«حزب الله» يتخوّف من خسارة الانتخابات اللبنانية

اجتماع «رئاسي» يبحث استقالة قرداحي... وموسكو تعارض جعل لبنان «رهينة للوضع في سورية»

نشر في 23-11-2021
آخر تحديث 23-11-2021 | 00:02
عون وميقاتي وبري خلال مشاركتهم باحتفالات عيد الاستقلال في وزارة الدفاع أمس (دالاتي ونهرا)
عون وميقاتي وبري خلال مشاركتهم باحتفالات عيد الاستقلال في وزارة الدفاع أمس (دالاتي ونهرا)
احتفل لبنان بذكرى استقلاله، في ظل غياب أي مؤشر على أن الأزمات الكثيرة، التي يواجهها هذا البلد، قد وجدت طريقها إلى الحل.
عبّر «حزب الله» صراحة، أمس، عن تخوفه من خسارة الانتخابات النيابية المقبلة في وقت بحث رؤساء الجمهورية ميشال عون، ومجلس النواب نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، في اجتماع بقصر بعبدا بمناسبة عيد استقلال لبنان الـ 78، مسألة استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي تسببت تصريحاته المسيئة للسعودية ودول الخليج في أسوأ أزمة على الإطلاق بين بيروت وداعميها الإقليميين التاريخيين في الخليج.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان عون في رسالة متلفزة وجهها مساء إلى اللبنانيين عشية «الاستقلال»، أنه يأمل بأن تحلّ الأزمة مع الخليج قريباً، مقراً بأنها أدت إلى تداعيات سلبية على صُعد عدة، بما فيها الواقع الحكومي.

وجدد عون في خطابه تأكيده «موقف لبنان الحريص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، انطلاقا من ضرورة الفصل بين مواقف الدولة اللبنانية وبين ما يمكن أن يصدر عن أفراد وجماعات»، وذلك غداة مطالبة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان باتخاذ الإجراءات اللازمة «لإعادة ترتيب وترميم العلاقات مع العرب، خاصة السعودية ودول الخليج العربي، وإلا سيبقى الوطن خارج الحضن العربي».

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن المخرج من الأزمة الحكومية التي يشهدها لبنان ليس مستعصياً، مشيرا إلى أن الدستور الذي ينص على الفصل بين السلطات هو المدخل للحل.

اجتماع ثلاثي

وحضر الرؤساء الثلاثة، أمس، عرضاً عسكرياً رمزياً في مقرّ وزارة الدفاع، قبل خلوتهم في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث بحثوا، وفق معلومات صحافية، «مخارج الحل وسبل العودة إلى مجلس الوزراء واستقالة قرداحي».

وخلال مغادرته ​قصر بعبدا، ردّ بري على سؤال إذا كانت الأوضاع «تحلحلت»، بالقول «إن شاء الله خير»، بينما شدد ميقاتي​ على ضرورة تقديم تنازلات من الجميع.

وقال للصحافيين: «الاستقلال ذكرى مهمة في حد ذاتها، لكن لنتذكر ما الذي أدى الى الاستقلال. إن الذي أدى اليه هو وفاق اللبنانيين وتوافقهم في الميثاق الوطني، الذي حصل بين رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح. وقد تنازلا عن كافة خصوصياتهما من أجل وحدة لبنان وإنقاذه في حينه».

وأكد أن «الاستقلال ما كان ليحصل لو لم يكن اللبنانيون متحدين»، وشدد على أن «التفاهم والحوار هما الأساس، والبعد جفاء، والجفاء يؤدي الى الشر. واللقاء كالذي حصل اليوم كان فيه الحوار جدياً، وبإذن الله سيؤدي الى الخير. وكل عيد وأنتم بألف خير».

على مستوى إقليمي، أبرق أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد، إلى عون، مهنّئا بذكرى الاستقلال.

من ناحيتها، لفتت السفيرة الفرنسيّة في ​لبنان​، ​آن غريو​، لمناسبة ​الاستقلال​، إلى أن «الوضع المأساوي الذي وصل إليه لبنان، يفرض على السلطات والطبقة السياسية أن تتحمل مسؤولياتها من دون انتظار».

بدوره، أشار الناطق باسم ​الجيش الإسرائيلي​، ​أفيخاي أدرعي​​، إلى أنه «في ذكرى ​عيد الاستقلال​، ​​يتحول لبنان من وطن الحضارة إلى إمارة إيرانية نتيجة استيلاء حزب الله​، حيث الولاء الشيعي لإيران​ أسبق من الولاء للبنان، فبعد أن زيَّن أرزه هيكل الرب الذي بناه سليمان في أورشليم، أصبحت ضاحيته الجنوبية بؤرة للأيديولوجيات الإرهابية، مما يجعل بلد الأرز في خطر».

«حزب الله»

وفيما بدأت التحضيرات الرسمية لإجراء الانتخابات النيابية المقرّرة في 27 مارس 2022، ألمح رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية، محمد رعد، إلى عدم اعتراف حزبه بالانتخابات في حال خسارتها.

وقال «إن كان هناك من يُراهن على انزلاقة من هنا أو تزوير انتخابات من هناك أو ربما تغيّر المشهد، نقول له: من يريد أن يحكمنا غداً بأكثرية مدعاة، عليه أن يدرك أن الأكثرية التي حكمت لم تستطع أن تحكم».

ولاقى موقف رعد، ردودا على وسائل التواصل، حيث قال النائب السابق فارس سعيد: «سعادة النائب محمد رعد... نحن أحرار لبنانيون، أنتم عبيد لدى إيران».

أما رئيس حركة التغيير، إيلي محفوض، فغرّد: «النائب محمد رعد يتوعدنا وينعى الحياة الديموقراطية من خلال نعيه لنتائج الانتخابات النيابية، وقد يكون الرجل على صواب لكون لا الأكثرية ولا الأقلية ولا أية سلطة بإمكانها أن تبدّل واقع حال سلاح الميليشيات».

روسيا

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، بعد محادثاتهما في موسكو، عن ثقته بأن حكومة ميقاتي ستكون قادرة على إخراج لبنان من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي طال أمدها، وضمان عمل كل مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار في البلاد، مشيرا الى أنه «لا بد من حل المسائل الداخلية بالحوار وتعزيز التعاون».

وقال لافروف إن «أطرافا خارجية تحاول بأشكال مختلفة التدخل في شؤون لبنان بما يحمل ذلك من تداعيات وخيمة للدولة اللبنانية والأوضاع الإقليمية»، وأضاف أن موسكو تعارض جعل لبنان «رهينة للوضع في سورية، كما أنه ينبغي ألا يكون مكانا لتصفية حسابات دول أخرى».

من ناحية أخرى، أكد لافروف أن «روسيا سلّمت لبنان، بناء على طلب حكومته، صورا التقطتها أقمارها الاصطناعية تتعلق بتفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.

ونأمل بأن تساعد هذه المواد في التحقيق بأسباب ذلك الانفجار».

من جهته، قال بوحبيب: «نريد في لبنان عودة كريمة وسالمة للنازحين السوريين، وموقف الدولة اللبنانية يختلف عن الموقف الغربي الذي يعتبر أن عودة النازحين يساعد الرئيس بشار الأسد على البقاء في الحكم».

وأشار إلى أن «قضية الوزير قرداحي ليست بالمشكلة المستعصية، ولبنان يريد حواراً مع دول الخليج لحلّ المشاكل العالقة».

أدرعي: لبنان يتحول من وطن الحضارة إلى إمارة إيرانية نتيجة استيلاء «حزب الله»
back to top