لا عزاء لشعوبنا
خبر يسد النفس ويحزن الذين في وعيهم ذرة من العدالة نشر في "القبس" أمس. الخبر يذكر نقلاً عن مصدر أمني أن ١٠٠ وافد من جنسيات مختلفة وضعوا على قوائم الممنوعين من تجديد إقاماتهم، أغلبهم من اللبنانيين، ويضيف الخبر أن بعض الوافدين اللبنانيين الموضوعين على قائمة الحظر يشتبه في انتمائهم أو انتماء أقاربهم من الدرجة الأولى أو الثانية لـ "حزب الله"!أين أصبحنا بعد تصريحات القرداحي الفجة ضد السعودية وحرب اليمن؟ هل أعلنا الحرب على "حزب الله" والدولة اللبنانية التي لا تملك من أمرها شيئاً؟ أم هي حرب على جميع اللبنانيين بصرف النظر عن انتمائهم السياسي؟! يبدو أنها حرب تجويع وحصار وقطع أرزاق ضد كل إنسان بهوية لبنانية، هل في هذا عدالة أو منطق؟ بعض سياسيي الدولة اللبنانية والناشطين الإعلاميين يتناسون واقع بلادهم بتصريحات متهورة، ويدفع الشعب اللبناني كله الثمن القاتل.
خبر "القبس" يحدد الأفراد الممنوعين بحدود المئة فرد، وهذا الرقم قد يكون أكثر من ذلك بكثير، كذلك الحظر والمنع يشمل الأقارب من الدرجة الأولى والثانية... أب... أم أو إخوة وأخوات، هل يعد هذا تفسيراً صحيحاً للآية "ولا تزر وازرة وزر أخرى"؟ الأمر الآخر هو أن المحظورين الذين سيشملهم الإبعاد الإداري أو عدم التجديد لإقاماتهم ليست عليهم أحكام إدانة، بل "مجرد اشتباه" يكون كافياً لطرد وترحيل المشتبه فيه مع كامل أسرته.لا عزاء للشعب اللبناني، ولا عزاء للشعوب العربية في جحيم أنظمتهم السياسية.