روسيا «تحاصر» الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان
يريفان طالبتها بدعم عسكري... وأنقرة جددت دعم علييف
صمد اتفاق لوقف النار توسطت فيه موسكو بعد اشتباكات دامية بين أرمينيا وأذربيجان، أثارت مخاوف من تصعيد في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه، وسط دعوات دولية لتجنّب المزيد من التوتّر.وتحركت موسكو سريعاً لمحاصرة الازمة والحؤول دون تطورها، بعد أن طلبت أرمينيا منها دعماً عسكرياً بموجب اتفاق "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، التي ترغم موسكو على حمايتها في حال تعرضها لاجتياح خارجي. وسرعان ما أجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالاً برئيس الوزراء الارمني نيكول باشينيان، والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، قبل أن يتحرك وزير دفاعه سيرغي شويغو بسرعة قياسية للتوصل الى وقف لاطلاق النار.
في المقابل، جدّدت أنقرة حليفة الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الوثيقة، دعمها لباكو في اتصال هاتفي أجراه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بنظيره الأذربيجاني ذاكر حسنوف. وأسفرت الاشتباكات، التي تبادلت يريفان وباكو الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها، عن مقتل 7 جنود أذريين وجرح 10 آخرين، في حين قتل جندي أرمني وفقد 24 آخرون وأسر 13. والمعارك الاخيرة هي أسوأ قتال بين الطرفين منذ حرب السنة الماضية حول كاراباخ والتي استمرت 6 أسابيع وأدت الى مقتل أكثر من 6500 شخص، وانتهت في نوفمبر باتفاق تم برعاية روسية قدمت أرمينيا بموجبه تنازلات كبرى في الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ عقود.وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أمس أن الوضع على الحدود "مستقر"، في حين أفادت وزارة الدفاع الأرمنية بأن "الوضع في منطقة الحدود الشرقية هادئ نسبيا، ويجري احترام اتفاق وقف النار".واتهم رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان أذربيجان "باستهداف سيادة واستقلال أرمينيا"، في حين قالت الخارجية الاذربيجانية إن يريفان مسؤولة عن "استفزاز عسكري واسع النطاق".وقبل إعلان وقف النار، أعربت الخارجية الأميركية عن بالغ قلقها. وحضّت الجانبين على اتخاذ خطوات ملموسة فورية للحد من التوترات وتجنّب المزيد من التصعيد.كما دعا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية، بينما عبرت وزارة الخارجية الفرنسية عن "قلقها الشديد"، داعية كل الأطراف الى احترام الاتفاقات التي تم التوصل اليها في نوفمبر 2020.