رغم نفي واشنطن وبغداد تمديد المهام القتالية لها في العراق توعدت الفصائل المسلحة الموالية لإيران بـ«حرب مفتوحة» مع القوات الأميركية في العراق، ما لم تغادر قبل نهاية العام الحالي.

وقال الناطق باسم كتائب «سيد الشهداء» كاظم الفرطوسي، لوكالة «رووداو» الكردية، «الحرب ستكون مفتوحة» ضد القوات الأميركية، بعد انتهاء مهلة وجودها في العراق بنهاية عام 2021، مضيفا: «الحكومة استنفدت كل جهودها، من خلال التوقيتات التي أعلنتها خلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للولايات المتحدة، وبالتالي فهو التزام متبادل، سواء تم نفيه من قبل الجانب الأميركي أو لم يتم ذلك».

Ad

ورأى الفرطوسي أنها «الفرصة الأخيرة التي يمكن أن يتحدث عنها الجهاز الحكومي في الدولة»، متابعا: «نحن ما كنا إلا لمقاتلة هذا الوجود الأميركي وغيره من الوجودات الأجنبية، وبالتالي ستكون هنالك عمليات بشكل مباشر وعلني وستكون هنالك ضراوة في العمليات، وستكون الحرب عند ذلك مفتوحة، وبالتالي لن يكون هنالك شيء خارج حدود المنازلة والصراع».

وتأتي تصريحات الفرطوسي بعد يوم من إعلان زعيم «كتائب سيد الشهداء» أبو آلاء الولائي «فتح باب التطوع» في صفوف قواته و»رفع الجاهزية»، تحضيرا لـ «المواجهة الحاسمة والتاريخية» مع القوات الأميركية، البالغ عددها 2500 من أصل نحو 3500 جندي أجنبي، وحدد الولائي موعدا لهذه المواجهة في 31 ديسمبر بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي.

بدورها، ذكرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، في بيان، أن سلاحها «سيكون حاضرا» إذا لم تكمل القوات الأميركية انسحابها بحلول نهاية ديسمبر، مشددة على أنها لن تتخلى عن سلاحها، وأشارت إلى أنها «رصدت قيام القوات الأميركية بزيادة أعدادها ومعداتها في قواعدها المنتشرة بالعراق».

العمليات المشتركة

من جهته، نفى الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي تمديد موعد انسحاب القوات الأميركية، مؤكدا أن «موعد خروج القوات القتالية في 31 ديسمبر المقبل ثابت ولا تغيير فيه».

في السياق نفسه، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، أن «علاقتنا جيدة مع العراق، وسنواصل العمل مع شركائنا هناك بتدريب القوات الأمنية وتزويدها بالمعلومات من أجل هزيمة التنظيم المتشدد والتصدي للأعمال الإرهابية».

وفي كلمة له في أعمال منتدى «حوار المنامة 2021»، أكد أوستن مساندة بلاده «سيادة واستقلال العراق ضد أي طرف يحاول تهديده أو استغلاله»، قائلا: «سندافع عن حرية العراق وسيادته».

من ناحية ثانية، وبعد يوم من إعلان رجل الدين الشيعي زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر حل تشكيل «لواء اليوم الموعود» المسلح الموالي له، وغلق مقراتهم، أعلن المسؤول الأمني باسم كتائب حزب الله العراقي، أبو علي العسكري، حل تشكيل «سرايا الدفاع الشعبي»، وإيقاف جميع أنشطتها وإغلاق مقراتها.

وقال العسكري: «أُبلِغنا من قيادة حزب الله المنصورة، واستجابة لما نشر من إحدى الجهات الصديقة بخصوص مبادرة حل قوات عسكرية تابعة لها فتقرر الآتي: حل تشكيل سرايا الدفاع الشعبي، وإيقاف جميع أنشطتها وإغلاق مقراتها، وتحويل ألويتهم الثلاثة، وإلحاقهم مع عدتهم وعديدهم بقيادة الحشد الشعبي، على أن تقوم الهيئة الموقرة بمساواتهم بأقرانهم وتأمين مستحقاتهم».

وفي وقت سابق، أعلن الصدر في مؤتمر صحافي عقده في النجف حل «لواء اليوم الموعود» التي أسسها في سبتمبر 2008 لمقاومة «الاحتلال الأميركي»، مضيفا: «عسى أن تكون هذه الخطوة بداية لحل الفصائل المسلحة وتسليم أسلحتهم وغلق مقراتهم».

وحض الصدر الفصائل شبه العسكرية «على تطهير الأعضاء غير المنضبطين»، كما حض الجماعات المسلحة غير الحكومية على تسليم أسلحتها.

وتأتي دعوة الصدر بعدما اتهم فصيل شيعي مدعوم من إيران بمحاولة قتل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي بـ3 طائرات مسيرة (درون) في 7 نوفمبر الجاري.

وبخصوص تشكيل الحكومة المقبلة، أوضح أن «الخيارات الوحيدة هي إما حكومة غالبية وطنية وإما معارضة وطنية»، لافتا الى ان «الشعب يريد أن تكون نتائج الانتخابات سريعة وتشكيل الحكومة سريع، وحلّ الفصائل المسلحة كافة، وتصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة وعدم الزج بها في السياسة».

«تيار الحكمة»

وعلّق «تيار الحكمة»، بزعامة عمار الحكيم، أمس، على إمكانية تشكيل الحكومة الجديدة، وفق شروط الصدر، وقال القيادي في التيار رحيم العبودي إن «المضي بما طرحه الصدر حول تشكيل حكومة الغالبية مستبعد جدا، بصراحة، خصوصا أن الطرح ليس في وقته، وبعيد حاليا عن متناول الكتل والمنظومة السياسية كلها».

وتمخضت نتائج الانتخابات البرلمانية عن فوز «الكتلة الصدرية»، بزعامة الصدر، بأكثر من 70 مقعدا، الأمر الذي يؤهله لتشكيل الحكومة الاتحادية بالتحالف مع قوى سياسية فائزة من الأكراد والسنة، ما أثار امتعاض الأطراف الشيعية المناوئة للصدر.

إلى ذلك، دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، على هامش «حوار المنامة 2021»، أمس، إلى ضرورة العمل على تشكيل حكومة عراقية جديدة وفق نتائج الانتخابات البرلمانية بما يحقق الاستقرار في هذه البلاد.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، إن حكومة بلاده كثفت علاقاتها مع الأطراف كافة في المنطقة، لتحقيق الاستقرار فيها، مجددا دعوته للسماح بعودة سورية إلى الجامعة العربية.

وأضاف حسين، في كلمة له على هامش استضافته في منتدى المنامة، ان العراق لن يدخر جهدا في التعاون مع شعوب ودول المنطقة، واصفا علاقات بلاده مع تلك الدول بـ«الجيدة».