في أسبوع حاسم يسبق استئناف القوى الكبرى وطهران الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تكثف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهودها الرامية لتنسيق المواقف مع الحلفاء، بشأن مجموعة واسعة من المخاوف المتعلقة بإيران، عبر إرسال عدة وفود رفيعة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.

واستعرض المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. نايف الحجرف، مستجدات «مفاوضات فيينا»، خلال استقباله له في السعودية، أمس، في حين ذكرت «البنتاغون» أن وزير الدفاع لويد أوستن سيتوجه اليوم إلى المنامة وأبوظبي.

Ad

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي إن «أوستن سيجتمع خلال زيارته مع قيادات الدولة والعسكريين في البحرين والإمارات، إضافة إلى القوات الأميركية المتمركزة في كلا البلدين»، مؤكداً عزم بلاده دفع وتقوية الشراكات الدفاعية الدائمة والالتزام بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.

وتزامن ذلك مع إجراء مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ مناقشات مع مسؤولين سعوديين ويمنيين، في الرياض، بهدف دفع عملية السلام بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة «أنصار الله» الحوثية المتحالفة مع طهران، في وقت تتصاعد الاشتباكات المسلحة على عدة جبهات يمنية، في مقدمتها الحديدة ومأرب، مع تواصل محاولات الاعتداء الحوثية على المملكة، وانضم ليندركينغ إلى فريق مشترك من وكالات أميركية لتنسيق مقاربات الأمن الإقليمي خلال جولته التي تشمل المنامة.

في موازاة ذلك، برزت أنباء عن استعداد وفد رفيع من الإمارات لزيارة طهران قريباً، في إطار سعي أبوظبي إلى تهدئة التوترات مع إيران، استناداً إلى مقاربة تهدف إلى «إدارة التنافس، وتجنب إشعال صراعات جديدة تدفع شعوب المنطقة ثمنها». ونقلت وكالة رويترز، عن مسؤولين من الخليج وإيران، تأكيدات بشأن الزيارة المرتقبة، لكن المسؤول الخليجي امتنع عن تأكيد ما إذا كان شقيق ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، سيرأس الوفد.

وفي وقت تتابع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، عن كثب المحادثات المرتقبة في فيينا، وما يمكن أن تتمخض عنه من اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع إغفال أنشطة طهران الإقليمية المزعزعة للاستقرار وتسلحها الصاروخي، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن إيران زادت بدرجة كبيرة في الأشهر الأخيرة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة %60، بالمخالفة لاتفاق 2015، وهو ما يجعلها على مقربة من مستوى إنتاج الأسلحة الذرية.

وأوضحت الوكالة أن مفتشيها لم يتمكنوا حتى الآن من دخول ورشة لمكونات أجهزة الطرد المركزي في كرج، رغم أهمية هذا الأمر للتوصل إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي، رافضة احتمال أن تكون كاميراتها للمراقبة استخدمت من جانب منفذي هجوم استهدف المنشأة الإيرانية في يونيو الماضي. ومع تمسك إسرائيل بـ«إبقاء الخيار العسكري» للتعامل مع ما تصفه بـ«الخطر النووي الإيراني»، انفجر خط أنابيب نفطي بجنوب طهران، في حادث أرجعته تقارير رسمية إلى تقادم البنية التحتية.