وصف السفير البرازيلي لدى البلاد، فرانسيسكو ماورو، الكويت بأنها «بانية للجسور» في المنطقة، معتبراً أن «ما قامت به لتسهيل السلام بالمنطقة، عمل استثنائي».وفي أول حوار يجريه مع صحيفة كويتية منذ تقديم أوراق اعتماده، قال ماورو لـ «الجريدة»، إن الكويت والبرازيل في إطار التحضير لـ «مظلة دفاعية» تشمل قطاعات مختلفة، داعياً في الوقت نفسه القطاعين العام والخاص للاستثمار في بلده، مؤكداً من ناحية أخرى أن الوقت لم يحن بعد لوجود خط مباشر للطيران بين البلدين»، وفيما يلي نص الحوار:
*كيف تقيّم المشاورات الثنائية بين البرازيل والكويت، وهل هناك جولة جديدة من المشاورات السياسية بين البلدين؟- أولاً، اسمح لي أن أشكر "الجريدة" على استضافتي، وعلى تسليط الضوء على علاقاتنا الثنائية.لقد عقدنا جلسات عدّة حول طاولة مستديرة، وآخرها كان في فبراير، ولكن لا نعرف إلى اليوم، متى سيكون موعد جلسة المفاوضات الجديدة. لكنني على تواصل دائم مع المسؤولين على مستويات مختلفة، لنقل هذه العلاقات إلى مستوى أفضل.
التعاون الغذائي
*حدّثنا عن التعاون الغذائي بين البلدين.- التعاون الغذائي واحد من أهم العلاقات بين بلدينا، ونحن فخورون بتأمين نحو 85 بالمئة من الدجاج المجمّد المستهلك في السوق الكويتي، وإضافة إلى أننا نفتخر بهذا الرقم الكبير، فلدينا مسؤولية حيال تأمين هذه الكمية، نظراً لأهمية هذه السلعة الغذائية بالنسبة للمستهلك الكويتي.أضف إلى ذلك أن المواد الغذائية التي تُصدّرها البرازيل إلى الكويت، تتمتّع بمعايير عالمية وعالية الجودة، كما أنني زرت مقرّ المستورد الرئيسي للدجاج في الكويت، ووجدت أنه مجهّز على غرار مواقع الاستيراد العالمية التي نراها في الصين واليابان والسعودية، وأهم ما في الأمر أن المستورد الكويتي يحرص على التخلّص من البضاعة المجمّدة (الدجاج) قبل 6 أشهر من تاريخ انتهاء الصلاحية، لحماية المستهلك.وأكرر أنني سعيد للغاية بمستوى الاتصالات مع المسؤولين في الكويت فيما يتعلّق بمسألة التجارة الغذائية، أما بالنسبة إلى استيراد لحوم البقر، التي منعت قبل فترة من دخول الكويت بسبب حوادث بسيطة، فإنه تم حلّ هذه المسألة العام الماضي، وأتمنى أن يعود حجم واردات اللحوم الى ما كان عليه في السابق لمصلحة بلدينا، خصوصاً أنني علمت أنه خلال حظر اللحوم البرازيلية، كان السوق الكويتي يبحث عن بديل لمنتجاتنا، إلا أنه كان دائماً يُفضّل اللحم البرازيلي الذي يُعد أكبر مُنتج غذائي يوزّع في العالم. فشركات اللحوم البرازيلية تتمتع بجودة عالية من المعايير في توضيبها وشحنها، وبإمكانك أن تجد هذه اللحوم في الأسواق الأميركية واليابان وفي الاتحاد الأوروبي.«مظلة دفاعية»
*هل هناك أي اتفاقات دفاعية في المستقبل؟- نحن في إطار التحضير لاتفاقية دفاعية، وهي عبارة عن "مظلة دفاعية" تشمل قطاعات مختلفة، مثل تبادل المعلومات التقنية واحتمال المشاركة في عملية سلام عالمية، والانضمام إلى أكاديميتنا العسكرية، حيث نستضيف في مرحلة الدراسات العليا لمدّة عامين ضباطا عسكريين لتدريبهم، وأتمنى أن أرى ضباطا كويتيين في هذه الأكاديمية. كذلك، هناك تعاون فيما يتعلّق بالتعاون الجوي، فقد كانت لدينا طائرة تدريب عسكرية في الكويت. والمعروف أن سوق الطائرات البرازيلية يستحوذ على شريحة واسعة في سوق الطيران، واليوم لدينا نموذج رائع من طائرات الشحن من طراز KC219، ونحن بصدد إقناع الكويتيين بشرائها. والمعروف أنه عندما تتبادل دولتان ما التعاون في المجال الدفاعي، فهما في الوقت نفسه تفتحان الباب أمام تعاون مدني.