جو بايدن يتراجع: لا نشجّع تايوان على الاستقلال

حلحلة إعلامية بين واشنطن وبكين وبلينكن في جولة إفريقية لوقف «تمدد» الصين

نشر في 18-11-2021
آخر تحديث 18-11-2021 | 00:04
الرئيس الأميركي جو بايدن متحدّثاً عن مشاريع إنشاء البنية التحتية على جسر فوق نهر في وودستوك بنيو هامبشاير أمس الأول (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن متحدّثاً عن مشاريع إنشاء البنية التحتية على جسر فوق نهر في وودستوك بنيو هامبشاير أمس الأول (رويترز)
أثار الرئيس جو بايدن اللغط مجدداً، بشأن نهج إدارته إزاء تايوان، بعد ساعات على قمة افتراضية جمعته بنظيره الصيني شي جينبينغ، إذ تراجع في وقت لاحق عن تعليقاته قائلاً: "نحن لا نشجع الاستقلال... ولن نغير سياستنا على الإطلاق".
تراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن تلميحه خلال القمة الافتراضية التي جمعته مساء أمس الأول بنظيره الصيني شي جينبيغ، بأن تايوان "مستقلة"، وشدّد على أنه لا يُشجع ولا يدعو إلى استقلالها، في وقت أكدت بكين أن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بـ "مبدأ الصين الواحدة".

وكان بايدن قد صرّح خلال قمته مع شي بأن "تايوان تتخذ قراراتها الخاصة بها، وأن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي مستقلة".

إلا أنه تراجع في وقت لاحق عن تعليقاته قائلاً: "نحن لا ندعو ولا نشجع بأيّ شكل من الأشكال الاستقلال، ولن نغير سياستنا على الإطلاق".

ولو لم يوضح سيّد البيت الأبيض ما قصده من هذه العبارة لكانت هذه الكلمات القليلة كفيلة بأن تثير غضب الصين، لا سيما أن رئيسها حذّر نظيره الأميركي خلال قمتهما من أن السعي لتحقيق استقلال تايوان هو "لعب بالنار".

وخلال زيارة قام بها إلى ولاية نيوهامبشر، سُئل بايدن عمّا إذا كان قد جرى خلال القمة إحراز أيّ تقدّم بشأن قضية تايوان فأجاب: "نعم. لقد قلنا بوضوح تام إننا نؤيد قانون تايوان وهذا كل شيء".

وفي توضيحه، شدد الرئيس الأميركي على "أننا لا نشجع على الاستقلال. نحن نشجع التايوانيين على أن يفعلوا بالضبط ما ينص عليه قانون تايوان". وأضاف: "لقد قلت إن القرارات المتعلقة بتايوان عليهم أن يتخذوها بأنفسهم، وليس نحن".

و"قانون العلاقات مع تايوان" هو تشريع سنّه "الكونغرس" الأميركي في 1979 ويحكم العلاقة بين الولايات المتحدة وكل من الصين وتايوان. ويلزم القانون الإدارة الأميركية بأن تعترف بصين واحدة فقط، وأن تزود في الوقت نفسه تايوان بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها.

وتعتبر بكين تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وقد تعهدت بإعادة ضمها يوماً ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

في السنوات الأخيرة، شكّل مصير تايوان مصدر توتر بين بكين وواشنطن.

وإضافة إلى دعمها تايوان بالسلاح، فإن الولايات المتحدة تحافظ على ما تسميه "الغموض الاستراتيجي"، أي أنها لا تعلن صراحة ما إذا كانت قواتها ستتدخل للدفاع عن الجزيرة أم لا.

وفي تصريحه أمام الصحافيين، أمس الأول، قال بايدن إنه شدد على مسامع نظيره الصيني على أن "سفن البحرية الأميركية لن تدخل أبداً المياه الإقليمية الصينية، لكنها في الوقت نفسه ستظل متمسكة بحريّة الملاحة في بحر الصين الجنوبي ولن يتم ترهيبنا".

ورداً على تعليقات بايدن بشأن تايوان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان، أمس، إن الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بـ "مبدأ الصين الواحدة"، معتبراً أن "هذا إجماع سياسي مهم، وأساس سياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة"، واصفاً "قانون علاقات تايوان الأميركي وضمانات واشنطن الستة لتايبيه بأنها تلفيق".

حلحلة إعلامية

وفيما يبدو أنه حلحلة في موضوع الإعلام بعد القمة الافتراضية، قالت بكين، أمس، إنها اتفقت والولايات المتحدة على خفض القيود المتبادلة على أنشطة المراسلين الأجانب.

وفقا للاتفاق، سيتم منح الصحافيين تأشيرات دخول لمدة عام، وإمكانية الدخول والخروج من البلاد مرات عدة. وكان في السابق يتم منح تأشيرات الدخول لمدة 3 أشهر مع دخول البلاد مرة واحدة.

وكانت الخلاف قد تصاعد عقب أن زادت الحكومة الأميركية من الضغط على موظفي وسائل الاعلام الصينية في أميركا، بسبب طرد الصين المتكرر للصحافيين الأميركيين، ومنح اعتمادات محدودة إضافة إلى أمور أخرى.

من ناحيتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها أجرت محادثات مع الصين سمحت بتحقيق "بعض التقدم" فيما يخص ظروف عمل وحق وصول الصحافيين الأميركيين في الصين.

بلينكن

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، الأفارقة الى البقاء متيقظين أمام التهديدات المتزايدة للديموقراطية، وذلك في محطته الأولى بكينيا، حيث بحث أيضا في النزاع الذي تشهده إثيوبيا والسودان المجاورين، ضمن جولته في القارة السمراء، حيث تعزز الصين حضورها الاقتصادي، وفي مسعى لوقف تمدد الصين بالقارة.

ويزور بلينكن في جولته التي تستمر حتى السبت 3 دول تُعد أساسية في الاستراتيجية الإفريقية للرئيس بايدن، بدءا من كينيا الحليفة التقليدية لواشنطن في منطقة باتت تشهد حضورا صينيا متزايدا، وبعدها نيجيريا أكبر دول القارة من حيث عدد السكان، وانتهاء بالسنغال التي تعد مثالا لديموقراطية مستقرة في قارة غالبا ما شهدت نزاعات دامية.

وفي إطار جولته سيزور بلينكن أيضا نيجيريا التي تواجه سلطاتها انتقادات من واشنطن، بسبب موقفها من ملف حقوق الإنسان، لا سيما خلال قيام الشرطة بقمع حركة احتجاج كبرى في أكتوبر 2020. ومن المحتمل أن يواجه بلينكن نقاشات حساسة في نيجيريا، بعد تعليق الولايات المتحدة تسليم مروحيات عسكرية على خلفية مخاوف بشأن حقوق الإنسان.

ومن المقرّر أن يختتم الوزير الأميركي جولته في السنغال، وهو يأمل أن يخطّ في إدارة بايدن مساراً مغايراً للرئيس السابق دونالد ترامب الذي لم يخفِ ضعف اهتمامه بإفريقيا، وكان أول رئيس أميركي، منذ عقود، لا يقوم بأي زيارة الى القارة السمراء.

back to top