في أحدث ضربة ضمن سلسلة هجمات يُعتقَد أن إسرائيل تشنها لاستهداف المرافق الحيوية، ضمن استراتيجية تهدف لتأليب الشارع الإيراني المنهك جراء تردي الأوضاع المعيشية قبيل استئناف المفاوضات النووية مع القوى الكبرى نهاية نوفمبر الجاري، كشفت السلطات الإيرانية، أمس، أن نظام المعلومات الخاص بمخزون السدود من المياه في البلاد تعرض لهجوم سيبراني تسبب في تعطله بشكل كامل.وذكرت وكالة أنباء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أنه "في الأسبوعين الماضيين، تم قطع الأنظمة المتعلقة بجمع وتقييم احتياطيات سدود البلاد بشكل كامل".
ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إنه "خلال هذه الفترة لم يكن هناك منفذ للوصول إلى كمية احتياطيات سدود البلاد".وأضاف المصدر: "رغم أن مسؤولي قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة إدارة الموارد المائية لا يؤكدون نبأ الهجوم السيبراني، فإن الدلائل والشواهد تشير بقوة إليه".ولفت إلى أن "موظفي الشركة اليوم فقدوا الوصول إلى الفضاء الإلكتروني، بما في ذلك برنامج واتساب الذي يستخدمه موظفو الشركة لنقل المعلومات".والأحد الماضي، أعلنت شركة "ماهان" للطيران المدني التي يمتلكها "الحرس الثوري"، تعرضها لهجوم إلكتروني من خارج إيران.وقبل ذلك تعطلت المنظومة الإلكترونية لمحطات الوقود في عموم إيران، أواخر أكتوبر الماضي، بسبب هجوم إلكتروني.ووعد مسؤولو وزارة النفط الإيرانية في البداية بحل المشكلة في يوم واحد، لكن هذه المشكلة استمرت أكثر من 8 أيام.واتهمت السلطات في طهران الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، الذي أدى إلى تعطيل 4300 محطة وقود في البلاد.وفي يوليو الماضي، توقفت المنظومة الإلكترونية للسكك الحديدية الإيرانية بسبب هجوم إلكتروني؛ مما تسبب في تأخير رحلات لقطارات أو إلغائها. كما تعرض ميناء بندر عباس لهجوم إلكتروني، ذكرت تقارير غربية أنه جاء رداً على اختراق إلكتروني إيراني لمنشآت هيدروليكية مدنية إسرائيلية.
احتجاجات الجفاف
وجاء الكشف عن تعطل أنظمة التحكم بموارد مياه السدود في وقت تواصلت واتسعت احتجاجات شعبية حاشدة ضد شح المياه في عدة مدن بجنوب غرب إيران.وتجمّع مئات الأشخاص من جديد في محافظة شهار محل وبختياري، للمطالبة بحلّ لأزمة شحّ مياه الشرب أمس.وأفاد التلفزيون الرسمي، الذي بثّ لفترة وجيزة، مشاهد من التجمّع أن "سكّاناً تجمّعوا اليوم في شهركرد، عاصمة المحافظة، لإسماع السلطات مخاوفهم المتعلّقة بجفاف المياه".وأضاف أن "الجفاف قضى على العديد من الأنهار الجليدية الدائمة، وخفض مستويات مياه الأنهار إلى الحد الأدنى".وبحسب الوسيلة الإعلامية الحكومية، ستحصل نحو 300 قرية في هذه المحافظة على مياه الشرب بواسطة صهاريج.وسار الأحد الماضي أكثر من ألف شخص باتّجاه مقرّ المحافظة لمناشدة المسؤولين إنهاء "مشاريع لنقل المياه من المحافظة إلى مناطق أخرى بمحافظة اصفهان المجاورة" التي تشهد هي الأخرى احتجاجات بسبب شح المياه وجفاف نهر زاينده رود.ضربات سورية
من جانب آخر، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أمس، بأن هجوماً جوياً إسرائيلياً على المنطقة الوسطى بسورية أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة سبعة آخرين بينهم ستة جنود، في رابع هجوم إسرائيلي أعلنته دمشق هذا الشهر.وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح "بتموضع فصائل إيرانية في سورية"، إلا أنها لا تقر بشن الغارات والضربات.في السياق، ذكرت "القناة 12" العبرية أن الدفاعات الجوية السورية أطلقت صاروخاً مضاداً للطائرات عبر الأجواء الإسرائيلية على علو شاهق، وانفجر فوق شاطئ مدينة حيفا، التي تبعد عن سورية نحو 595 كيلومترا، خلال تصديها على ما يبدو للضربة الجوية على المنطقة الوسطى.في غضون ذلك، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، مجلس محافظي الوكالة، أمس، أن المفاوضات التي أجراها أخيراً في طهران بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي لم تصل إلى أي نتيجة.وقال غروسي، في بيان لمجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة قبل اجتماعه الفصلي أمس: "عقدت اجتماعات في طهران مع نائب الرئيس رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ورغم أنني بذلت قصارى جهدي، فإن المباحثات والمداولات المكثفة لحل المسائل المعلقة بشأن الضمانات الإيرانية، والواردة بالتفصيل في التقريرين، لم تتمخض عن أي نتيجة". وكان غروسي أكد، أمس الأول، من إيران أنه يسعى للتوصل إلى "أرضية تفاهم" قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا بين طهران ومجموعة "4+1" بالإضافة إلى الولايات المتحدة بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ويأتي ذلك في وقت يدرس المجلس الدولي المنعقد بفيينا، تقريراً صدر الأسبوع الماضي وكشف أن طهران زادت مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب.من جهته، أكد المبعوث الأميركي المكلّف الملف الإيراني روبرت مالي أنه "إذا قرر الإيرانيون عدم العودة للاتفاق النووي، فسيتعين علينا أن ننظر في وسائل دبلوماسية أخرى"، مشددا على أن الولايات المتحدة "لن تكون مستعدة للوقوف مكتوفة الأيدي" إذا استنزفت إيران المحادثات في فيينا، واقتربت بشدة من صنع قنبلة ذرية.وقال مالي في تصريحات ليل الثلاثاء ـ الأربعاء: "لنرى ما ستقوله طهران في المحادثات النووية، لكن الإشارات الصادرة عنها ليست مشجعة".وفي خطوة غير مسبوقة، أجرى نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني مشاورات مع المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية خليفة شاهين المرر. وتأتي مشاورات كني وقرقاش رغم معارضة طهران الشديدة لمطالبة مجلس التعاون بضرورة إشراك القوى الإقليمية في أي تفاهم دولي محتمل لإحياء الاتفاق النووي الإيراني وتوسيعه ليشمل أنشطة إيران في المنطقة.وذكرت وكالة "وام" الإماراتية، أنه جرى خلال اللقاء بين قرقاش وباقري كني، بحث العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية، وتأكيد الجانبين أهمية تعزيزها على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل في إطار المصالح المشتركة، والعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار في المنطقة، وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجاربة بين البلدين الجارين.كما تناول اللقاء بحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.كما أكد المبعوث الأميركي الخاص، روبرت مالي، أن واشنطن لن تقف «مكتوفة الأيدي» إذا استنزفت إيران المحادثات النووية.