في خطوة يبدو أنها تندرج في إطار المقاربات الإقليمية الجديدة التي تعتمدها دولة الإمارات أخيراً، والتي أطلق عليها المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، عنوان «إدارة التنافس»، كشفت وسائل إعلام تركية ووكالة رويترز أن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، يعتزم إجراء زيارة الى أنقرة في القريب، يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين تركيين قولهما، أمس، إن الزيارة ربما تتم في 24 الجاري أو في موعد أقرب؛ إذ يسعى الجانبان لإصلاح العلاقات المتوترة بينهما.

Ad

وقال أحد المسؤولين التركيين، إن بن زايد وإردوغان سيبحثان العلاقات الثنائية والتجارة والاستثمارات، إضافة الى التطورات الإقليمية، خصوصاً الملف السوري، بعد أن كسرت الإمارات الحظر العربي على الرئيس السوري بشار الأسد، وزار وزير خارجيتها عبدالله بن زايد دمشق قبل أيام.

ووصف المسؤول الثاني الزيارة المرتقبة بـ «التطور المهم لتحسين العلاقات الإقليمية وتخفيف التوترات»، لكنه أضاف أن الموعد النهائي لم يتحدد بعد.

في غضون ذلك، أفادت «إندبندنت التركية» بأن ولي عهد أبوظبي سيشرح للرئيس التركي خلال الزيارة «أهمية أن تستثمر أنقرة في المحور الإماراتي ـ الإيراني ـ التركي التجاري، من الشارقة إلى مرسين، مرورا بطهران، للبضائع الإماراتية أو المعاد تصديرها عبر الإمارات.

وأضافت الصحيفة أن زيارة بن زايد تتزامن مع افتتاح هذا الطريق الذي يقلص - بحسب تقديرها - الطريق البحري الذي يستغرق 20 يوماً عبر قناة السويس المصرية، الى 8 أيام براً.

وذكرت الصحيفة، في تقرير، أن بن زايد يحمل في جعبته ملفات عدة؛ منها العلاقة بين البلدين، والملف الاقتصادي، والاستثمار الإماراتي في تركيا.

وتأتي الأنباء عن القمة المرتقبة التي ستكون الأولى منذ نحو 10 سنوات، بعد نحو شهرين ونصف الشهر على اتصال هاتفي بين بن زايد وإردوغان «تناول العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين».

وسبق الاتصال، استقبال إردوغان، في 18 أغسطس الماضي، وفداً إماراتياً يقوده مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد، في خطوة وصفها المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بـ «التاريخية والإيجابية».

وفي حين يتوقع أن تشهد قمة بن زايد وإردوغان بحث التطورات الإقليمية، مع أخذ الإمارات زمام المبادرة العربية تجاه تطبيع العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، قام وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بزيارة إلى طهران، هي الأولى له منذ تولي حسين أمير عبداللهيان حقيبة الخارجية الإيرانية، لبحث «الحل السياسي في سورية».

وأوضح الوزير التركي، خلال مؤتمر مشترك، أن بلاده مع «استقرار الأوضاع في العراق»، مضيفاً «أما بالنسبة إلى سورية فنأمل عقد اجتماعات رفيعة المستوى».

وكشف أوغلو عن زيارة سيقوم بها الرئيس التركي إلى طهران قبل نهاية العام الحالي. وتابع: «قمنا بهذه الزيارة للتباحث في كل الملفات المتعلقة بلقاء القمة المنتظر مع إيران».

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر: «بحثنا الاستثمار المشترك بين إيران وتركيا وتنمية العلاقات الاقتصادية والقضايا القنصلية».

وأشار عبداللهيان إلى أن إيران «سعت للحفاظ على علاقاتنا التجارية مع تركيا، رغم من تأثير جائحة فيروس كورونا».

وأعرب عن أمله أن تشهد زيارة إردوغان إلى طهران مستقبلاً توقيع خريطة طريق للعلاقات بين البلدين، وقال «لدينا اهتمام بالتعاون بين إيران والدول الأخرى بالمنطقة، ونأمل بانتهاء الحرب في اليمن».

في موازاة ذلك، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، ترحيب بلاده بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد إلى دمشق أخيراً. وقال زاده إن إيران «لا ترحّب فقط بمسار تطبيع العلاقات العلني مع دمشق، بل تقوم أيضا بما في وسعها من أجل تسريع وتيرة استعادة الدول العربية وسورية، علاقاتها الطبيعية».