى تفاهم بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ورأى أن "اليوم أمن البلد نموذجي، ولسنا بحاجة للحديث عن قدراتنا، ويكفي أن الأعداء يطالبوننا بالتفاوض بشأن الصواريخ، كما أصبحت طائراتنا المسيّرة شوكة في عيون الأعداء، وهم يقولون، إنه يجب علينا الحد منها".

مفاوضات وضغوط

في هذه الأثناء، عقد مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية كبير المفاوضين، علي باقري كني، مشاورات تمهيدية بالعاصمة البريطانية لندن، في إطار جولته الأوروبية التي بدأها من باريس وشملت برلين.

وعشية وصول كني إلى لندن، أکد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في معرض إشارته إلى استئناف محادثات إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2018، مع مجموعة "4+1"، ضرورة "عودة جميع الأطراف إلى التزاماتها بموجب الصفقة الذرية".

وإلى جانب الضغوط الخارجية تواجه السلطات الإيرانية تحديات داخلية مع تجدد الاحتجاجات جراء تردي الأوضاع المعيشية على وقع تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة العقوبات الأميركية وسوء الإدارة.

وبعد هدوء نسبي ضد مشكلات انقطاع المياه وسياسات توزيعها، شهدت محافظة أصفهان، وسط إيران، احتجاجات شعبية حاشدة نظمها المزارعون، بسبب قطع إمدادات الري عن مزارعهم في المحافظة، وسط هتافات ضد وزير الطاقة علي أكبر محرابيان.

وهتف المحتجون ضد إهمال السلطات الحكومية للمشكلات المتعلقة بتوزيع المياه، وعدم اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع الجفاف الذي يعانيه نهر زايندة رود. وكان المزارعون يسيرون ويتجمعون لمدة 3 أيام للاحتجاج على قطع إمدادات المياه عنهم.

ونصب بعض المزارعين المحتجين خياماً لهم للمبيت أمام نهر زايندة رود بمحافظة أصفهان للمطالبة بتوفير المياه.

تأهب إسرائيلي

وفي ظل سريان تقديرات جدية عن احتمال شن إسرائيل عملا هجوميا ضد منشآت طهران والاستعداد لردّ فعل يشمل قيام الجماعات المتحالفة معها بضربات انتقامية، أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت وكبار القادة اختبارا للتحصن بملاجئ على مستوى الدولة العبرية أمس. وجاء التحرك الإسرائيلي اللافت، تحت غطاء "تدريبات لمحاكاة ظهور تفشٍّ جديد قاتل لفيروس كورونا"، حيث احتمى بينيت وكبار مساعديه بـ "مخبأ حربي حصين"، بُني قبل عشر سنوات، بسبب مخاوف تتعلق ببرنامج إيران النووي وتبادل القصف الصاروخي مع "حزب الله" وفصائل غزة. وذكر بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية، أن التدريبات "أخذت شكل مناورات حربية وبقيادة بينيت".

ووصف "تدريب أوميغا" الذي استمر يوما كاملا، ويحمل اسم سلالة وهمية من فيروس كورونا، بأنه إجراء احترازي للتأكد من استعداد إسرائيل "لأي سيناريو".

وهذا أول تدريب في العالم لاختبار استعداد البلاد لتفشي نوع جديد وقاتل من فيروس كوفيد 19، دون طرح مبرر حول الفرضية.

ويأتي ذلك مع تواصل ضربات جوية إسرائيلية غير معلنة تستهدف الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران في سورية.

وتعتبر الدولة العبرية وجود ميليشيات إيرانية على حدودها الشمالية خطاً أحمر، ولطالما كررت على مدى الأشهر الماضية معارضتهم إجراء محادثات نووية مع طهران، معتبرة أن على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه هذا الملف.