وسط تحذيرات غربية متواصلة من وجود نوايا روسية لغزو أوكرانيا، رفعت روسيا جاهزيتها القتالية وأجرت مناورات في البحر الأسود، ووجهت بالحفاظ على قدراتها النووية.

وأجرت طائرات وسفن الجيش الروسي، أمس، تدريبات على صد الهجمات الجوية على القواعد البحرية والرد بضربات جوية خلال مناورات عسكرية في البحر الأسود.

Ad

وأوضح أسطول البحر الأسود الروسي، الذي يتمركز في شبه جزيرة القرم، أن «10 أطقم طائرات وسفن من قاعدة نوفوروسيسك البحرية شاركت في المناورات»، مبينا أن مقاتلات سوخوي كانت من بين الطائرات التي تدربت على كيفية الرد على الهجمات الجوية المعادية وقامت بطلعات تدريب فوق مياه البحر الأسود.

وشدد وزير الدفاع سيرغي شويغو، أمس، على ضرورة حفاظ روسيا على قدراتها النووية وجاهزية قواتها المسلحة القتالية في ضوء زيادة أنشطة دول حلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود.

وقبل ساعات، أبدى شويغو استياءه من محاكاة القاذفات الأميركية لتوجيه ضربة نووية لروسيا من اتجاهين مختلفين في وقت سابق هذا الشهر، وكذلك من اقترابها بشدة أثناء هذه التدريبات من الحدود، وهي مناورات أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها التزمت بالبروتوكولات الدولية.

وفي ظل اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب بالتعامل باستخفاف شديد مع تحذيراته بعدم تجاوز «خطوطها الحمر»، جرى اتصال هاتفي بين رئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي ونظيره الروسي فاليري غيراسيموف، أمس الأول، ولكن لم يكشف أي من الجانبين عن تفاصيل ما جرى خلاله.

ووسط تصاعد التوتر على جبهات عدة، اتفق شويغو مع نظيره الصيني وي فنغ خه على أهمية تعزيز التنسيق الاستراتيجي بين جيشيهما ومواصلة التعاون في مجالات التدريبات الاستراتيجية والدوريات المشتركة لحماية المصالح الجوهرية.

وبحسب وزارة الدفاع الصينية، فإن فنغ خه اتفق في لقاء عبر الفيديو مع شويغو على أن شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة لعصر جديد شهدت تطوراً رفيع المستوى بتوجيه من الرئيسين جينبينغ وبوتين، مشيرة إلى أن الجيشين الصيني والروسي عمقا هذا العام التعاون في شتى المجالات مع تحقيق اختراقات جديدة في مجال المناورات والتدريبات المشتركة على وجه الخصوص.

ولفتت الوزارة إلى أن الجانبين اتفقا كذلك على تنفيذ التوافق المهم بشأن العلاقات بين الصين وروسيا وتعزيز شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بينهما وتقديم المزيد من الإسهامات لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.

ودعا الرئيس الصيني حكومته إلى تسريع وتطوير نظام لوجستي حديث لإدارة الأصول لدى القوات المسلحة ودفع التطوير عالي الجودة للوجستيات الحديثة لتقديم دعم قوي في سبيل تحقيق الأهداف المحددة للذكرى المئوية لجيش التحرير الشعبي، الذي يصادف عام 2027.

وبعد يوم من اتهامها الجيش الروسي بتعزيز استعداده القتالي في «المناطق المحتلة والإشراف على مناورات عسكرية واسعة النطاق في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في أوكرانيا، تشمل قوات الاحتياطي الانفصالية، ووحدات إنفاذ القانون ووحدات إدارية، بدأت أمس وزارة الدفاع الأوكرانية مناورات قتالية أيضاً لتعزيز حدودها، بما في ذلك الوحدات المضادة للدبابات والمحمولة جواً.

وفي البحر المتوسط، واصل الأسطول السادس الأميركي مناورات بحرية واسعة بدأها في 18 الجاري، وضم إليها قطعا حربية جديدة، مؤكداً أن هذا «العمل مع الحلفاء يظهر التزام أميركا بالاستقرار في المنطقة». وقال قائد المدمرة الأميركية «يو إس إس بورتر»، أمس، إن «الولايات المتحدة تشارك في مناورات بقيادة فرنسية في البحر المتوسط، مع إيطاليا واليونان وبريطانيا وإسبانيا تهدف إلى تطوير التشغيل على مستوى مجموعة حاملة الطائرات الهجومية وتعزيز الكفاءة بين دول حلف شمال الأطلسي».

جنود «الناتو» على حدود بولندا

قال المتحدث باسم الخارجية البولندية، لوكاش ياسينا، أمس، إن بلاده تأمل وصول وانتشار قوات من «الناتو» على حدودها مع بيلاروس، على خلفية أزمة المهاجرين.

وأضاف المتحدث، في حديث إذاعي: «فيما يتعلق بالأزمة على الحدود، نحن نتلقى الدعم بالفعل من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وقد وصل عسكريون بريطانيون إلى المنطقة، وسيصل آخرون من دول أخرى».

وشدد المتحدث على أن «الوجود العسكري لدول الناتو في بلاده، سيكون أكثر من مجرد الانتشار الرمزي الموجود لدينا حاليا». وتابع أن بولندا «تسعى إلى مزيد من الحماية من الولايات المتحدة».

في وقت سابق، أشارت وسائل الإعلام البولندية إلى قرار وزارة الدفاع الإستونية، حول إرسال مجموعة قوامها 100 جندي إلى بولندا.