تزامنا مع بدء وزير الدفاع الأميركي مارتين أوستن جولة تشمل الإمارات والبحرين، وقيام مبعوثي واشنطن بشأن إيران واليمن بمشاورات في السعودية، وجهت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تحذيرا مشتركا إلى إيران من «التسبب في أزمة نووية»، ومواصلة زعزعة استقرار الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وطائراتها المسيرة.وقالت واشنطن ودول المجلس الـ6، الكويت والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان، في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع عقدته، في الرياض، مجموعة العمل التابعة للطرفين حول إيران، إن «جميع المشاركين حضوا الحكومة الإيرانية الجديدة على اغتنام الفرصة الدبلوماسية»، المتمثلة في المفاوضات المقرر استئنافها في فيينا، 29 الجاري، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، «للحؤول دون اندلاع نزاع وأزمة».
وفي بيانهم المشترك، أعرب ممثلو البلدان الـ7 عن أسفهم، لأن «إيران خطت خطوات لا تلبي أي احتياجات مدنية، لكنها قد تكون مهمة لبرنامج أسلحة نووية»، وشجب البيان الأميركي - الخليجي «السياسات العدوانية والخطيرة» التي تمارسها طهران، بما في ذلك «النشر والاستخدام المباشر للصواريخ البالستية المتطورة» وللطائرات المسيرة «الدرونز» المفخخة، محذرا من أن «دعم طهران لميليشيات مسلحة في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية يشكلان تهديدا واضحا للأمن والاستقرار».وفي بيانهم المشترك، ذكر المشاركون الجمهورية الإسلامية بفوائد تحسين العلاقات مع جيرانها العرب، وبتلك التي ستتأتى في حال رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها إذا نجحت مفاوضات فيينا المرتقبة، لكنه حذر من أن «هذه الجهود الدبلوماسية ستفشل إذا استمرت إيران في التسبب بأزمة نووية». وفي اجتماع الرياض أبلغت دول مجلس التعاون الولايات المتحدة بـ«الجهود التي تبذلها لبناء قنوات دبلوماسية فاعلة مع إيران» ترمي إلى تهدئة التوترات، بدعم من قوة الردع العسكري الأميركية.
مصلحة حيوية
في موازاة ذلك، أكد قائد القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» كينيث ماكنزي أن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط يصبان في «المصلحة الوطنية الحيوية» للولايات المتحدة و«دول المنطقة» و«النظام الدولي القائم على القواعد».وجاء ذلك في كلمة لماكنزي خلال المؤتمر العربي الأميركي السنوي الـ30 لصانعي السياسات، والذي يعقده المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية، تحت عنوان «إلى أين تتجه العلاقات الأميركية العربية؟ عدم اليقين غير المشجع وسط الوقائع المعقدة والإمكانيات الجديدة».وقال ماكنزي إن وجود قواعد عسكرية أميركية في دول شرق أوسطية مستمد من «الثقة التي نشأت من خلال التدريبات المشتركة وتبادل الضباط والشراكة مع وحدات الحرس الوطني الأميركي ومساعي التعاون الأمني الأخرى، بحيث نمت تلك الثقة بشكل أقوى بمرور الوقت»، مرجعا وجود القواعد العسكرية الأميركية بالشرق الأوسط إلى «استمرار وجود تهديد واضح لأمن واستقرار المنطقة»، وأردف: «أنا أتحدث بالطبع عن النظام الإيراني».وأضاف أن طهران «تواصل نقل الأسلحة والإمدادات إلى الحوثيين في اليمن، مما يؤجج حربا أهلية في بلد لم يعرف السلام منذ ما يقرب من عقد من الزمان، كما تزود الميليشيات المتمردة بأنظمة طائرات مسيرة متطورة تستخدمها ضد السعودية، وتهدد من خلالها حرية الملاحة»، موضحا أن واشنطن «لا تزال ملتزمة بتسوية تفاوضية سلمية للحرب الأهلية اليمنية». وأكد أنه «من ناحية أخرى يظل التزامنا تجاه شركائنا في الخليج ثابتا، وهو التزام لا يمكن قياسه على أساس وجود القوى العسكرية الذي يتغير دائما وفق جهودنا لتحقيق التوازن بين الجاهزية والتحديث والتموضع العالمي»، مشددا على أنه «من خلال العمل جنبا إلى جنب مع شركائنا في المنطقة قمنا ببناء نظام من القواعد يسمح لنا بالقيام بذلك بكفاءة ومرونة مثلى».وأشار إلى «الطابع الفريد لدور الولايات المتحدة كضامن لنظام دولي يحمي التدفق الحر للتجارة والأفكار بين جميع الدول والشركاء والمنافسين على حد سواء»، وهو ما اعتبره «مصلحة أساسية لواشنطن» وسبب من أسباب «أهمية منطقة الشرق الأوسط في هذه الآونة».مفاوضات فيينا
في المقابل، أكد مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري كني، بعد لقاءات عقدها مع سفراء مقيمين في طهران، أن نجاح الجولة السابعة من المفاوضات النووية المرتقبة مرهون بالإرادة الجادة والاستعداد العملي للطرف الآخر لرفع العقوبات الأميركية.ويأتي ذلك في وقت كشفت تقارير، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين، أن واشنطن فحصت موقف إسرائيل من إبرام «اتفاق نووي مؤقت» مع إيران.وأشارت المصادر إلى أنه وفقا للمسؤولين فإن «مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان عرض قبل أسابيع في إطار محادثة مع نظيره الإسرائيلي إيال حولتا، فكرة يتم بموجبها أن الولايات المتحدة وباقي الدول العظمى ستتوصل إلى «اتفاق مؤقت» مع طهران، يهدف إلى تجميد تخصيب اليورانيوم بمستوى عال لكسب مزيد من الوقت بالمفاوضات للعودة إلى اتفاق عام 2015، وهو ما قابلته إسرائيل، التي تتهم إيران بمحاولة كسب الوقت بهدف الاقتراب من «عتبة السلاح الذري»، بتحفظ شديد.فدية بريطانية
في سياق آخر، صرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه سيدرس بالتأكيد تسليم أموال مباشرة إلى إيران على متن طائرة لتسوية ديون بريطانية قديمة، إذا كان ذلك يعني أن طهران ستطلق سراح البريطانية الإيرانية المحتجزة نازانين زاغاري راتكليف، التي تعمل موظفة بمنظمة خيرية، لكن رئيس الوزراء حذر من وجود تعقيدات مرتبطة بالقضية، وقال إنها مرتبطة بقضايا لأشخاص آخرين مزدوجي الجنسية ومحتجزين في إيران.وجاء ذلك في وقت تبنت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين الانتهاك الصارخ والمنهجي لحقوق الإنسان في إيران، ويعرب القرار عن القلق إزاء استخدام إيران بشكل واسع النطاق عمليات الإعدام والتعذيب والاحتجاز التعسفي للمواطنين.