شوشرة: مواجهة ومحاسبة
بعد صدور العفو الكريم من والد الجميع صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، ومع عودة المعفو عنهم توجت الكويت بأيام حافلة بالفرح، خصوصا الأسر التي كانت تنتظر أبناءها بفارغ الصبر، لتجتمع مجدداً تحت سماء هذا الوطن الجميل الذي ينتظر منا العطاء الكثير من أجل ريادته والنهضة به في مختلف النواحي، ومع هذه الفرحة العارمة تنتظرنا في الأيام القادمة العديد من الأمور لإزاحة الستار عن القضايا التي كانت سببا في تأخرنا وتعطل تنميتنا.ولا تزال الآمال معلقة على التشكيلة الحكومية التي يفترض أن تحمل حقبة جديدة وفقا لتعهدات واتفاق يضمن وزراء قادرين على مواجهة ملفات الفساد وإصلاح الاعوجاج الذي تعانيه بعض الأجهزة الحكومية التي عانت من الفاسدين الذين يسعون إلى تمرير تجاوزاتهم والكسب غير المشروع والتلاعب بأموال الدولة، خصوصا بعض القياديين الذين يعدون السبب في تفشي الظواهر السلبية في بعض الإدارات الحكومية عبر تمرير المعاملات المخالفة والمشبوهة مقابل صفقات لا تخفى عن الجميع آثارها المترتبة على واقعنا.فالتشكيلة الحكومية الجديدة ستكشف عن بوادر الحوار الوطني بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وعما إذا كانت المرحلة المقبلة ستمر بدون مطبات وعراقيل وتأزيم وتعطيل أو أنها ستكون حافلة بالإنجازات التي بتنا نحلم بها وبحكومة متكاملة الأركان.
الأمر الأكثر أهمية هو إعادة ترميم العلاقة بين أعضاء السلطة التشريعية ونبذ الخلافات والضرب من تحت الحزام وتبادل القصف والمصارحة والمكاشفة دون أي مجاملات لنزع فتيل الأزمات القادمة خصوصاً أن أمامهم جملة من القضايا والتشريعات التي تتطلب تكاتف الجهود لإنجازها والعمل بروح الفريق الواحد لإقرارها حتى لا نعود في كل مرة الى المربع الأول الذي سئمنا منه.نريد أن نعيش ونتعايش وفق معطيات حقيقية تبعث بأنفسنا الفرح الدائم، خصوصاً أن الشعب مل من استمرار موجة الصوت العالي والاصطدام النيابي-النيابي والتشكيك والتخوين وغيرها من المصطلحات التي أصبحت تتداول وكأنها واقعٌ فرض علينا بسبب المفاجآت المستمرة التي تنكشف بدون مقدمات.نحتاج الى هدنة لنرى التعهدات في معالجة الملفات الشائكة وإعطاء الإصلاحيين الفرصة للعمل، بعدها يتم الحكم عليهم ومحاسبتهم، فالهدوء في التعامل سيكون سيد الموقف في معالجة الآثار والترسبات والمحاسبة دون أي مجاملات.