بكين لواشنطن: لا تلعبوا بالنار في مضيق تايوان
مفاجأة في «البنتاغون» من نجاح الصين بإطلاق مقذوف من مركبة تطير أسرع من الصوت 5 مرات
على وقع تزايد الغموض حول كيفية استهداف صاروخها الجديد هدفه بسرعة تفوق الصوت 5 مرات، أرسلت الصين رسالة تحذير شديدة اللهجة، هددت فيها غريمتها الولايات المتحدة بمواجهة أي استفزاز في مضيق تايوان، الذي تعتبره جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتوعدت باستخدام القوة لإعادة ضم جزيرة تايوان إلى سيادتها.
مع الكشف عن تفاصيل مناورتها المعقدة لإطلاق صاروخ فرط صوتي قادر على تدمير أهداف من الجو، حذرت الصين أمس الولايات المتحدة من اللعب بالنار، وطالبتها بالتوقف عن استعراض القوى في مضيق تايوان.وبعد أسبوع من القمة الافتراضية بين الرئيسين الصيني شي جينبينغ والأميركي جو بايدن، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، في تعليق على حاملة الصواريخ الموجهة المدمرة الأميركية "ميليوس" لمضيق تايوان: "في الفترة الأخيرة، تقوم السفن الحربية الأميركية باستعراض عضلاتها بحجة ضمان حرية الملاحة، هذا ليس التزاماً بالحرية والانفتاح، بل أعمال لتقويض السلام والاستقرار الإقليميين".وشدد جيان على أن "المجتمع الدولي يدرك تماماً حقيقة نوايا الولايات المتحدة ويتعين عليها تصحيح أخطائها والتوقف عن اللعب بالنار، والقيام بما يسهم في الحفاظ على السلام والاستقرار"، محذراً من أن "الصين ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".
وفي حين جددت واشنطن حق قواتها في "الطيران والإبحار بأي مكان يسمح به القانون الدولي"، اعتبر الجيش الصيني أن عبور المدمرة الأميركية للمضيق الفاصل بين الصين القارية وجزيرة تايوان يهدد الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أنه "سيتخذ كل التدابير للحفاظ على سيادة الصين ومواجهة الاستفزازات والتهديدات".ووفق قيادة الأسطول الأميركي السابع، فإن "ميليوس" وهي ضمن مدمرات "أرلي بيرك" حاملة الصواريخ الموجهة، قامت بعبور اعتيادي عبر مضيق تايوان للتأكيد على نهج العبور الحر والمتاح للجميع بين المحيطين الهندي والهادي، مشددة على "حق الجيش الأميركي أن يطير ويبحر ويقوم بعملياته في أي مكان يسمح به القانون الدولي".ولم يصدر أي تعليق فوري من الصين.وفي تأكيد على استحواذها تقنية عسكرية لا تمتلكها الولايات المتحدة ولا روسيا حالياً، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأول أن الصين اختبرت هذا الصيف صاروخاً أسرع من الصوت قادراً على إطلاق مقذوف في الجو، مؤكدة معلومات نشرتها "فاينانشيال تايمز" الأحد، عن إجرائها في يوليو الماضي مناورة معقدة تمكنت خلالها من إطلاق مقذوف من مركبة تطير بسرعة أكثر من سرعة الصوت خمسة أضعاف. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن هذه الخطوة تظهر أن قدرات الصين أكبر مما هو معروف حتى الآن، موضحة أن الاختبار شمل تقدماً تكنولوجياً وقدرة لم تظهرها أي دولة من قبل على ضرب هدف مسافر بسرعة تفوق سرعة الصوت خمس مرات على الأقل.وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن "خبراء وكالة أبحاث البنتاغون (داربا) فوجئوا بهذا التقدم، الذي سمح لمركبة فضائية انزلاقية يمكنها حمل رأس نووي بالمناورة وإطلاق صاروخ منفصل بالجو فوق البحر الجنوبي، ولا يعرفون كيف تمكنت الصين من ذلك، كما يجهل هؤلاء الخبراء طبيعة المقذوف".ونقلت الصحيفة البريطانية عن أشخاص لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات من أجهزة المخابرات ان بعض الخبراء يعتقدون أن المقذوف صاروخ جو- جو، ويرى آخرون أن وظيفته التمويه لحماية الصاروخ الفرط صوتي في حالة تعرضه لتهديد.وذكرت "فاينانشيال تايمز" في أكتوبر أن بكين أطلقت صاروخا فرط صوتي في أغسطس حلَّق في المدار حول الأرض قبل أن ينزل نحو هدفه الذي أخطأه ببضعة كيلومترات.ونفت بكين حينها أنها كانت تجربة صاروخية، وقالت إنها اختبرت مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، لكن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي تحدث بعد بضعة أيام عن "اختبار مهم للغاية لنظام سلاح فرط صوتي"، بدون تحديد تاريخ التجربة.وشبه الأمر بإطلاق الاتحاد السوفياتي لسبوتنيك، أول قمر صناعي في أكتوبر 1957، والذي فاجأ الولايات المتحدة ومثّل نقطة بداية السباق لغزو الفضاء.وبعد قرار السلطات الصينية فرض عقوبات على مجموعة "فار إيست غروب" التايوانية العملاقة، اتهمت المتحدثة باسم مكتب شؤون الجزيرة في الحكومة الشيوعية شو فينجليان أمس مؤيدي استقلال تايوان بتنسيق العلاقات وتهديد استقرار المنطقة، متوعدة "بمعاقبة مالية للشركات والرعاة المرتبطين بهم".وتشدد الصين ضغوطها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على تايوان الخاضعة لنظام حكم ديموقراطي منذ انتخاب الرئيسة الحالية تساي إينج وين عام 2016 وحزبها التقدمي.وفي ظل تزايد حاجتها إلى الفحم لمواجهة أزمة نقص الوقود، سمحت بكين بدخول شحنات فحم أسترالي لأول مرة منذ توتر العلاقات السياسية مع أكبر شركائها التجاريين على مستوى العالم العام الماضي، بسبب تأييد أستراليا الدعوة الأميركية لإجراء تحقيق دولي بشأن أصل فيروس كورونا.