*... إذاً، ما هي المجالات التي تحتاج إلى تطوير في العلاقات بين البلدين، وما مستقبل العلاقات الاقتصادية بينهما؟- الأمر الذي يجب التركيز عليه برأيي هو الاستثمار، لأنّ لدى الكويت واحدا من أكبر صناديق الاستثمارات في العالم بما يعادل نحو 600 مليار دولار.والبرازيل تسعى كثيراً لإيجاد استثمارات أجنبية في مجالات عدة، مثلاً في البنى التحتية. وفي العامين الماضيين خصّصنا بعض المطارات، وواجهنا مشاكل كبيرة في بناء وتجهيز الطرقات السريعة، لذلك، أطلقنا مناقصات، وبإمكان الشركات العالمية أن تأخذ حصّتها منها وتشغيل هذه الطرقات، والاستفادة من مردود استخدامها على مدى 25 عاماً، مقابل تعهّد هذه الشركات بصيانة هذه الطرق خلال كل هذه الفترة.ولدينا مشروع طموح للقطاع الخاص للتملك في خطوط السكك الحديد، وهو مشروع في غاية الأهمية للتجارة داخل بلادنا، نظراً إلى حجم التجارة الداخلية الكبير، ونظراً لحجم المنتوجات الزراعية والغذائية الضخمة التي يجب توزيعها على كل المناطق البرازيلية، والتي هي بحجم دول غرب أوروبا مجتمعة. لذلك فإن البرازيل بحاجة إلى تطوير بناها التحتية من خلال الطرقات السريعة والسكك الحديدية وحتى الأنهار، وفي المقابل، هناك فرص كبيرة للمستثمرين الكويتيين، خصوصا أن حجم التجارة حالياً بين بلدينا لا يتعدى مليارَي دولار، وهو رقم ضئيل جداً، في وقت دخل نحو مليون مستثمر جديد إلى السوق البرازيلية، وهو ما يظهر سهولة الاستثمار لدينا والثقة التي يوليها المستثمر للسوق، والفائدة الكبيرة التي يحققها هذا المستثمر في المقابل.لذلك، أنا أوجّه دعوة للحكومة الكويتية وللقطاع الخاص للمساهمة في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري لدينا.وأنا معجب جداً بمدى معرفة المشتري الكويتي بالبضاعة البرازيلية، والكويتي مُرحّب به دائماً في البرازيل.التعاون الثقافي
*كيف تقيّم التعاون الثقافي بين البلدين، وهل أنت راضٍ عن هذا التعاون؟- التعاون الثقافي أدنى من التوقعات بكثير، في وقت نجد فيه أن أوروبا وأنحاء العالم يعرفون الكثير عن الثقافة والسياحة البرازيلية.صحيح أنه سبق أن أحضرنا فرقاً موسيقية مهمة الى الكويت، إلا أنه يبقى هناك الكثير مما يجب عمله.وأعتقد أن عدداً كبيراً من الناس زار باريس ولندن وأميركا مرات عدّة... إذاً ماذا بعد؟ يجب على هؤلاء استكشاف أماكن جديدة، والبرازيل مكان رائع لاستكشافه، خصوصاً أن هناك أماكن عدّة صنّفتها منظمة الأونيسكو أماكن أثرية.خط مباشر
*هل سنشهد خلال تولّيك منصبك في الكويت تدشين خط سفر مباشر بين البلدين؟- لا يوجد حتى اليوم خط مباشر للطيران، ونحن نأتي اليوم من البرازيل إلى الكويت عبر قطر أو الإمارات، وهاتان الدولتان قامتا باستثمارات ضخمة جداً في بناء مطاراتهما وفي تعزيز أسطولهما، فترى معظم المسافرين الى كل أنحاء العالم يستخدمون طيرانهما، في وقت لم يصل مطار الكويت الى المستوى المطلوب نفسه، الأمر الذي أثّر على قرار عدم وجود خط مباشر بين البرازيل والكويت، ولكن أعتقد أنها مسألة وقت فقط، وأتمنّى أن نشهد قريباً هذا الخط المباشر.جهود الكويت
