بدايةً نهنئ الإخوة بالعفو الخاص وعودتهم لوطنهم وذويهم ومحبيهم، وندعو الله أن تعود الكويت منارةً للحرية والديموقراطية كسابق عهدها، ونطوي صفحة من صفحات وطننا العزيز كانت قاسية ومدمرة، وتسببت في تخلفنا سنوات طويلة نتيجة صراعات عبثية عطلت الحياة السياسية والتنموية. بعد عودة أيقونة المعارضة النائب السابق مسلم البراك وجه خطاباً شكر به سمو الأمير على العفو الأميري، ودعا من خلاله لتوحيد صفوف المعارضة بكل توجهاتها وتكويناتها، وهو أمر في غاية الأهمية خاصة بعد تشرذم المعارضة إن صح وصفها بذلك وعدم وضوح رؤيتها وأهدافها.ولكن هل فعلاً لدينا معارضة حقيقية لديها رؤيتها وبرنامجها السياسي إذا ما نظرنا لواقعنا السياسي أم لدينا معارضة يحركها الشارع وفقاً لمصالح انتخابية وشعبوية!
باعتقادي وبعد التجربة المريرة التي مر بها مسلم البراك ورفاقه يجب عليه معرفة كل الأخطاء التي ارتكبوها كما أنهم حتماً اتضحت لهم الرؤية كاملةً، ليعرفوا من يمثل دور المعارض الحقيقي ومن هو فعلاً معارض لهذا الواقع المرير، فالمندسون في المعارضة كثر وكثير منهم كشف وانفضح أمره، وهناك من هم مجرد أدوات ينفذون أجندات خاصة لأشخاص لهم أهداف خاصة ومعظمنا يعرف تاريخهم ولولا تلك الأهداف لما أدوا دور المعارضة.ما أود قوله أن دعوة مسلم البراك مستحقة بل واجبة في هذا الوقت العصيب، ولأنني موقن بأن هذه الدعوة ستواجهها مطبات وعراقيل لإفشالها فإنني أتمنى أن يكون توحيدها وفقاً لضوابط وقواعد واضحة، وتقع هذه المسؤولية على عاتق مسلم البراك دون غيره، خصوصا بعد الحضور المهيب لتهنئته بالعودة، والذي كان رسالة واضحة من الشعب الكويتي، وبكل أطيافه أنه لم ولن يتخلى عمن تصدى لمؤسسة الفساد.يعني بالعربي المشرمح:دعوة مسلم البراك تعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة يجب أن تختلف تماماً عما سبقها، كما أنه يجب أن تكون أهداف المعارضة واضحة ومحددة ولا تحتمل الأخطاء أو تتحمل عناصر مشبوهة، فالوطن والمواطنون بحالة إحباط مستمر، ولن يتحملوا أي خطأ أو تساهل، لذلك المسؤولية الوطنية تحتم على المعارضة بكل أطيافها ألا تخطوا أي خطوة قادمة دون دراسة وافية وواضحة ومحددة.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: دعوة البراك والمعارضة!
26-11-2021