سارعت الكنيسة المصرية لنزع فتيل فتنة طائفية كادت تعصف بالشارع المصري، أمس، وسط موجة استياء واسعة من تصريحات القس زكريا بطرس، الذي انقطعت علاقته بالكنيسة، لكنه يهاجم الإسلام ورسوله من مقره في الولايات المتحدة، إذ عادت الفيديوهات الخاصة به إلى الواجهة، مما أدى إلى تململ التيار السلفي والبدء في الرد عليه، ودفع الكنيسة القبطية إلى الخروج أمس، في محاولة لتجنب تصعيد طائفي.

وقالت الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، في بيان رسمي أمس الأول، إن زكريا بطرس انقطعت علاقته بالكنيسة المصرية منذ 18 عاما، وقدم تعليما لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية لذلك تم وقفه لمدة، ثم نقل إلى أستراليا ومنها إلى المملكة المتحدة، حيث واصل تقديم تعليم غير أرثوذكسي، ما استوجب تقويم فكره، لكنه قدم طلبا لتسوية معاشه من العمل الكهنوتي، وتم قبوله ولم يعد تابعا للكنيسة منذ يناير 2003.

Ad

وتابع بيان الكنيسة: «بعدها ذهب بطرس إلى الولايات المتحدة، واستضاف البعض اجتماعاته في بيوت وفنادق، وحذرت إيبارشية لوس أنجلوس شعبها من استضافته وقتها»، وأكدت الكنيسة رفض الإساءة للمسلمين قائلة: «نحن من جهتنا نرفض أساليب الإساءة والتجريح، لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة، ونحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين». وأثارت صفحة مجهولة على فيسبوك الجدل، بعدما نشرت مجموعة من الفيديوهات القديمة للقس بطرس زكريا، يتعرض فيها للإسلام ونبيه بشكل يحمل قدرا كبيرا من الإساءة، الأمر الذي جدد بوادر فتنة طائفية، وسط محاولات بعض المسلمين والمسيحيين تأكيد أن الأمر مدبر لإشعال الفتنة، كون الفيديوهات قديمة، وسبق إدانتها من المسيحيين قبل المسلمين.

ورغم أن فيديوهات الإساءة قديمة فإن ذلك لم يمنع البعض من التعامل معها بجدية، إذ تصدر هاشتاغ #عاقبوا_زكريا_بطرس، و#إلا_رسول_الله، الأكثر متابعة وتداولا على «تويتر»، بينما تقدم أحد المحامين المصريين ببلاغ إلى النائب العام أمس، للمطالبة بالتحقيق مع القس المقيم في الولايات المتحدة، في تهم الإساءة للإسلام، و«تحريك الدعوى الجنائية في مواجهته، لينال جزاء ما اقترفه لمخالفته للشرع والقانون»، ومحاكمته بتهمة ازدراء الأديان.

ودخلت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس على الخط، إذ أصدرت بيانا أمس تستنكر فيه حديث الأب زكريا بطرس، وترفض أسلوبه شكلا وموضوعا، وتتعجب من هذا الأسلوب البعيد كل البعد عن تعاليم السيد المسيح، وأضاف البيان: «نحن نأسف لجرح مشاعر إخوتنا المسلمين».

في سياق منفصل، قالت عائشة الشاطر، ابنة القيادي بجماعة الإخوان خيرت الشاطر، إنها ووالدتها وأشقاءها لا علاقة تنظيمية لهم بالجماعة المصنفة إرهابية في مصر، مؤكدة أن مشاركتها في مظاهرات رابعة العدوية 2013 كانت بسبب التعاطف الإنساني مع المتوفين في أحداث الاتحادية، وللمطالبة بالإفراج عن المحبوسين وعلى رأسهم والدها.

وأضافت ابنة الشاطر، في شهادتها أمام النيابة، التي نشرتها صحيفة «الشروق» القاهرية، أمس، أن أداء الرئيس الإخواني محمد مرسي، أثناء فترة توليه الرئاسة، كان ضعيفا، ولم ينجح في إدارة البلاد لأسباب كثيرة، منها عدم اقتناع الناس بشخصيته، ولغة خطاباته التي لم تكن مناسبة لعامة الشعب.

وأجلت محكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء الماضي، محاكمة عائشة الشاطر و30 آخرين، في اتهامهم بالاشتراك مع آخرين بالانضمام إلى جماعة إرهابية، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، إلى جلسة 15 ديسمبر المقبل.