100 ألف جندي روسي يحتشدون على حدود أوكرانيا

• كييف تتوّسع في استخدام المسيرات التركية
• موسكو تعرض المساعدة لحل أزمة المهاجرين

نشر في 15-11-2021
آخر تحديث 15-11-2021 | 00:04
صعّدت روسيا تحركاتها العسكرية على حدود أوكرانيا، ونشرت 100 ألف جندي، في وقت تقطعت السبل بآلاف المهاجرين، في ظروف مزرية فاقمها توسع الخلاف العنيف بين الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي، الذي لا يعترف بحكمه.
وسط تحذيرات أميركية من غزو منطقة جديدة، أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن روسيا حشدت نحو 100 ألف مقاتل على حدود أوكرانيا، موضحا أن الدول الغربية قدمت معلومات عن "هذه التحركات النشطة".

وبعد ساعات من تأكيد رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال نيكولاس كارتر تزايد المخاطر بشكل أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة بنشوب حرب بين الغرب وروسيا، قال زيلينسكي، في مقطع فيديو أمس الأول، "آمل أن العالم يمكنه الآن أن يرى بوضوح من يريد حقا السلام ومن يحشد نحو 100 ألف جندي على حدودنا".

وفي خطوة قد تغضب موسكو، أكد وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف أن أوكرانيا ستشتري دفعة جديدة من الطائرات المسيرة التركية لجيشها العام المقبل، وتعتزم أيضا إنتاج هذه الطائرات محليا. وحصلت أوكرانيا على طائرات مسيرة متطورة تركية، ونشرتها الشهر الماضي للمرة الأولى في منطقة دونباس (شرق)، حيث يدور صراع مع انفصاليين مدعومين من روسيا، وهو ما أثار غضب موسكو.

وحذر مسؤولون أميركيون من زيادة عدد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وأبلغوا نظراءهم الأوروبيين من أن الكرملين قد يكون على وشك غزو منطقة جديدة.

ووفقا لموقع "بوليتكو"، أشار أحد كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قد يحاول أيضا إنشاء بعض القدرات العسكرية على طول حدوده الغربية، في حال رأى ضرورة للتدخل في بيلاروس، التي دخل حاكمها المقرب منه ألكسندر لوكاشنكو في نزاع حاليا مع جيرانه الأوروبيين.

بايدن وحلفاؤه

في السياق، ذكرت وكالة بلومبرغ أن الولايات المتحدة تتشاور مع الحكومات الأوروبية بشأن مخاوف من قيام روسيا بشن هجوم مسلح على أوكرانيا.

وكشف مسؤول رفيع في إدارة بايدن عن مشاورات مع الحلفاء بشأن الوضع، موضحا أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ناقشت الأمر "على نطاق واسع" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال المسؤول إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن على اتصال أيضا بالحلفاء الأوروبيين بشأن هذه المسألة.

وأضاف مسؤول أميركي في ألمانيا: "كانت هناك جهود متضافرة بالعواصم في جميع أنحاء أوروبا للتعبير عن مدى قلقنا من الوضع، ويتم تبادل المعلومات الاستخباراتية والمحادثات عبر طيف واسع" من العسكريين والدبلوماسيين.

وأكد مسؤول أوروبي أن الولايات المتحدة أرسلت معلومات استخبارية إلى الحلفاء حول الوضع في أوكرانيا.

بدوره، قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن المسؤولين الأميركيين أجروا مناقشات مع الأوروبيين تتعلق بنفس المخاوف بشأن التعزيزات الروسية على طول حدودها مع أوكرانيا، والتي تشمل المدفعية والدبابات ووحدات المشاة الجديدة والوحدات المدرعة الأخرى.

في المقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أي خطط لأي نوع من الغزو، وقال: "تحركات قواتنا المسلحة على أرضنا لا ينبغي أن تكون مصدر قلق لأحد. لا تشكل روسيا أي تهديد على أحد".

وأضاف بيسكوف أن قوات حلف شمال الأطلسي اتخذت "إجراءات نشطة وحازمة بالقرب من الحدود الروسية"، وحذر قائلا: "إذا لزم الأمر سنتخذ إجراءات لضمان أمننا إذا كانت هناك أعمال استفزازية من قبل خصومنا بالقرب من الحدود".

وشرح مسؤول رفيع في فريق الأمن القومي الأميركي الوضع قائلا إن "بوتين يضع القدرات اللازمة لتدخل عسكري سريع جدا في بيلاروسيا أو أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، في دونباس تطلق القوات الانفصالية النيران يوميا على القوات الأوكرانية، دون أي علامات على أي تراجع".

وأضاف المسؤول أنه من غير المرجح أن يقوم بوتين بتدخل عسكري في بيلاروسيا، لكنه على الأرجح يريد أن تكون لديه معدات في حال قرر أن هناك حاجة للقيام بذلك.

أزمة المهاجرين

في موازاة ذلك، اتهمت الشرطة البولندية نظيرتها البيلاروسية باستخدام مركبة لهدم السياج الحدودي وتعمية دورياتها بالأضواء القوية وأشعة الليزر لتسهيل دخول 50 مهاجرا، مبينة أنها اعتقلت 22 منهم بعد فترة وجيزة، واتضح أنهم عراقيون.

وتحدثت وزارة الدفاع البولندية، التي نشرت 15 ألف جندي على طول الحدود مع بيلاروس، عن هجوم استخدم فيه المهاجرون الغاز المسيل للدموع والحجارة ضد قواتها خلال محاولة اختراق أراضيها، مسجلة 223 محاولة دخول غير شرعي خلال 24 ساعة.

وفي بيان عن وحدته المتمركزة في زاغان، أفاد الجيش البولندي أمس الأول بمقتل جندي جراء انطلاق رصاصة من سلاحه في حادث مؤسف دون تدخل أي طرف فيه، بعد يوم من "العثور على جثة شاب سوري في الأحراش".

وفي مقابلة نشرتها، أمس الأول، مجلة الدفاع الوطني الروسية، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إنه يحتاج إلى نظام الصواريخ البالستية الروسية المتنقلة، والتي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، ويمكنها حمل رؤوس تقليدية أو نووية، للنشر في جنوب وغرب بيلاروس.

عرض روسي

وعرض الرئيس الروسي أمس جهوده من أجل حل أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي، وقال: "عندما نسمع تصريحات أو اتهامات موجهة ضدنا، أريد أن أقول للجميع: تعاملوا مع مشاكلكم الداخلية، لا تنقلوا إلى أي طرف آخر مسائلكم الخاصة، والتي يجب أن تحلها وزاراتكم. ومع ذلك نحن مستعدون لبذل قصارى جهدنا للمساعدة في إيجاد حل، إذا كان هناك شيء ما يعتمد علينا بالطبع".

وأضاف بوتين: "علمت شخصيا بما يحدث على الحدود البولندية البيلاروسية من وسائل الإعلام، لم أناقش هذه المسألة مع لوكاشينكو من قبل، فقط عندما ظهرت هذه الأزمة، تحدثت معه مرتين عبر الهاتف".

وحملت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس روسيا مسؤولية الضغط على السلطات البيلاروسية، من أجل وضع حد لأزمة هجرة مخزية ومصطنعة لها تتحمل بولندا وطأتها.

وكتبت تروس، في مقال بصحيفة "صنداي تلغراف"، "تصعيد المواجهة على الحدود البولندية هو أحدث إجراء من قبل نظام لوكاشينكو لتقويض الأمن الإقليمي"، مشددة على أن "بريطانيا ستقف جنبا إلى جنب مع الحلفاء بالمنطقة، وقواتها ستساعد السلطات البولندية على تعزيز أمن الحدود مع بيلاروس".

وفي حين حذرت رئيسة "البوندستاغ" باربل باس من استغلال المهاجرين واستدراجهم بوعود خاطئة ودعت لتقديم مساعدات سريعة لهم، استبق وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اجتماع نظرائه بالاتحاد الأوروبي اليوم، وتعهد بتمديد العقوبات على من يدعمون مهربي "البشر"، مؤكدا أن بوتين يستطيع وقف موجة التدفق وبرلين تعمل على ضمان مشاركة موسكو في حل الأزمة.

ومن المقرر أن يتبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الحزمة الخامسة من العقوبات على بيلاروس منذ انتخاب لوكاشينكو العام الماضي، تستهدف خصوصا ناقلها الجوي الرسمي شركة "بيلافيا" لقيامها بنقل المهاجرين إلى مينسك، ثم إلى حدود مع دول بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تحت حراسة بيلاروسية.

بولندا تتهم نظام لوكاشينكو بهدم السياج الحدودي والاتحاد الأوروبي يعاقبه للمرة الخامسة اليوم
back to top