طرح سيناريو «Dune» للبيع في مزاد

يُطرح بمزاد يقام في باريس، اليوم، السيناريو المرسوم لمشروع الفيلم الضخم الذي كان المخرج الفرنسي المولود في تشيلي أليخاندرو جودوروفسكي ينوي اقتباسه في سبعينيات القرن الفائت من رواية "Dune"، وكان يُفترض أن يمثّل فيه الرسام سلفادور دالي والنجم آلان ديلون والمغني ميك جاغر وسواهم، لكنه أصبح أشهر مشروع سينمائي مُجهَض.

ورغم ذلك انطلقت محاولات سينمائية ناجحة لنسخة مطورة من الفيلم، ومنها فيلم المخرج العالمي دينيس فيلنوف المعروض راهناً (Dune)، والذي يضم كوكبة من النجوم، مثل: تيموتيه شالاميه وزيندايا وريبيكا فيرغسون وجايسون موموا، ويتمحور حول قصة عائلة أترييديس التي تعنى بإدارة كوكب تنتج فيه مادة غامضة أساسية للسفر بين النجوم، وهو مستوحى من سلسلة الخيال العلمي الشهيرة "Dune".

وكانت الرواية الصادرة عام 1965 الأولى من سلسلة روايات خيال علمي مرجعية للكاتب الأميركي فرانك هربرت، وأعادها إلى الأضواء هذه السنة الفيلم الذي اقتبسه منها المخرج الكندي دوني فيلنوف.

وكان المخرج الأميركي ديفيد لينش أول من توصل إلى اقتباس الرواية سينمائياً، لكن فيلمه الذي عُرض عام 1984 مُنيَ بفشل تجاري.

ونظراً إلى أن اقتباس جودوروفسكي السينمائي للرواية في منتصف السبعينيات لم يرَ النور بسبب نقص التمويل، أصبح السيناريو المرسوم لمشروعه مرغوباً من هواة الخيال العلمي.

وأوضحت دار كريستيز، التي تنظّم المزاد، أن ثمن هذا السيناريو المرسوم الكبير العائد إلى منتصف سبعينيات القرن العشرين، والذي بدأت عرضه منذ الخميس، "خُمّنَ بما بين 25 و35 ألفاً يورو".

ويتضمن السيناريو المرسوم، المعروف في اللغة السينمائية باسم "ستوريبورد"، رسوماً ومخططات لما كان يجب أن يكون فيلماً سينمائياً.

وتولى تنفيذ هذه الرسوم نجم الشرائط المصورة الرسام الفرنسي موبيوس، الذي توفي عام 2012 (واسمه الأصلي جان جيرو)، والرسام السويسري غيغر، الذي ابتكر لاحقاً الوحش الشهير في فيلم "إيليين" (1979)، قبل أن يفارق الحياة عام 2014.

وكان من المفترض أن يتولى موبيوس وغيغر الإدارة الفنية لهذا المشروع العملاق. وكان الهدف من السيناريو المرسوم "إثارة اهتمام شركات الإنتاج الأميركية الكبرى"، وفقاً لدار كريستيز.

وأشارت "كريستيز" إلى أن "نسخاً قليلة أخرى" متوافرة، وفق علمها، من السيناريو المرسوم، "إحداها بيعت في مزاد علني قبل بضع سنوات، فيما يحتفظ جودوروفسكي بأخرى، أما الثالثة فمنشورة جزئياً على الإنترنت".

وإذ أبرزت "صعوبة معرفة العدد الإجمالي للنسخ التي طُبعت" من السيناريو، رجّحت أن يكون عددها "ما بين عشر وعشرين".

وكانت لجودوروفسكي، الذي تجاوز التسعين اليوم، طموحات كبيرة لهذا الفيلم، هو الذي اشتهر بعدد من الأفلام التجريبية، منها: "إل توبو" (1970) و"ذي هولي ماونتن" (1973).

وذكرت "كريستيز" أن جودوروفسكي كان يسعى إلى فيلم تبلغ مدته "ما بين 10 و15 ساعة"، وكان "من المفترض أن يجمع فريق التمثيل دالي وجاغر وديلون و(المخرج الأميركي) أورسون ويلز و(الممثل) ديفيد كارادين".

أما موسيقى الفيلم التصويرية، فجرى البحث مع فرقتي "بينك فلويد" و"ماغما" في توليهما.

ويعتقد خبراء في السينما أن أفلاماً لاحقة مهمة، من بينها "ستار وورز" (1977) و"إيليين" و"بلايد رانر" (1982)، تأثرت بالأفكار التي كانت تتبلور لفيلم جودوروفسكي.

وعُرض عام 2013 فيلم وثائقي بعنوان "جودوروفسكيز دون" عن قصة فشل المشروع.