*كيف تقيّم جهود الكويت الرامية نحو تسوية الأزمات عبر القنوات الدبلوماسية والحوار؟- أعتقد أن ما قامت به الكويت في تسهيل السلام بالمنطقة، هو عمل استثنائي. فالكويت أدت دوراً كبيراً ومهماً لإيجاد الحلول السياسية في المنطقة، وتحديداً شهدنا جميعاً ما قامت به في رأب الصداع الخليجي - الخليجي.والأمر المهم هو أن الكويت استضافت مؤتمراً دولياً لإعادة بناء العراق، رغم الغزو الغاشم، لمساعدة العراقيين. وأعتقد أنه نوع من الأعجوبة ما قامت به الكويت تجاه العراق، وفي البرازيل، نعتقد أنه أمر رائع ومقدّر للغاية، فالكويت تعتبر "بانية للجسور" في المنطقة.موسيقى برازيلية في الكويت
دعا السفير البرازيلي لدى البلاد، فرانسيسكو ماورو، محبي الموسيقى إلى حضور العرض العام والمجاني لفرقة تشورو ليفر المرموقة، عند الساعة السابعة مساء 18 الجاري بمركز اليرموك الثقافي.وقال ماورو إن فرقة تشورو ليفر هي جيل من الموسيقى البرازيلية، وستزور الكويت في إطار احتفالات ذكرى استقلال البرازيل.وأوضح أن الفرقة ولدت في برازيليا عام 1993، ومنذ ذلك الحين رسخت نفسها كأسطورة، وتؤدي بانتظام أمسية في مبنى من الطراز القديم يعرضه المهندس المعماري الشهير أوسكار نيماير في برازيليا، كما يلعب أعضاء تشورو ليفر دورا مهما في تدريب 1200 موسيقي شاب، يحضرون الموسيقى المدرسية.وقد أظهرت الفرقة براعتها أيضا في حدائق مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وفي العديد من البلدان بمختلف أنحاء العالم الأرجنتين، والنمسا، وكندا، والصين، وتشيكيا، وفرنسا، والكويت في (2019)، وبيرو، وإسبانيا، وتونس، وأوروغواي، والولايات المتحدة، وغيرها.ويتلاعب بالشورو 3 أعضاء من الفلاتو، والغيتار، والكافاكينهو (الجدري الصغير، نوع من الأوكليل له 4 أوتار). أما الآلات الأخرى التي تلعب عموما فهي المندولين، والكلارينيت، والساكسوفون، والبوق، والترومبون. وعادة ما تكون هذه الآلات مدعومة بقسم إيقاع يتألف من غيتار من 6 أوتار، وغيتار من 7 أوتار (يعزف على خطوط الباس)، وقدح خفيف، مثل الدف.وتتألف المجموعة التي ستحيي الحفل في الكويت من 5 موسيقيين، هم بابلو فاغونديس (الهارمونيكا)، ومارسيو دي سوزا (كافاكينو – نوع من الأوكليل)، وإنريكي نيتو (7 غيتار)، وفاليريو كزافييه (قرع) وجورج كوستا (6 غيتار).السياحة الآمنة... والتأشيرات
رداً على سؤال عمّا إذا كانت بلاده آمنة للسياحة، قال ماورو إن «البرازيل مثل بقية دول العالم، فرغم وجود بعض الأماكن التي لا تعتبر آمنة، فإننا نحاول أن نرشد السائح إلى الخيارات الجيدة والأماكن الأفضل لزيارتها، فمثلاً لدينا كرنافالات سنوية، ولم تسجّل خلالها أي نوع من المشاكل».وأضاف: «لكن بالإجمال، السياحة لدينا آمنة للغاية، ولا أعتقد أن هناك أي مانع لزيارتها حتى في المواقع النائية، مثل مسقط رأسي جيريكوا كوارا التي كانت مستعمرة للصيادين، واليوم بات لدينا مطار خاص بمدينتنا، وهو مكان رائع للزيارة».وفيما يتعلّق بالتأشيرات السياحية، قال السفير: «بدأنا بإصدارها شرط حصول المتقدّم على فحص PCR سلبي»، موضحاً أنه «قبل جائحة كورونا، كنّا نصدر نحو 900 تأشيرة سنوياً، واليوم تدنّى العدد كثيراً، ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها».