قبل ساعات من القمة الافتراضية عبر الفيديو بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، تبادل دبلوماسيون رفيعو المستوى من الصين والولايات المتحدة تحذيرات بشأن تايوان.

ويأتي الاجتماع الافتراضي للرئيسين، وهو الثالث بين رئيسي الدولتين، بينما تتراكم الخلافات بين واشنطن وبكين اللتين تبدي كل منهما حزما في مواقفها بشأن ملفات عدة بينها تايوان، الجزيرة التي تتمتّع بحكم ذاتي لكنّ الصين تعتبرها جزءا لا يتجزّأ من أراضيها.

Ad

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال مع نظيره الصيني وانغ يي "عن قلقه إزاء الضغوط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية المتواصلة لجمهورية الصين الشعبية ضد تايوان"، حسب بيان لوزارة الخارجيّة الأميركية.

ودعا بلينكن "بكين إلى الانخراط في حوار هادف لحل خلافاتها مع تايبيه سلميا ووفقا لرغبات الشعب في تايوان ومصالحه"، حسب الخارجية الأميركية.

وتهدف المحادثة بين بلينكن ووانغ إلى التحضير للقمة بين الرئيسين.

من جانبه، حذّر وانغ من خطورة التصرفات الأميركية "التي قد تبدو داعمة لاستقلال تايوان".

وحوّلت الولايات المتحدة اعترافها رسميا من تايبيه إلى بكين عام 1979، لكن الكونغرس الأميركي اشترط على الولايات المتحدة تقديم أسلحة لتايوان تمكنها من الدفاع عن نفسها.

وتحرص حكومة الولايات المتحدة على عدم إظهار اعتراف بتايوان، لكن الجزيرة تحظى بتأييد واسع النطاق من الحزبين في الكونغرس، وزارتها مجموعة من المشرعين خلال الشهر الجاري، ما أثار غضب بكين.

وقال وانغ لبلينكن، إن "أي تواطؤ مع قوى استقلال تايوان أو دعم لها يقوّض السلام عبر مضيق تايوان، ولن يؤدي سوى إلى تداعيات سلبية في النهاية".

وأكدت وزارة الخارجية الصينية، إن وانغ قال لنظيره الأميركي إن "الجانبين يجب أن يلتقيا في منتصف الطريق" خلال محادثات شي ـــ بايدن. كما أكد لبلينكن أن على واشنطن الكف عن إرسال "إشارات خاطئة" حول وضع تايوان.

وكان بلينكن رأى أخيراً، أن "علاقتنا مع الصين من أهم العلاقات وأكثرها تعقيدا".

وكثّفت الصين نشاطاتها العسكرية قرب تايوان في السنوات الأخيرة مع اختراق عدد قياسي من الطائرات "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" (اديز) في الجزيرة أوائل أكتوبر.

وأشارت واشنطن مرارا إلى دعمها لتايوان في مواجهة ما وصفته بعدوان صيني. وحافظ بايدن إلى حد كبير على النهج الصارم لسلفه دونالد ترامب تجاه بكين إذ تعتبر الإدارتان الصين بمثابة التحدي الأكبر في القرن الـ21.

وفيما أعلنت أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات غازات الدفيئة في العالم عن اتفاق مفاجئ الأسبوع الماضي للعمل معا على مكافحة ظاهرة تغير المناخ، أشارت واشنطن وبكين إلى أنهما لن تتراجعا عن المسائل الاخرى.

وفي أجواء التوتر هذه، ستجرى محادثات اليوم، تماشيا مع رغبة واشنطن في إبقاء "قنوات الاتصال" مفتوحة على أعلى مستوى، بعد اتصالات على المستوى الوزاري لم تجر دائما بشكل جيد في الآونة الأخيرة.

واعتبر مسؤولون أميركيون أن القمة، تشكل فرصة لـ "إدارة المنافسة بمسؤولية"، في وقت يسعى الطرفان لإيجاد مجالات تعاون في ملفات يتفقان بشأنها.

وحذر الرئيس الصيني الأسبوع الماضي من عودة توترات حقبة الحرب الباردة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم في الأسابيع الماضية، على خلفية ملفات عدة، بدءا بالتجارة مرورا بحقوق الإنسان وصولا إلى طموحات الصين الإقليمية، وهو ما دفع بايدن إلى تعزيز تحالفاته الإقليمية في آسيا.

وتحدث بايدن وشي عبر الهاتف مرتين منذ وصول الديموقراطي إلى البيت الأبيض.

والتقيا أيضا مرات كثيرة حين كان بايدن نائبا للرئيس السابق باراك أوباما وشي نائبا للرئيس هو جينتاو.

وكان الرئيس الأميركي يأمل في لقاء نظيره الصيني في قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي عقدت في روما لكن شي لم يسافر منذ بداية جائحة "كورونا" ووافق بدلا من ذلك على محادثات عبر الإنترنت بحلول نهاية العام.