في بورصة الأحداث السياسية، أقفل الأسبوع الماضي على متنفس كبير في الرئة الكويتية، مع إسدال الجزء الأكبر من الستار على وقائع العفو الأبوي، من أمير التسامح، عن عدد كبير من أبنائه المحكومين بعدة قضايا، وعودة النائبين السابقين مسلم البراك وخالد الطاحوس يوم الأربعاء الفائت يرافقهما الناشطون مشعل الذايدي وناصر المرداس ومحمد البليهيس، إلى حضن الكويت، التي عمَّها الفرح والاحتفاء بالعائدين.في هذه الدفعة والسابقة لها، احتفاء لافت لأغلبهم، وغير مسبوق لمسلم البراك، بكل ما يحمله من رمزيات جماهيرية.
بعد أن شكر صاحب السمو الأمير على عفوه، وصَّف (مسلّم) بكلمات مسؤولة صورة المرحلة الجديدة ما بعد العفو (متمنياً أن نتوجه في قادم الأيام إلى بناء الكويت، وتحقيق كل أماني شعبها الوفي، داعياً لتعزيز الوحدة الوطنية التي كانت ومنذ الاحتلال العنوان الأبرز للكويتيين وللمقاومة الوطنية).بعد هذه الانفراجة الكبيرة، فإننا نأمل استكمال قائمة العفو الكريم عن البعض الآخر، ممن تنطبق عليهم الشروط، وعودة مَنْ تبقى من الغائبين، وذلك لتفريغ ما تبقى من شحنات الاضطراب بالمشهد السياسي.إن الاصطفاف الواجب والمستحق اليوم، وبعد المخاض العسير لولادة الواقع الجديد، يجب أن يكون حول الأبعاد العاقلة لرؤية المستقبل، التي لم يطرحها مسلم البراك فحسب بل ومَنْ سبقه من أطراف وأقطاب آخرين لهم دورهم الفاعل في المشهد السياسي.يجب على الجميع طي صفحات الماضي، وتجاوز الخلافات بين الأطراف؛ حكومية كانت أو برلمانية أو شعبية، من أجل تحقيق استدامة التنمية، ووقف تعثرها وتقييدها بشباك الاختلافات والصراعات التي بلغت، مع الأسف، حدود العبث وانعدام المسؤولية، وفي أغلبها تلبية لأجندات تصفية الحسابات بين أطراف عديدة، سواء بين بعض أبناء السُّلطة أو خارجها، وتحميل التبعات على كاهل الشعب، وإعاقة جهود النهوض التي وضعتنا إقليمياً وعربياً وعالمياً في مؤخرة الركب بالعديد من المعايير، وأهدرت فرصاً لا تتوافر لنا كل يوم، مثل: ضياع مشروع الداوكيميكال والمصفاة الرابعة وتطوير حقول الشمال، وسواها من مشاريع استراتيجية تبعثرت قبل سنين، وسط حملات صاخبة للمعارضة، دون التفات أو إدراك للعواقب، بل استفادت من بعضها دولٌ أخرى، وعادت بخيبات الأمل على أجيالنا التي لن ترحم من سيتسبب بضياع أمثالها مستقبلاً.أملنا كبير بغدٍ أفضل من الأمس، يسود فيه الرشد السياسي والاقتصادي، وتتدعم فيه القيم الدستورية الأساسية، كسيادة القانون والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وتتوارى فيه جميع أشكال الفئوية، ويتقدم فيه الوطن ومصالحه على أي اعتبار آخر، وتتلاشى فيه مظاهر الفساد والسرقات التي أرَّقت الوجدان الكويتي، وشوَّهت صورة بلادنا أمام العالم مع عميق الأسف، فهل سنتّعظ؟!***تغريدة:اختيار "قوقل" لبنت الكويت (ليلى الجاسم) مديرة للاستراتيجية والعمليات في مركزها بسان فرانسيسكو، يُعد مفخرة للكويت عموماً وللمرأة الكويتية خصوصاً.مبروك لليلى وذويها، وكفو كبيرة عليها.
أخر كلام
6/6 : هل سنتّعظ؟
25-11-2021