بينما نصحت بريطانيا رعاياها بعدم السفر إلى لبنان باستثناء الضروري، خرقت زيارة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو لبيروت، حيث التقى أمس المسؤولين اللبنانيين، الجمود السياسي والدبلوماسي في هذا البلد الغارق بأزمة اقتصادية وأخرى قد تكون الأسوأ مع دول الخليج الداعم التاريخي له.

وبينما دعا الوزير التركي إلى حل الأزمة الخليجية ـ اللبنانية بالحوار، كشفت مصادر متابعة أنه قدم عروضاً للمساعدة في إعادة إعمار محطة الحاويات في مرفأ بيروت، وإنشاء سكة حديد بين بيروت والشمال، كما أنه ركز على ضرورة التعاون والتنسيق حول ترسيم الحدود في شرق البحر الأبيض المتوسط.

Ad

يأتي ذلك وسط غياب أي بوادر لحلّ الأزمة مع دول الخليج، بسبب رفض «حزب الله» استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وهذا ينعكس مزيداً من التعطيل على عمل الحكومة، إلى جانب استمرار الصراع على تحقيقات المرفأ التي يجريها القاضي طارق البيطار، وسط إصرار من قبل الحزب على ضرورة تنحيته عن هذا الملف، وهذا ما رفضه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، متمسكاً باستقلالية القضاء.

موقف «حزب الله» يدفع رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التعبير عن انزعاجه من الحزب وممارساته، التي تؤدي عملياً إلى تعطيل الحكومة بشكل كامل في السنة الأخيرة من عهده. ورغم ذلك، لا تتوقع مصادر سياسية انفجار هذا الغضب العوني، لكنه سيرخي بعض الأجواء السلبية المتعلقة بالتحالف بين الطرفين.

في الأثناء، لا يزال البحث عن مخرج قضائي لأزمة القاضي بيطار مستمراً، من خلال تشكيلات قضائية جديدة وتغيير رؤساء الغرف، في محاولة يقول البعض إن هدفها دفع البيطار نحو التنحي.

منير الربيع