يسرقون إنجازاتك ويحملونك أخطاءهم
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
ولو بحثنا عن السبب الرئيس لوجدنا أن الطفل الذي ينمو وينشأ على إلقاء وزر أخطائه على غيره، يشب على ذلك، ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء تعميم العقاب لذنب اقترفه أحدهم، فالعقاب الجماعي أسلوب ينمي داخل الطفل إمكانية تقبل عقاب الآخرين معه وتقسيم خطئه عليه وعلى غيره، والأسوأ من ذلك أن بعض الآباء يعاقب طفلاً لخطأ قام به طفل آخر، وهذا يجعله يكبر وهو يشعر أنه من الطبيعي أن يتحمل غيره أخطاءه.وللأسف الشديد ما دام المذنب الرئيس لا يُعاقب فإن دائرة الأخطاء والمشاكل تستمر، ويظل المخطئ في غيه ويظل الآخرون يدفعون الثمن، فلا المشاكل تنتهي ولا ما يترتب عليها من تقصير في حق الآخرين وفي تنمية الوطن تتغير. وعلى الطرف الآخر نجد أنه كما تتحمل الحلقة الأضعف الأخطاء، فإن الإنجازات تنسب للحلقة الأقوى والرؤساء والوزراء وغيرهم، ويبقى صغار الموظفين والكادحين يرون مجهودهم يذهب لغيرهم ولمن لا يستحق ولمن لم يبذل أي جهد فيه، فالصورة المنتشرة للمزارع الذي غرس وسقى الشجرة وعند التصوير التقط المسؤولون الصورة مع الشجرة أوضح دليل على ذلك. وتبذل المعلمات والمعلمين مع طلبتهم المجهود ويقدمون إنجازات مبهرة، والمكافأة والتقدير يذهبان للمدير أو المديرة، ويقدم ذلك الموظف المجتهد المبدع تصورات لمشاريع متميزة وقيمة، ويتم تسجيلها باسم من هم أعلى منه منصباً ويسقطون اسمه!!سرقة مجهود الآخرين أصبحت عند البعض شيئاً لا غبار عليه، ولا تحرك داخلهم أي شعور بالذنب أو تأنيب الضمير، ومن يسرق إنجازات الآخرين وعملهم إنسان يشعر بالنقص والقصور في ذاته وقدراته، كما أنه يتعالى على الآخرين وقد يرى أنهم لا يستحقون أن تنسب إليهم إنجازاتهم!