عاد سيناريو مونديال 2018 ليطارد الإيطاليين، بعدما فشل أبطال أوروبا في حجز بطاقتهم المباشرة لنهائيات مونديال 2022، لاكتفائهم بالتعادل السلبي في بلفاست ضد إيرلندا الشمالية، ليكون التأهل من نصيب سويسرا التي رافقتها، أمس الأول، إنكلترا باكتساحها سان مارينو 10-صفر.

في المجموعة الثالثة، ستُضطر إيطاليا إلى خوض الملحق مجدداً من أجل محاولة التأهل للنهائيات، بعدما تراجعت الى المركز الثاني لمصلحة سويسرا الفائزة على ضيفتها بلغاريا 4-صفر.

Ad

ودخلت إيطاليا وسويسرا الجولة الثامنة الأخيرة وهما على المسافة ذاتها مع 15 نقطة لكل منهما، مع أفضلية هدفين لمصلحة "أتزوري" المتوج بكأس أوروبا الصيف المنصرم، ما جعل كل منهما يبحث عن الفوز لحسم بطاقة المجموعة.

وحققت سويسرا المطلوب منها برباعية في لوسيرن تناوب على تسجيلها نواه أوكافور (48)، وروبن فارغاس (57)، وسدريك إيتن (72)، وريمو فريولر (1+90)، فيما عجزت جارتها إيطاليا عن فك شيفرة الدفاع في بلفاست، ما سيضطرها إلى خوض الملحق مجدداً، على أمل ألا يتكرر سيناريو مونديال 2018 حين أقصيت على يد السويد وغابت عن النهائيات لأول مرة منذ 1958.

وقد دفع الإيطاليون من دون شك ثمن التعادل في الجولة الماضية على أرضهم أمام سويسرا 1-1 في لقاء أضاعوا في ثوانيه ركلة جزاء عبر جورجينيو.

ويتأهل للنهائيات مباشرة أصحاب المركز الأول في كل من المجموعات العشر، فيما تخوض المنتخبات الوصيفة ملحقاً فاصلاً بينها بمشاركة منتخبين مؤهلين من دوري الأمم الأوروبية، لتحديد هوية المنتخبات الثلاثة الأخرى المتأهلة عن القارة العجوز.

وخلافاً للنظام القديم، لن يقام الملحق الفاصل بمواجهات مباشرة من مباراتي ذهاب وإياب، بل ستقسم المنتخبات الـ12 على ثلاثة مسارات تحدد بموجب قرعة ويتنافس في كل منها أربعة منتخبات بنظام نصف نهائي (24-25 مارس المقبل) ومباراة نهائية (28-29 مارس المقبل) يتأهل الفائز فيها الى المونديال (ثلاثة مسارات = ثلاثة منتخبات متأهلة عن كل مسار).

وإذا كانت إيطاليا خاضت ملحق مونديال 2018 لتواجدها في مجموعة تضمن إسبانيا، فإن اضطرارها الآن لخوض المسار ذاته يشكل مفاجأة، ليس لأن سويسرا نالت البطاقة المباشرة، بل لأن "أتزوري" قادم بقيادة روبرتو مانشيني من تتويج بلقب كأس أوروبا وكان يُعتَقَد أنه سيكون أمام مهمة سهلة.

ومرة أخرى، كانت بلفاست "لعنة" للإيطاليين، إذ سبق لهم أن سقطوا فيها 1-2 في الجولة الأخيرة من تصفيات مونديال 1958 وغابوا عن النهائيات لأول مرة، قبل أن يتكرر الأمر بعد 60 عاماً في تصفيات مونديال 2018 لكن على يد السويد في الملحق.

إنكلترا تواصل استعراضها

وخلافاً للعقم الهجومي الإيطالي، تواصل إنكلترا، وصيفة "أتزوري" في كأس أوروبا، استعراضها التهديفي بعودتها منتصرة من سان مارينو 10-صفر، رغم أنها كانت بحاجة فقط الى التعادل، لضمان التأهل الذي حسم بالنسبة لتسع مجموعات في القارة العجوز على أن تبقى بطاقة واحدة بين هولندا والنرويج وتركيا الثلاثاء في المجموعة السابعة.

ولحقت إنكلترا وسويسرا بكل من ألمانيا، فرنسا بطلة 2018 ووصيفتها كرواتيا، بلجيكا، إسبانيا، صربيا والدنمارك التي انتهى الاثنين مشوارها المثالي في المجموعة السادسة بخسارتها الهامشية صفر-2 أمام مضيفتها اسكتلندا، التي كانت ضامنة أيضاً خوضها الملحق.

وكانت أمسية، أمس الأول، تاريخية لهداف إنكلترا هاري كاين، إذ سجل أربعة من أهداف بلاده التي رفعت رصيدها في صدارة المجموعة التاسعة إلى 26 نقطة، متقدمة بفارق 6 نقاط عن بولندا التي خسرت على أرضها أمام المجر 1-2، وستخوض الملحق.

وضرب كاين أكثر من عصفور بحجر واحد، فانفرد بالرقم القياسي الانكليزي لأكبر عدد من الأهداف في عام واحد (2021) بعدما رفع رصيده إلى 16 هدفاً.

ورفع هداف توتنهام الذي غادر الملعب في الدقيقة 63، رصيده إلى 48 هدفاً دولياً بقميص بلاده، معادلاً هداف مونديال المكسيك غاري لينيكر في المركز الثالث، وبات على بُعد هدف من بوبي تشارلتون (49) وأربعة من واين روني متصدر الهدافين (52).

واعتمد مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت على مزيج من الخبرة ومواهب شابة، نظراً لسهولة المباراة التي سجل فيها كل من هاري ماغواير (6)، وفيليبي فابري (13 عن طريق الخطأ في مرمى فريقه)، وإميل سميث رو (58)، وتايرون مينغز (69) وتامي إبراهام (78)، وبوكايو ساكا (79)، إضافة الى رباعية كاين (27 من ركلة جزاء و32 و39 من ركلة جزاء أيضاً و42).