بفرحة عارمة وحفاوة كبيرة استقبل الكويتيون النائب السابق والسياسي البارز مسلم البراك الذي عاد إلى البلاد بعفو أميري، ولعل هذه الفرحة العارمة لها ما يبررها، فللبراك مكانة خاصة في قلوب معظم الكويتيين، حفرها على مدار سنوات طويلة قضاها في خدمة الوطن والمواطنين، وخاض فيها معارك كبيرة ضد الفاسدين تحت قبة عبدالله السالم وخارجها، وحتى عندما غاب عن الساحة السياسية كان على قدر المسؤولية، ولم يقدم على كلام أو أفعال تسيء إلى وطنه وقياداته كما لم ييأس أو ينسحب من الحياة السياسية، بل كان دائماً الحاضر الغائب، والرمز الذي يحترمه الجميع من يتفق أو يختلف معه. وفي الحقيقة أن البراك كان ثائراً منذ بداياته ضد الفاسدين مدافعاً عن حقوق المستضعفين لم يخش يوماً في الحق لومة لائم، فمنذ أن تولى رئاسة نقابة عمال البلدية والإطفاء كان قائداً حكيماً ساهم مع عمال وموظفي البلدية في إجبار الحكومة على التراجع عن قرارها الخاص بارتداء زي رسمي للعمل خلافاً للزي الوطني المعتاد، وعندما وصل إلى قبة عبدالله السالم وقف في وجه المفسدين وفضح المرتشين والمتلاعبين بالوطن والمواطنين، وعرى أصحاب الأجندات الخاصة والمصالح الشخصية، ونجح في إزاحة العديد من الوزراء الفاشلين الذين لم يقدموا ما تستحقه الكويت والكويتيين.
ومع عودة البراك إلى الكويت بعد طول انتظار لاحظ الكثيرون أنه لا يزال ينبض بالحيوية والعطاء ولديه إصرار على مواصلة نشاطه السياسي الذي لم ينقطع حتى في فترة إقامته بالخارج، وهذا ما أكده البراك فور وصوله إلى أرض الوطن. فكويت ما بعد العفو بحاجة إلى جهود كل أبنائها في جميع المجالات وفي مقدمتهم مسلم البراك الذي يملك خبرات كبيرة في العمل السياسي، ولديه رؤى وحلول للكثير من المشاكل التي تواجه الكويت، لذا يجب الاستعانة به والاستفادة منه دون الانتظار لخوضه انتخابات مجلس الأمة المقبلة، فيمكن أن نستعين به في كيفية تطوير العمل الحكومي ودفع عجلة التنمية وفي معرفة المطالب والخدمات التي يحتاجها المواطنون والقرارات التي يجب اتخاذها لتحقيق الأماني والطموحات، نأمل أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التعاون بين الجميع لصالح الكويت وشعبها.
مقالات - اضافات
أولاً وأخيراً: عود حميد لضمير الأمة
26-11-2021