شيعت الكويت، أمس، كوكبة جديدة من الشهداء ضمت 19 شهيداً من الأسرى والمفقودين، في موكب رسمي وشعبي، حيث ووري رفات 18 منهم في مقبرة الصليبيخات، وشهيد في المقبرة الجعفرية.

وبالتزامن، بعث سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ببرقيات تعزية إلى أسر الشهداء، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاتهم، مستذكرا سموه، بكل الاعتزاز، تضحياتهم وأدوارهم البطولية في الذود عن حمى الوطن العزيز وبذل دمائهم الزكية في سبيل ترابه.

Ad

وسأل سموه، الباري، تعالى، أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء الأبرار، وأن يلهم أسرهم الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.

وبعث سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد برقيات تعزية مماثلة.

وتقدم مشيعي الشهداء وزير الداخلية وزير الدفاع بالإنابة، الشيخ ثامر العلي، ووزيرا التربية د. علي المضف، والنفط والتعليم العالي د. محمد الفارس، ورئيس الإدارة العامة للطيران المدني، الشيخ عبدالله العلي، ووكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ فيصل النواف، ووكيل الحرس الوطني الفريق الركن هاشم الرفاعي، وعدد من القيادات الأمنية في وزارتي الداخلية والدفاع والحرس الوطني وقوة الإطفاء، إضافة الى حشد غفير من المواطنين.

العنزي لتجنيس الشهداء البدون

قال الناطق الرسمي باسم فريق البحث عن الأسرى المفقودين في العراق، فايز العنزي: آمل أن يتم النظر في مسألة تجنيس الشهداء، ونطالب النظر في موضوع الشهداء من غير محددي الجنسية الذين قدموا أرواحهم للكويت، ولا أثمن من تقديم الروح فداء للكويت، ونأمل تجنيسهم في أسرع وقت، ومن بينهم الشهيد نايف خلف العنزي، الذي تم تشييع جثمانه اليوم (أمس)، فهو والده عسكري بالكويت منذ 1955، وإخوانه وأعمامه وأخوالهم جميعهم كويتيون، ولكن ظل من دون جنسية، ونأمل بالمسارعة، والكلام ينسحب على جميع الشهداء في الكويت.

وأقيمت جنازة عسكرية مهيبة للشهداء، حيث حمل منتسبو "الداخلية" و"الحرس" والإطفاء نعوش الشهداء الى القاعة، حيث أقيمت الصلاة على أرواحهم، قبل أن يواروا الثرى.

من جانبه، قال الوزير العلي: "أبارك لذوي الشهداء، ونقلت تحيات واعتزاز ومواساة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين الى ذوي الشهداء، حيث احتضنت الكويت اليوم 19 شهيدا، وهذه كوكبة جديدة من الشهداء، وأسأل الله تعالى أن نصل الى ما وصل إليه الشهداء الأحياء عن ربهم. نبارك لذوي وأهالي الشهداء نيل أبنائهم الشهادة، ونتمنى أن نصل الى ما وصلوا اليه من تضحيات بأرواحهم ودمائهم فداء للكويت".

وأضاف العلي: "نبارك لأهاليهم ونبارك لأنفسنا، هذه عوايد أهل الكويت الأبطال اللي عودونا على التضحية بالنفس قبل المال، وهذه النتيجة وما ترونه من تلاحم وحب تراب الكويت ينعكس اليوم في أن تمتزج دماء أبنائها وتتحد رفاتهم إلى مثواهم الأخير، وأسأل الله لهم الجنة، ولأهاليهم الصبر والسلوان".

من جهته، عبّر رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي الشهداء والأسرى والمفقودين الكويتية، الناطق الرسمي باسم فريق البحث عن الأسرى المفقودين في العراق، فايز العنزي، عن التعازي والتهاني لأسر الأسرى الذين تم تشييعهم، حيث بذل هؤلاء الأسرى الشهداء الغالي والنفيس في سبيل وطنهم وحماية أراضيه.

وقال العنزي: يتبقى من الشهداء 312 شهيدا لم يتم الإعلان عنهم حتى هذه اللحظة، حيث تم الإعلان عن 293 شهيدا، وليسوا كلهم من الجنسية الكويتية، إذ إن بعضهم من دول أخرى ومن غير محددي الجنسية.

قائمة الشهداء

ضمت القائمة الشهداء التالية أسماؤهم: بدر مبارك البريعصي، وبدر متعب المطيري، وحسين علي الشمري، وخالد دعيج الخالدي، وسعد منصور العجمي، وسعود نايف الديحاني، وسعيد عواض الرشيدي، وصلاح حسين العنزي، وفارس عبدالرحمن المطيري، وفارس محمد العنزي، وفواز بطيحان المطيري، ومحمد حمود الهوله، ومحمد عبداللطيف الخراز، ومخلد جبيران الديحاني، وموسى ستار العنزي، ونايف خلف العنزي، ونايف عواض الرشيدي، ونايف محمل المطيري، ووليد مخلد البريعصي.

وأضاف أن هذه الكوكبة من الشهداء عثر على رفاتهم في منطقة السماوة العراقية، لافتا الى أن "هناك مقابر جماعية في كربلاء والرمادي والعمارة، ونتمنى الإعلان عن جميع الرفات، وسنواصل الجهود بالتعاون مع الجهات الرسمية من خلال اجتماعات اللجنة الثلاثية".

بدوره، أكد المدير العام لمكتب تكريم الشهداء وأسرهم، صلاح العوفان، أن عدد الرفات وصل حتى تاريخه الى 293 من أصل 605. وأوضح أن الكويت قيادة وحكومة وشعبا لن تنسى بطولات هؤلاء الأسرى والمفقودين، وسيظلون بالذاكرة إلى الأبد، هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الكويت، وضربوا مثالاً رائعاً في الوطنية والفداء، وسجلوا أسماءهم في سجل الشرف والبطولة، بعد أن واجهوا الموت بكل شجاعة من أجل عودة الشرعية إلى الكويت الغالية وشعبها الأبي، متضرعاً إلى الباري عز وجلّ أن يتغمدهم بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

وأضاف أن "الكويت بقيادتها السياسية، لن تنسى أبناءها الذين قدّموا أرواحهم فداء لها، ولن يهدأ لها بال قبل دفن آخر رفات لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل ثرى هذا الوطن".

● محمد الشرهان