«بياعين حجي»
يعرف الخط المستقيم بأنه أقصر مسافة بين أي نقطتين، لذلك كان الصراع الأزلي بين الحق والباطل، فالناس إن لم يجمعهم الحق فسيفرقهم الباطل لا محالة، وسينقلب الخط المستقيم إلى خط متعرج أو منحرف وغيره، وسيروي التاريخ أياماً عصيبة عشناها بين صرخات "لن نقبل" ولعبة البعض تحت قبة عبدالله السالم، ومفاجأة الظهور التلفزيوني للدكتور، وصهيل الخيل ونغمات أبواق السيارات. إنه عمر يحسب بالدقائق قبل الساعات، تنازعتنا فيه مشاعر الخوف على وطن تربينا على حبه، وانقسام مجتمع تكاتف سابقاً في أحلك الظروف، سنوات اختطفت فيها راحة بال الشعب الكويتي، ومشاعر الأمان، وخطط التنمية، أمام صراخ لا ينتهي، واتهامات تتوالد، وتشكيك في الذمم والطعن والتخوين والعناد من بعض ممثلي الأمة، بل إنهم تسببوا وبضمير ميت بدفع الكويت لضريبة ضخمة موجعة مهما حاولنا تهوينها. نواب الأمة الذين تم اختيارهم من الشعب على أمل تحقيق الإصلاح الشامل غيروا البوصلة، وأثبتت أغلبيتهم أنهم مجرد ممثلين للمعارضة، وعلى درجة عالية من الإتقان، حتى إنهم ينافسون أشهر الفنانين في الخليج والوطن العربي والعالم أيضا، فالمشهد السياسي والخطاب السياسي وصلا إلى درجة الاحتقان العام، وشاهدنا تصرفات صبيانية بعيدة تماما عن العمل السياسي الحقيقي دغدغ من خلالها هؤلاء النواب العواطف بدلا من حديث العقل، وشجعوا التجنيس العشوائي والفساد بدلاً من الإصلاح والتنمية، وصعدوا خلافاتهم الشخصية للسطح، وجعلوها أولوية على حساب الوطن، فكانوا كما نسميهم باللهجة المحلية مجرد "بياعين حجي".تقرير موقع ريمتر (Remitr.com) وبحسب أسعار الصرف الواردة فى غوغل فاينانس (google finance) اعتبرت العملة الكويتية من أقوى العملات، كما ينظر للكويت كدولة غنية، في حين يخبرنا الواقع أن المواطن الكويتي مثقل بالهموم والخوف من الحاضر والمستقبل، وموقعه داخل بلده يتراجع مع الزيادة غير المنطقية للوافدين، وغيرها من المشاكل والهموم التي تفوق حجم بلد صغير كالكويت.
تراكم المشاكل وتعقدها يعطياننا نتيجة مفادها أننا نفتقد فعلياً الشخصية الوطنية الحقيقية ذات الضمير الحي الذي يخاف على تراب الوطن، ويحمي سمعته، ويحرص على ثرواته، ضمير يحب الأمة ويجتهد لمصلحتها، سنوات عصيبة مرت علينا نتمنى أن تكون درساً لممثلي الأمة، وعسى أن يعدلوا مسارهم السيئ، ويمدوا يد التعاون السياسي لمصلحة الكويت وشعبها، نتمنى ونتمنى والغد قريب.