فيينا تفتح موسم «العودة إلى الإغلاق» في ظل غضب شعبي في أوروبا
رئيسا حكومة هولندا وبلجيكا ينتقدان المتظاهرين ضد قيود «كورونا»
عادت أوروبا التي صارت مرة أخرى بؤرة وباء «كورونا»، بعد ارتفاع عدد الإصابات، إلى فرض التدابير والتعبير عن الاستياء. وأصبح الإغلاق سارياً منذ منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء رسمياً في النمسا، وهو إجراء جذري أثار الغضب في الدولة الواقعة بجبال الألب، على غرار بلجيكا وهولندا، حيث أدت إعادة فرض تدابير للحد من انتشار «كورونا» إلى وقوع صدامات.وأضحت فيينا من جديد مدينة ميتة. وأغلقت المتاجر والمطاعم وأسواق الميلاد والحفلات الموسيقية ومراكز التجميل، باستثناء المدارس، وساد الصمت بالعاصمة وفي سائر البلاد أمس.وتعد النمسا أول دولة في أوروبا تعاود حجر سكانها بالكامل، منذ تم توفير اللقاحات للسكان على نطاق واسع.
وفرض الحجر المنزلي على 8.9 ملايين نسموي باستثناء حالات معيّنة مثل شراء الحاجيات وممارسة الرياضة وتلقي الرعاية الطبية. كذلك يمكن الذهاب إلى العمل واصطحاب الأطفال إلى المدرسة، لكن السلطات دعت إلى إبقائهم في المنزل.وكانت ردة الفعل سريعة، حيث تظاهر السبت نحو 40 ألف شخص منددين «بالدكتاتورية»، تلبية لدعوة أطلقها حزب اليمين المتطرف.ويواجه النمساويون الذين يرفضون تلقي اللقاح غرامات تصل إلى 3600 يورو، فور بدء التطعيم الإلزامي في العام المقبل.وفي أمستردام، ندد رئيس الوزراء الهولندي، مارك روتي، أمس، بالاضطرابات التي أثارتها احتجاجات مناهضة لقيود «كورونا» تواصلت على مدى 3 ليال، واصفا إياها بأنها «عنف محض ينفّذه حمقى»، فيما تعهّد بملاحقة المسؤولين عنها قضائيا.وأعادت هولندا الأسبوع الفائت فرض إغلاق جزئي للتعامل مع تفشي الإصابات، وفرضت مجموعة قيود صحية تؤثر خصوصًا على قطاع المطاعم الذي بات عليه الإغلاق بحلول الثامنة مساء.وندد رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دو كرو، بالعنف «غير المقبول إطلاقا» الذي تخلل احتجاجات شارك فيها حوالى 35 ألف شخص في بروكسل ضد تشديد قيود احتواء «كوفيد». وأصيب 3 عناصر شرطة بجروح أمس الأول، عندما ألقى معارضون للإجراءات المشددة الرامية لدفع السكان لتلقي اللقاحات، الحجارة وأضرموا النيران وسط العاصمة.وشكر دو كرو، بعد لقاء عقده مع نظيره الفرنسي جان كاستيكس، الشرطة على جهودها لحماية النظام العام في «فترة صعبة للغاية».وعلى غرار دول أوروبية أخرى، تشهد بلجيكا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بـ «كوفيد» مع حلول الشتاء، رغم حملتها الناجحة نسبيا للتطعيم.وأعلنت حكومة لو كرو الأسبوع الماضي إعادة فرض قواعد مشددة للتطعيم تشمل العمل الإلزامي عن بُعد للبعض، في حين فرضت وضع الكمامات.وخرج متظاهرون هتفوا «حرية حرية» في شوارع بروكسل أمس الأول، بعدما اندلعت احتجاجات وأعمال عنف في هولندا المجاورة، واندلعت أعمال عنف ضد الشرطة.وقال دو كرو «نعيش في بلد حر، ويمكننا التظاهر، لكن الطريقة التي تصرّف بعض المتظاهرين من خلالها لا علاقة لها بالحرية».وتابع: «الأمر لا يتعلّق إطلاقا بمسألة إن كانت اللقاحات جيّدة أم لا، كان سلوكا إجراميا».وبينما عارض بعض المتظاهرين اللقاحات، عارض آخرون الإجراءات الصحية الإلزامية التي يرون فيها انتهاكا للحريات الشخصية.ورفع البعض لافتات تشير إلى اعتقادهم بنظريات مؤامرة متشددة ووجهات نظر معادية للسامية. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل لتفريقهم، بعدما تعرّض عناصرها لاعتداءات وأقام المحتجون المتاريس.وفي وقت تسابق ألمانيا الزمن لاحتواء الارتفاع القياسي في عدد الإصابات، حذّر وزير الصحة الألماني، ينس سبان، أمس، من أن معظم سكان بلاده سيكونون إما «تلقوا اللقاحات أو تعافوا أو توفوا جرّاء انتشار المتحورة دلتا «المعدية بدرجة كبيرة في غضون بضعة أشهر»، في إطار دعوته للإقبال على اللقاحات. وأضاف «لذلك نوصي بشكل عاجل بتلقي اللقاح».