أقامت شركة "ميراماكس ستوديوز" دعوى قضائية على المؤلف كوينتن تارانتينو، بعد إعلانه خططا لبيع الحقوق الرقمية لأجزاء من فيلم "Pulp Fiction" بتكنولوجيا "ان اف تي" (رموز غير قابلة للاستبدال).

وكان تارانتينو أعلن، بداية الشهر الجاري، أنه سيبيع في مزاد صفحات سيناريو لسبعة مشاهد لم تعرض في النسخة النهائية للفيلم الذي طرح في 1994، إلى جانب التعليق الصوتي للمخرج.

Ad

لكن "ميراماكس"، التي أنتجت الفيلم، تعتقد أن تارانتينو يتجاوز حقوقه في هذه العملية، وتعتبرها "خرقا للعقد".

وبحسب الشكوى التي قدّمت أمس الأول في لوس أنجلس، والتي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، كتبت "ميراماكس" إلى تارانتينو، مطالبة إياه بالتخلي عن هذا المشروع، مدعية أنها تملك الحقوق كاملة في سيناريو "Pulp Fiction"، بما فيه الأجزاء التي لم تضمّن في النسخة النهائية للفيلم.

ورفض تارانتينو طلب الشركة قائلا، إنه يملك حقوق السيناريو المكتوب للفيلم.

وكتبت الشركة في دعواها "أجبرت تصرفات تارانتينو "ميراماكس" على إقامة هذه الدعوى القضائية على متعاون نقدّره من أجل احترام وحماية حقوقها الفكرية والتعاقدية على أحد أكثر أفلام "ميراماكس" رمزية وقيمة".

وهذه الخطوة التي اتخذها تارانتينو "قد تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن لديهم الحق في إطلاق أعمال مماثلة، بينما في الواقع فإن "ميراماكس" هي التي تملك حقوق تطوير الأعمال بتكنولوجيا "إن إف تي" وتسويقها فيما يرتبط بالأفلام التي أنتجتها".

وفيلم "Pulp Fiction" هو جريمة أميركي للمخرج كوينتن تارانتينو كتبه مع روجير افاري، ومعروف بحواراته المثيرة والمزيج الساخر من الكوميديا والعنف، وعدم التتابع في سرد الأحداث والتلميحات السينمائية.

ورشح الفيلم لـ 7 جوائز أوسكار، ضمنها أفضل فيلم فاز تارانتينو وافاري بجائزة أفضل سيناريو أصلي، كما نال أيضاً جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي عام 1994.

وحصد الفيلم نجاحاً نقدياً وتجارياً كبيراً، حيث أحيا مهنة نجم الأكشن والحركة جون ترافولتا، الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، كما ترشح أيضاً النجم العالمي صامويل جاكسون والنجمة الأميركية أوما ثورمان.

وتم إخراج الفيلم بطريقة مبسطة، ويربط بين القصص المثيرة لرجال عصابات وأشخاص هامشيين ومجرمين صغار وحقيبة غامضة، حيث يشير اسمه إلى مجلات اللب وروايات الجريمة خلال منتصف القرن العشرين، المعروفة بالعنف والسيناريو المترنح.

ويخصص الفيلم كثيراً من وقته للحوارات والمناجات التي تكشف الحس الفكاهي للشخصيات ووجهات نظرها بشأن الحياة.

وهيكل الفيلم غير التقليدي والاستخدام المكثف لأسلوب أفلام السبعينيات دعا النقاد إلى وصفه أنه مثال رئيسي على فيلم ما بعد الحداثة.

وبعض النقاد يعده كوميديا سوداء، ويصنف مراراً على أنه فيلم نوار جديد "neo-noir". الخيال الرخيص ينظر له كمصدر إلهام للعديد من الأفلام التي لحقته والتي اعتمدت عناصر مختلفة من أسلوبه. طبيعة تطوره والتسويق له وتوزيعه ونجاحه الكبير اللاحق كان له تأثير شامل على مجال السينما المستقلة.

ويعد الفيلم حدا ثقافيا فاصلا، تعدى تأثيره إلى وسائل إعلام أخرى، ويعتبر على نطاق واسع واحدا من أعظم الأفلام على الإطلاق.