مع ارتفاع قياسي جديد لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار في السوق السوداء بالتزامن مع انحسار قياسي لموجة التفاؤل التي اعقبت تشكيل الحكومة اولا بسبب الازمة مع الخليج، وثانيا بسبب تعطل العمل الحكومي على خلفية ازمة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن خطوات سعودية جديدة بحق لبنان تمثلت في التشدّد في منح التأشيرات للبنانيين على خلفية الأزمة التي بدأت بتصريحات مسيئة للرياض من وزير الإعلام جورج قرداحي الذي رفض مذاك الاعتذار أو الاستقالة بدعم من حزب الله، ما أدى الى مزيد من التشتت في صفوف الحكومة الائتلافية الهشة التي كانت أصلاً عاجزة عن الاجتماع بسبب اشتراط حزب الله تنحية المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار أو تغيير مسار التحقيق.

وقالت قناة "ام تي في" التلفزيونية إن "الخطوات التصعيدية التي تفرضها ​السعودية​ ستشتدّ في الأيام المقبلة، بحيث ستقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة ​الرياض​ في ​بيروت​ على الحالات الإنسانيّة فقط".

Ad

أما صحيفة "النهار" فأشارت الى أن "اجراءات التشدد بمنح التأشيرات ستشمل السعودية بعد الكويت، وقد تتمدّد إلى دول أخرى".

من ناحيته، رفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نبرته الاعتراضية خلال زيارته الى طرابس أمس. وقال في كلمة خلال الاحتفال بمئوية نقابة المحامين في طرابلس: أتعاطى بإيجابية وانفتاح مع التحديات مهما كان حجمُها، وأعطي النقاش والحوار مداه الأقصى لكنَّ التحاور يقفُ عند حدود قناعات وطنية وشخصية. وأضاف: لا أَحيد أبدًا عن استقلالية القضاء ومن خلاله حماية الدستور والمؤسسات وصون انتماء لبنان العربي والحفاظ على علاقات الأخُوَّة مع الأشقّاء العرب وفي مقدَّمِهم السعودية.

وأشار الى أن "المنطق المبنيّ على المناداة الدائمة بالحقوق الخاصة للفَرْدِ أو للجماعة غالبا ما يؤدّي إلى توتير الأجواء وتعطيل المؤسسات ولا يأتلفُ قطعا مع مفهوم الدولة". من ناحيته، أشار عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، الى أن "كل يوم تأخير بالاستقالة او الإقالة والاعتذار، تزداد عذابات اللبنانيين المنكوبين بممانع من هنا وقرداحي من هناك وبعهد أصبح قوياً على شعبه فقط". وسأل شهيب في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي: إلى متى؟

في المقابل، واصل حزب الله التصعيد دون هوادة. ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب علي دعموش أن زيارة وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد الى دمشق "عبرة لمن يعتبر"، منتقداً "بعض السياسيين في لبنان الذين يطالبون بإقالة او استقالة الوزير جورج قرداحي" بينما "المتمردون الحوثيون على وشك تحقيق انتصار في اليمن" على حد زعمه، مضيفاً: أننا في حزب الله لا يمكن أن نقبل بهذه الاملاءات ولا نسمح بإذلال بلدنا وتعليق مصيره على قرار من دولة هنا أو هناك، والعلاقة مع السعودية ودول الخليج لا تكون على حساب السيادة والكرامة الوطنية.

ورفض الأمين العام للحزب حسن نصرالله الدعوات إلى استقالة قرداحي، معتبراً أن رد فعل السعودية على تصريحات قرداحي "مبالغ بها جداً جداً جداً".