مع عودة وزير الخارجية المصري سامح شكري من واشنطن، بعد اختتام جولة من الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا، أمس، من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلاله قضايا ثنائية وعددا من الملفات الإقليمية والدولية، وسط حراك على خط التطبيع العربي مع دمشق.وكان لافتا اهتمام الاتصال الهاتفي بثلاث ملفات، أولا: متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع محطة الضبعة النووية المقام في مصر بخبرة روسية، في حين يزداد الميل العالمي الى اعتماد الطاقة النووية التي تعد نظيفة، وثانيا: متابعة إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد التي تعد ضمن مخطط تنمية محور قناة السويس في وقت يتصاعد الحديث عن مشاريع بديلة للاستغناء عن القناة، وثالثا: ملف سورية الذي شهد كسرا إماراتيا للعزلة عن دمشق، في حين أن القاهرة كانت أول من دعا إلى إعادة سورية إلى الحضن العربي لكن ضمن شروط وليس بشكل مجاني.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي بأن الاتصال تناول عددا من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والطاقة، وكذلك استعراض مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وكذلك إنشاء المنطقة الروسية في شرق بورسعيد.وأكد الرئيس الروسي حرص بلاده على الاستمرار في الارتقاء بالتعاون المثمر والوثيق بين البلدين الصديقين، وعبر عن تقديره لجهود الرئيس السيسي الشخصية لمعالجة الملفات الإقليمية، بما يعزز المسارات السياسية لتسوية الأزمات بالمنطقة، بينما ثمن الرئيس المصري علاقات الشراكة الممتدة مع روسيا، والتي تكللت بإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.وركز بيان الكرملين على مناقشة الاتصال لـ "قضايا الساعة الخاصة بالتعاون الروسي المصري، إذ تم تقييم مستوى العلاقات المحقق بين البلدين، والتي تتسم بطابع الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، وتتطور بشكل تدريجي في مختلف المجالات وإيلاء اهتمام خاص للعلاقات التجارية والاقتصادية، والتقدم المحرز في تنفيذ مشاريع مشتركة كبيرة مثل بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر على النموذج الروسي، وإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في السويس". في غضون ذلك، وعلى وقع أعمال توسعة وتعميق للمدخل الجنوبي لقناة السويس، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إن حركة الملاحة بالقناة سجلت، أمس، رقما قياسيا، في أعداد وحمولات السفن العابرة للقناة، وذلك بعبور 80 سفينة من الاتجاهين دون انتظار، بإجمالي حمولات صافية 5.4 ملايين طن.وشدد ربيع، في بيان رسمي، على أن قناة السويس تشهد زيادة كبيرة في أعداد وحمولات السفن العابرة بها، بما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها قناة السويس في المجتمع الملاحي، وجاهزيتها لاستقبال مختلف أنواع السفن، لاسيما سفن الحاويات العملاقة ذات الغواطس الكبيرة.وأكد استمرار جهود الهيئة في المضي قدما لاستكمال مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، بما يضمن رفع كفاءتها وتصنيفها، ويحافظ على مكانتها الرائدة في المجتمع الملاحي، يأتي ذلك في وقت يشهد المجرى الملاحي العالمي عمليات توسيع وتعميق للمنطقة الجنوبية، والتي شهدت واقعة جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفرغيفن"، والتي أغلقت المدخل الجنوبي للقناة وعطلت الملاحة بها سبعة أيام في مارس الماضي.وتطرح وسائل الإعلام العالمية بين الفينة والأخرى عدة مشاريع وتصورات لطرق ملاحة بديلة لقناة السويس، أشهرها طريق بحر الشمال الذي تتبناه روسيا مع ذوبان الجليد في القطب الشمالي، ما يسمح بملاحة دائمة في المستقبل بين المحيطين الهادي والأطلنطي، فضلا عن مشروع لم يتحقق على الأرض لاستخدام الأراضي الإيرانية مرورا بدول وسط آسيا وصولا إلى روسيا ومنها إلى دول أوروبا، لكن تظل قناة السويس حتى اللحظة الراهنة الطريق الأرخص عالميا للربط بين الشرق والغرب.
دوليات
فلاديمير بوتين يبحث مع عبدالفتاح السيسي «النووي» المصري وتنمية قناة السويس وأزمة سورية
16-11-2021