كان عنوان مانشيت "الجريدة" قبل يومين تقرير الشال الاقتصادي، وكتب فيه "لا حوار وطنياً ما لم تكن الأولوية لاستدامة الكويت"، وأضاف التقرير أن "نتائج الحوار قد تسهم في وقف مرحلة الشلل، لكنها لن تعني أكثر من بلوغ مرحلة سيب وأنا أسيب، وقد لا تطول ما لم تبدأ مرحلة ماذا بعد لإنقاذ الوطن"، وحذر التقرير من الاستمرار في نهج المحاصصة بعد التشكيل الحكومي المرتقب...كلام مهم وتحذير متكرر بصوت عال لآذان السلطة التي ستشكل الحكومة الجديدة! السؤال هو ما إذا كانت السلطة تعاني من طرش دائم أو أنها لا تعرف القراءة ولا تستوعب العبر من التاريخ؟ وأن جاسم السعدون (صاحب الشال) يؤذن في مالطا، فالسلطة ستشكل الحكومة الجديدة "غير الجديدة"، وستلتزم بنهج المحاصصة الفاسد، ولن تغيره، فتغيير هذا النهج يعني هدم أساس السلطة التي بنت عليه تركيبتها السياسية والاقتصادية، وقد تم هذا عبر عقود طويلة من شراء الولاءات وتثبيت الترضيات، وأصبح الفساد أمراً عادياً في إدارة الدولة، وليس المقصود بالفساد هنا استغلال السلطة والتربح منها، بل التشكيل الوزاري بعينه، والتعيينات التي تتم في الإدارات المختلفة معظمها يمر عبر قنوات الواسطة والمحسوبيات.
سنوات طويلة ونحن نجتر الموضوع ذاته في المقالات بصيغ عامة مجردة، ولا نؤشر على مكان الجرح مباشرة، ببركة قوانين الردع لحريات الفكر والنقد... هل تغير أمر ما؟ هل قلقت السلطة واستوعبت ولو للحظات معنى التحديات السياسية والاقتصادية؟ يستحيل... فهذا فوق قدراتها الفكرية.300 ألف خريج قادمون لسوق العمل في السنوات العشر المقبلة... ماذا ستفعل معهم ومعنا السلطة؟!سنقرأ عشوائياً عينات من مانشيتات الجرائد وعناوين بعض المقالات الاقتصادية في الشهور الماضية: "البنك المركزي": الاقتصاد يعاني من الاختلالات وتقلص كفاءة الجهاز التنفيذي في حسن تخصيص الموارد (الجريدة 1 سبتمبر 2021)، قانون الحرير بمرسوم ضرورة... العجز يفترس الدعوم (الراي)، "الشال": الفاس شقت الراس وتغيير القيادات الفاشلة خارج سلطة رئيس الوزراء... (الراي)، حريق يلتهم السيولة... الإصلاح الاقتصادي والسياسي مفقود (الراي)، ندوة لعدد من الاقتصاديين والسياسيين... إلخ وإلخ وألف إلخ في ثقافة دولة "أنا أغسل يدي قبل الأكل وبعده".لنقُل للواعين "اغسلوا أيديكم" من الإصلاح ومشاكل البطالة القادمة وتنويع مصادر الدخل والسكن وكل القضايا العالقة من عقود، باختصار اغسلوا أيديكم من السلطة... فلا حياة لمن تنادي... فكم تعبنا من النفخ في الرماد.
أخر كلام
لقد أسمعت لو ناديت حياً
16-11-2021