نقطة : التعليم فيكم خسارة
بعد أن تمكّن خريج كلية الشريعة المشرفة من احتلال منصات المحامين ومقاعد القضاة، ها هي الآفاق بدأت تنفتح له أكثر وأكثر، وبدأ ينافس الأطباء ودكاترة علم النفس والاختصاصيين في مجال عملهم، ولم يتبق له سوى خطوة صغيرة لنراه ممسكاً المشرط ويُجري عمليات القلب المفتوح، بما يوافق أحكام الشريعة الغراء.بما أن البلد منغلق بسبب مجاراة الحكومات المتعاقبة منذ السبعينيات مع رغبات الإسلامويين والحزبيين، فمن الطبيعي جداً أن تنتشر لدينا ظاهرة إدمان المخدرات لدى الشباب الذين لا يجدون متنفساً لطاقاتهم أو بدائل تلبي حاجاتهم ورغباتهم الطبيعية، وبدلاً من أن تحاول السلطة، ممثلة في حكوماتها، التخفيف من القيود ومواكبة التطورات الحاصلة بجوارنا، ارتأت أن تبهرنا كعادتها وتخصص مزرعة من هيئة الزراعة لوزارة الأوقاف لعلاج مدمني المخدرات، متجاهلة دور وزارة الصحة وكوادرها والاختصاصيين ودكاترة علم النفس، وكأنها تقول إن مَن سبّب المشكلة أصلاً هو الأقدر على حلها وفك شفرتها، وليذهب فرويد ورفاقه إلى الجحيم.
يبدو أن المستقبل في هذا البلد - وبعكس ما يجري في كل العالم - لخريجي كلية الشريعة، حفظهم الله، لذا فلنفكر بجدية لحماية الأموال العامة والحفاظ عليها من الهدر بإغلاق الكليات التخصصية والتقنية ووقف البعثات الخارجية، ما دامت النتيجة في النهاية واحدة، ولا داعي لإنشاء جامعة عبدالله السالم الجديدة، فالطبيب والمحامي والقاضي والراقي كلهم يستطيعون إنجاز العمل ذاته بشهادة واحدة، يبقى لنا مهنة الطيار، لكن كل شي ممكن يصير ويطير بهالبلد ببركة دعاء الوالدين.