«غليان» دبلوماسي وعسكري بالمنطقة قبل «فيينا»
• اتصال بين عبداللهيان وبن زايد... وحراك تجاري على خط أبوظبي ـــ أنقرة ـــ دمشق
• إيران تتوقع هجوماً إسرائيلياً... و مناورات أميركية ــ إسرائيلية ـــ إماراتية ـــ بحرينية في «الأحمر»
وسط حالة من الشد والجذب، قبيل انعقاد الجولة السابعة من المفاوضات النووية الإيرانية مع القوى الكبرى في فيينا، شهدت المنطقة حراكاً مكثفاً على مسارين متوازيين إقليمياً: الأول دبلوماسي عنوانه الانفتاح الإماراتي على دمشق ومفاعيله المحتملة التي ظهر منها الاتصال بين وزيرَي خارجية إيران والإمارات، والثاني عسكري تمثل في تصاعد التهديدات بين إسرائيل وطهران التي أعلنت أمس أنها لا تستبعد هجوماً إسرائيلياً عليها، مهددة في المقابل بتدمير الدولة العبرية.وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان اتصالاً هاتفياً بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، أمس، لبحث العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها وتعزيزها. وأشار بن زايد، خلال الاتصال إلى «تطلع الإمارات للعمل المشترك مع إيران في مجال حماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي». وتزامنت خطوة عبداللهيان باتجاه أبوظبي مع إعلان طهران فتح طريق تجاري بين الإمارات وتركيا يختصر مدة نقل البضائع عبر الطريق التقليدي مروراً بقناة السويس نحو 8 ساعات، في وقت أعلنت السلطات السورية توقيعها اتفاقاً مع شركات إماراتية لإنشاء محطة كهرباء كهروضوئية قدرتها 300 ميغاوات في ريف دمشق.
وغداة تأكيد مصدر إيراني مطلع، لـ «الجريدة»، أن طهران تواكب أجواء الاستعداد لمفاوضات فيينا، المقررة 29 الجاري، عبر إجراء اتصالات مع دول عربية بينها مصر والأردن مع الإبقاء على فرص عقد جولة خامسة من المباحثات السعودية لإعادة العلاقات وتخفيف التوتر الإقليمي، أشاد المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية سعيد خطيب زادة بزيارة وزير الخارجية الإماراتي التي قام بها إلى دمشق، الثلاثاء الماضي، وعدها بـ «خانة المصلحة المشتركة بمواجهة المشروع الأميركي ــــ الإسرائيلي». على المسار الآخر، هدد قائد القوة الجوية والصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني أمير علي حاجي زاده بتدمير إسرائيل «في حال شنت أي عدوان» على بلاده، وسط توقعات ضبابية ومتشائمة بشأن ما ستؤول إليه الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، في وقت جدد رفض بلاده طرح قدرات «الحرس الثوري» بأي مفاوضات.وفي ظل سريان تقديرات جدية عن احتمال شن إسرائيل عملاً هجومياً ضد منشآت طهران والاستعداد لردّ فعل يشمل قيام الجماعات المتحالفة معها بضربات انتقامية، أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت وكبار القادة اختباراً للتحصن بملاجئ على مستوى الدولة العبرية، أمس، في وقت تواصلت ضربات طائرت مسيرة مجهولة على فصائل إيرانية في سورية.في هذه الأثناء، بدأ مبعوث الولايات المتحدة الخاص بملف إيران روبرت مالي جولة في الشرق الأوسط والخليج، على رأس وفد رفيع، لإجراء مشاورات قبل 17 يوماً من مفاوضات فيينا.وتزامن ذلك مع قيادة القوات البحرية الأميركية تمريناً أمنياً في البحر الأحمر يجمع قوات إسرائيلية مع أخرى إماراتية وبحرينية، في أول تدريب من نوعه يُعلن بين الدولة العبرية والبلدين الخليجيين اللذين وقعا اتفاقاً لتطبيع العلاقات معها العام الماضي.وتستمر المناورات، التي تجرى قرب اليمن حيث تنشط جماعة «أنصار الله» المتمردة المدعومة من إيران، خمسة أيام تشمل التدريب على سفينة «بورتلاند الأميركية «وستزيد من «التوافقية بين فرق التصدي البحرية التابعة للقوات المشاركة».