«العفو» وتغيير المشهد السياسي
عاشت الكويت في الأيام الماضية فرحة كبيرة وعارمة بعد تنفيذ المكرمة الأميرية السامية من سمو أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وصدور مرسومين أميريين بالعفو عن بعض أبناء الكويت ممن صدرت عليهم أحكام، وعودتهم إلى أرض الكويت، وتخفيض مدة العقوبة المحكوم بها على 35 شخصاً.ولا شك أن هذه المكرمة الأبوية من قبل أمير البلاد بادرة طيبة من سموه لا تأتي إلا من قيادة سياسية حكيمة تستند إلى فكر إصلاحي، وهي خطوة في اتجاه المصالحة الوطنية، وفرصة كبيرة ينبغي للسلطتين التشريعية والتنفيذية استغلالها، واستثمارها، لإنهاء حالة الاحتقان السياسي والمواجهات، وفتح صفحة جديدة من علاقات التعاون والبناء والتنمية والإنجاز بعد سنوات عاشتها الكويت كانت حافلة بالتأزيم وتعطيل القوانين والمشاريع التي تعود على أبناء الكويت بالنفع. إن ما هو مطلوب من المجلس والحكومة، ومن الشعب الكويتي، هو التكاتف والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة، والتمسك بوحدتنا الوطنية، والنظر إلى القضايا بمنظار وضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، والعمل على إقرار التشريعات المهمة، التي تنهض بالكويت، وتخدم مواطنيها، ومستقبل أجيالنا القادمة، وأن نراعي ما يحيط بنا من ظروف إقليمية في المنطقة، وتكريس كل جهودنا لمرحلة مختلفة من العمل السياسي، ونحرص على الحفاظ على أمننا واستقرار بلدنا. إننا اليوم مقبلون على مرحلة جديدة، ونأمل أن يتغير المشهد السياسي بعد هذه المكرمة الأبوية من سمو الأمير، والتي لا بد أن تكون منسجمة مع متطلبات المرحلة المقبلة، ويتم التعاون لمصلحة الوطن والمواطن، ونطوي صفحة الخلاف السياسي، والتأزيم الذي تسبب في انسداد الأفق السياسي بالبلاد وعرقلة كثير من القضايا.
كل الشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد، على هذه المكرمة، وهي تعبر عن عمق العلاقة الأبوية بين القيادة السياسية في هذا البلد والشعب، والشكر لكل من سعى وساهم وشارك في هذه المبادرة الكريمة الطيبة.