لبنان: ميقاتي يبحث عن حلول بالخارج
يتجه للقاهرة وأنقرة والفاتيكان... ورهان على زيارة ماكرون للرياض
لم تصل كل المحاولات لاجتراح حلول للأزمة الحكومية في لبنان إلى أي نتيجة، وعليه سيستمر الجمود السياسي، وتبقى الحكومة في إجازة قسرية، على الأقل إلى حين عودة ميقاتي من زيارات خارجية تهدف إلى تعبئة الوقت الضائع بانتظار الوصول إلى تفاهم رئاسي على آليات العودة لعقد جلسات مجلس الوزراء. وواحدة من الأفكار كانت تنص على العودة إلى تطبيق الدستور في قضية التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، فلا يتولى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار التحقيق مع رؤساء ونواب ووزراء، ويكون ذلك من صلاحية المجلس النيابي. وفي المقابل، تعود الحكومة إلى العمل وتعقد جلسة بحضور وزير الإعلام جورج قرداحي، الذي يتم الضغط عليه من الوزراء، فيخرج ليتلو البيان الختامي للحكومة، وبعدها يقدّم استقالته.كان يفترض لهذه الصيغة أن ترى النور هذا الأسبوع، لكنها تعثرت لحسابات عديدة، إذ رفض رئيس الجمهورية ميشال عون هذا المخرج القضائي في حين لا يمانع من استقالة قرداحي. أما «حزب الله» فلا يوافق على استقالة الوزير بالمجان، وربما يقبلها إذا حصل على تنازل يتمثل في إزاحة البيطار، بالتوافق مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على أن تُعيَّن القيادية في «المردة» فيرا يمين وزيرة للإعلام، بدلاً من قرداحي، وفق ما تقول مصادر متابعة.
تُترك الأمور حالياً كي تنضج أكثر من خلال الاتصالات الجارية في الكواليس السياسية، فكل القوى في لبنان أصبحت على يقين بأنه لابد من الوصول إلى حلّ يقوم على تسوية شاملة، ووضع كل الملفات العالقة بسلّة واحدة يتم التوافق عليها.وهنا تكشف المصادر أن ما يطرح في الكواليس ينص على الذهاب إلى تسوية قضائية شاملة تقوم على اتخاذ قرارات بتعيين قضاة جدد في مواقع أساسية؛ أبرزها تعيين قاض بدلاً من رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، وآخر بدلاً من مدعي عام التمييز غسان عويدات، وثالث مكان البيطار، ورابع بدل المدعي العام المالي علي إبراهيم، ومفوض جديد للحكومة لدى المحكمة العسكرية بدل القاضي فادي عقيقي. وتؤكد المصادر أن هذه الصيغة لم يتم التوافق حولها حالياً، لمجموعة أسباب؛ أولها ردة الفعل الدولية التي ستكون سلبية جداً، خصوصاً أن القاضيين عبود والبيطار يحظيان بدعم دولي كبير، والمساس بهما سيؤدي إلى غضب خارجي ينعكس سلباً على الحكومة.إلى جانب هذا الاحتمال، يعود ميقاتي إلى تفعيل المبادرة السابقة، أي حصر تحقيقات البيطار مع الموظفين العاديين وترك الرؤساء والنواب والوزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمتهم، مقابل ضمان استقالة قرداحي. وطلب ميقاتي من رئيس مجلس النواب نبيه بري مساعدته. وبانتظار الوصول إلى صيغة التسوية هذه، يحضّر ميقاتي زيارة للقاهرة يلتقي فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، وقد يزور إيطاليا للقاء المسؤولين الإيطاليين، كما يجهز لتلبية دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لزيارة أنقرة. يراهن ميقاتي على هذه الزيارات، ليشير إلى استمرار الاحتضان الدولي لحكومته، وهو سيطلب مساعدة الفاتيكان على توفير ظروف ملائمة للدعم، كما أنه لا يزال يراهن على الموقف الفرنسي، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن زيارة سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وسيتخللها بحث الملف اللبناني.