شوشرة: المصارحة
نعيش في ضبابية وسط أجواء ساخنة ومطبات هوائية وحالة من الذهول والاستدراك والتأويل والقيل والقال وغيرها من الأساليب، في مشهد تحول لرؤية غير واضحة في العلاقات النيابية- النيابية، ومدى استمرار الأغلبية تحت سقف واحد أو أن هناك مفاجآت غير متوقعة، خصوصا مع التساؤلات العديدة حول المرحلة المقبلة.هذا الوضع قد يتحول إلى أشبه بحلبة مصارعة لكسر العظم واستعراض القوى بين بعض الأطراف التي تتسابق للقيادة على حساب المصلحة العامة، وكأننا في مضمار سباق كل يريد أن يقود بالسرعة الفائقة للوصول إلى الفوز دون النظر لخطورة الأمر الذي قد ينتج عنه اصطدام ينقلنا من واقع الى آخر أشد قسوة.رغم التفاؤل ولكن بحذر في القادم من الأيام فإن المشاهد المقبلة ستحمل في طياتها مفاجآت متعددة لأننا اعتدنا على ذلك وتعايشنا معه، وهناك من يفرح بتلاطم الأمواج وعدم الاستقرار، ولكن هل الحكماء سيسبقون الآخرين للسيطرة على الأمور ووضع النقاط على الحروف، وتهدئة الأجواء كلما حاول البعض إثارتها؟ وهل سيكون لدينا إطفائي يتصدى للنيران المشتعلة لإطفائها وتفويت الفرصة على من يدسون السم بالعسل؟ وهل ستسقط أقنعة البعض وتنكشف حقيقتهم؟
كل هذه التساؤلات المطروحة أمام البعض هي محل تقدير واهتمام للمضي قدما بكويت المستقبل، وإعادة البناء من جديد لجميع هياكلها المتصدئة لتعود درة الخليج إلى مكانتها الطبيعية من حيث البناء والإعمار وتدشين المشاريع التنموية بعد أن سبقنا الآخرون بها لأنهم لم ينشغلوا في أمور ثانوية، ولم يتركوا الحبل على الجرار، بل تكاتفوا ووضعوا الشخص المناسب في المكان المناسب لإنجاز الملفات التي تم تكليفه بها مع محاسبة جادة إن تقاعس أو فشل، ولكن يبدو العكس لدينا لأن مركزية القرار لدى بعضهم ساهمت في تراكم المشاكل والتأخير في إنجاز الملفات المهمة رغم التحذيرات من بعض المختصين. الأمنيات كثيرة ولعلنا نتجاوز حقول الألغام والأفخاخ والعراقيل التي يضعها بعض المندسين في المشهد خصوصا مع موجة استعراض البطولات لترميم وتوحيد الصفوف، وهؤلاء الذين ظهروا بعد صمت طويل يجب أن يطهروا قلوبهم ويصفوا نواياهم من الأحقاد والضغائن وترك الساحة لمن نجحوا في تحريك المياه الراكدة بدلا من دسائسهم التي أصبحت ظاهرة للعيان.في الختام نتمنى الشفاء العاجل للنائب الدكتور عبيد الوسمي وأن يعود للوطن في القريب العاجل وهو ينعم بالصحة والعافية لاستكمال ما بدأ به، خصوصا أن المرحلة المقبلة ستكون زاخرة بالعديد من القضايا المهمة والهادفة وأولها قضايا الفساد والمفسدين الذين ضاقت بهم السبل.