شتان بين غرفة وأخرى، وبين الإغلاق والانغلاق، خصوصا بعد أن تحولت العديد من القضايا إلى أحداث مختلفة ومتنوعة في تلك الغرفة المغلقة التي تحوك غالبا المؤامرات وتثير الفتن وتتلاعب بعواطف وأفكار البعض بحجج واهية وأساليب متنوعة وألعاب مختلفة، حتى بتنا ندور في دوامة لا نعرف إلى أين ستنتهي ومسلسل بأحداث دراماتيكية أبطاله من ورق، حيث تخرج علينا في نهاية كل مشهد شخصيات كرتونية وبهلوانية تدخل البهجة والسرور على عرابي هذه الغرف التي لا يخوض تجربتها إلا أشباه الرجال المندسين الذين ينفذون الأجندات وفقا لمخطط معازيبهم.هناك من يتمنى أن يصبح من المحسوبين على هذه الغرف من "عوير وزوير" لكسب المنافع، حتى لو أصبح إمعة أمام الملأ طالما يقدم الدور المرسوم له بحذافيره، وللأسف الشديد هذه البدعة التي اخترعها خفافيش الظلام وسراق المال العام أصبحت ظاهرة في وسائل التواصل الاجتماعي التي يشن فيها مجاميع الذباب غاراتهم على بعض الأبرياء، في حين استغلها آخرون لاستعطاف ضعاف القلوب ورسم مخيلات وبطولات وقصص وحكايات تعود بنا إلى مسلسلات الأطفال، فيبدأ الثعلب بنشر واقعة وهمية لجذب انتباه فريسته ومن ثم استدراجها ويستمر الأمر للوصول إلى المحظور، ومع الأسف الشديد أن هذه الظواهر اللا أخلاقية والسلوكيات غير السوية أصبحت تدمر عقول بعض الصغار الذين يتم استغلالهم لتنفيذ مآرب من لا يهمهم سوى الانتقال بواقعنا من سيئ إلى أسوأ وكأنها ثقافة يتناقلها هؤلاء الخبثاء.
إن الانتباه إلى هذه القضية الحساسة هي مسؤولية أمنية وأخلاقية واجتماعية تتطلب تكاتف الجهود للتصدي لها بدءا من السياسيين وأتباعهم انتهاء بمن يسعون إلى استدراج ضحاياهم في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن هناك من الخبثاء من يسعى جاهدا عبر هذه الغرف لتنفيذ مخططات ودسائس خفافيش الظلام لتمزيق الصفوف وتشويه بعض الوطنيين الذين يقفون عقبة أمام أعمالهم غير المشروعة، ويتصدون لتطاولهم المستمر على الأموال العامة ومواجهة سيطرتهم على بعض المواقع المهمة التي تنطلق منها مخططاتهم لاختلاس حقوق الآخرين والتمدد بين القطاعات الأخرى في سبيل زيادة تمركز قوتهم للسيطرة على بعض مواقع القرار.قد يستهين البعض بهذه الغرف التي تحولت إلى كيانات مختلفة وكبيرة، ولكن العديد من الأحداث التي شهدناها تعود إليها، بل هي مصدر الشرارة التي تنطلق منها، ولكن ورغم تعدد هذه الغرف فإن القادم أفضل في تحجيم هؤلاء وكشف أساليبهم الملتوية وألاعيبهم وفضحهم أمام الملأ وتفويت الفرصة على أفكارهم السامة وإبادتهم في جحورهم.
مقالات - اضافات
شوشرة: الغرف المغلقة
12-11-2021